لا يعد خطر الانتحار تهديدًا هينًا، ولا يمكننا اعتبار الحديث عن الانتحار وسيلةً لجذب الانتباه، لذلك من الضروري التعامل مع العلامات التحذيرية وتهديدات الانتحار بجدية، فالتحدث إلى شخص ما عن الأفكار الانتحارية لن يسبب في انتحاره. تزداد معدلات الانتحار ازديادًا ملحوظًا، إذ ارتفعت أعداد الوفيات نتيجة الانتحار في الولايات المتحدة بنسبة 33% في الفترة ما بين عامي 1999 و2017.

العلامات التحذيرية

لا يُشترط وجود العلامات كاملةً ليكون الشخص معرضًا لخطر الانتحار، فقد تعني إشارة واحدة أن الشخص في خطر. تتضمن العلامات الشائعة ما يأتي:

العلامات الكلامية

قد تشير العلامات السلوكية إلى تفكير الشخص بالانتحار

قد تشير العلامات السلوكية إلى تفكير الشخص بالانتحار

قد يتحدث الشخص الذي يفكر في الانتحار عن إنهاء حياته أو يعبر عن شعوره باليأس. من العلامات التحذيرية الكلامية:

  •  التحدث عن الانتحار.
  •  التعبير عن الرغبة بالموت.
  •  التحدث عن طريقة معينة للانتحار.
  •  إخبار الشخص عن شعوره بأنه يشكل عبئًا على الآخرين.
  •  التعبير عن الغضب أو الرغبة بالانتقام.
  •  التعبير عن الشعور بالمحاصرة.
  •  التحدث عن الاكتئاب أو الشعور بألم غير محتمل.

العلامات السلوكية

يظهر الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار نواياهم بطريقة غير مباشرة. من السلوكيات المرتبطة بخطر الانتحار:

  •  التخلي عن الممتلكات.
  •  تغيرات في عادات النوم والأكل.
  •  ممارسات إيذاء النفس.
  •  استكشاف طرق للانتحار كالبحث عنها عبر الإنترنت.
  •  التواصل مع المقربين، وخاصةً لتوديعهم أو التعبير عن الغضب أو المحبة.
  •  كتابة رسالة انتحار.
  •  الابتعاد عن الهوايات التي كانوا يستمتعون بها.
  •  الانسحاب من الروتين اليومي كالذهاب إلى العمل أو المدرسة.

العلامات المزاجية

قد تشير تغيرات مزاج الشخص إلى تفكيره بالانتحار أو تخطيطه للأمر. من الأعراض المرتبطة بالمزاج التي يجب الانتباه إليها:

  •  تاريخ مرضي لأعراض الصحة العقلية.
  •  أعراض ذهانية كالانفصال عن الواقع أو الإيمان بأشياء غير موجودة.
  •  اليأس أو اللامبالاة.
  •  الغضب أو الاهتياج.
  •  الاكتئاب والقلق.
  •  الشعور بالخزي أو الذل.
  •  الوحدة والعزلة.
  •  تغيرات حادة في المزاج.
  •  شعور الشخص بأنه يشكل عبئًا.

إضافةً إلى أن بعض المعرضين لخطر الانتحار يظهرون تحسنًا مفاجئًا غير مفهوم في المزاج قد يكون بسبب اتخاذهم لقرار الانتحار وشعورهم بالارتياح.

عوامل الخطر

تزيد بعض العوامل الخطيرة احتمال انتحار الأشخاص، وخاصةً عندما يظهرون عدة علامات تحذيرية. ومن هذه العوامل:

قد يكون الأشخاص الذين يملكون تاريخًا من الاكتئاب أكثر عرضةً لخطر الانتحار

قد يكون الأشخاص الذين يملكون تاريخًا من الاكتئاب أكثر عرضةً لخطر الانتحار

عوامل الخطر الطبية:

قد تزيد بعض الحالات الطبية خطر الانتحار، ومنها:

  •  الاكتئاب.
  •  اضطراب ثنائي القطب.
  •  اضطراب الشخصية الحدية.
  •  الفصام.
  •  تعاطي الكحول.
  •  اضطراب ما بعد الصدمة.
  •  الحالات التي تسبب آلامًا مزمنة.
  •  تشخيص مرض مميت.

عوامل الخطر البيئية:

الانتحار ظاهرة منتشرة وليست معزولة، إذ يزيد التعرض لأخبار الانتحار، سواء من الإعلام أو من محيط الشخص، معدلات الانتحار، ويعد الأشخاص المعرضون لعوامل الخطر البيئية الآتية أكثر عرضةً للانتحار:

  •  تاريخ مرضي للتعرض لصدمة أو إساءة المعاملة في الطفولة.
  •  إمكانية الوصول إلى وسائل القتل وخاصةً الأسلحة.
  •  العزلة وقلة الدعم الاجتماعي.
  •  الاعتقادات الدينية أو الثقافية الداعمة للانتحار ضمن ظروف معينة.
  •  انتشار موجات انتحار محلية.
  •  انتحار شخصية مشهورة تحظى باحترام الشخص المعني.
  •  فقدان شخص مقرب حديثًا.
  •  خسارة حديثة كفقدان وظيفة أو علاقة.
  •  عدم القدرة على الحصول على رعاية نفسية ملائمة.
  •  الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.
  •  رفض تلقي المساعدة.
  •  محاولات انتحار سابقة.

التاريخ العائلي:

من عوامل الخطر المرتبطة بالعائلة:

  •  وجود حالات انتحار أو أمراض نفسية لدى أفراد مقربين من العائلة.
  •  نقص الدعم العائلي.
  •  التعرض لإساءة المعاملة من أفراد العائلة سابقًا أو حاليًا.
  •  حدث عائلي مسبب للتوتر كحالات الطلاق.

العوامل الوقائية

قد تقلل العوامل الوقائية خطر الانتحار، إذ يجب على الأشخاص الذين يخشون من محاولة انتحار شخص مقرب توفير عوامل الحماية قدر الإمكان، وقد يعد غياب هذه العوامل أساسًا من عوامل الخطر لأن من يفتقدونها قد يشعرون باليأس أو العزلة. تتضمن هذه العوامل الوقائية:

  •  إمكانية الوصول إلى الرعاية النفسية الجيدة والداعمة.
  •  الدعم من الأشخاص المقربين.
  •  عدم وجود وصمة متعلقة بالصحة النفسية، كوجود أصدقاء أو عائلة لا ترى في الأفكار الانتحارية فشلًا شخصيًا بل أمرًا قابلًا للعلاج.
  •  حس التواصل مع الآخرين.
  •  مهارات لا عنفية في معالجة المشكلات.
  •  عدم القدرة على الحصول على الأسلحة أو وسائل قتل أخرى.
يمكن لأي شخص أن يدعم من يحبه بالتعاطف وعدم إصدار الأحكام

يمكن لأي شخص أن يدعم من يحبه بالتعاطف وعدم إصدار الأحكام

ما يجب فعله

يجب على من يحاولون مساعدة شخص مقرب يفكر بأفكار انتحارية أن يأخذوا الأمر على محمل الجد. من الاستراتيجيات المفيدة للتعامل مع الأمر:

  •  دعم الشخص للحصول على الرعاية النفسية، والذهاب معه إلى مواعيد تلقي هذه الرعاية (بعد الحصول على إذن مسبق منه).
  •  تحضير خطة أمان مع الشخص المعني كطلب الاتصال بأحد أفراد أسرته قبل محاولة الانتحار.
  •  إزالة الأسلحة أو وسائل القتل من المنزل.
  •  تجنب الحكم على الشخص أو الاستخفاف بجدية مشكلته.
  •  التركيز على مشاعر الشخص المقرب وليس على المشاعر الشخصية المتعلقة بالموقف.
  •  الاطمئنان على الشخص مرارًا وعدم انتظار اتصالهم.
  •  تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص المعني بمفرده، وخاصةً إذا كان قادرًا على الوصول إلى سلاح ما.
  •  الاتصال بالطوارئ عندما يصبح الخطر مباشرًا.
  •  الاتصال بخطوط الطوارئ المعنية بحالات الانتحار.
  •  التواصل مع أشخاص موثوقين آخرين قد يكون بإمكانهم تقديم المساعدة، وعدم التواصل مع أشخاص قد يسببون توترًا أو يضعون اللوم على الشخص المعني.
  •  التحدث عن الانتحار بانفتاح بسؤال أسئلة مباشرة مثل:
  •  هل تفكر في الانتحار؟
  •  هل تعرف كيف ستنتحر؟
  •  هل لديك الوسائل لتنتحر؟
  •  هل حددت تاريخًا معينًا لانتحارك؟

يجب أن نتذكر أن الألم العاطفي الشديد والأفكار الانتحارية أمر يصعب تحمله، فمن الضروري التحلي باللطف والتعاطف تجاه الشخص المعني.

يجب على الأشخاص الذين يفكرون بأفكار انتحارية أن يعلموا أن مشاعرهم تمثل أزمةً مؤقتةً، ومن الممكن إيجاد الأمل والتخلص من هذه الأفكار دون اللجوء إلى الانتحار.

من الاستراتيجيات المفيدة:

  •  التواصل مع معالج نفسي أو اختصاصي الصحة النفسية، فمعالجة مشكلات الصحة النفسية قد تزيل الأفكار الانتحارية.
  •  التواصل مع شخص مقرب موثوق قادر على الإنصات دون إطلاق الأحكام.
  •  وضع خطة أمان تشمل أفكارًا عما يجب فعله حين ظهور الأفكار الانتحارية، ومشاركة هذه الخطة مع شخص مقرب قادر على المساعدة.
  •  الالتزام بتأجيل الانتحار مدة يوم أو أسبوع أو شهر.
  •  الاتصال بخطوط الطوارئ لمؤسسات مساعدة في حالات الانتحار، إذ لا تتطلب هذه المؤسسات الكشف عن الهوية وتؤمن اتصالًا مجانيًا.

الخلاصة

يعد الانتحار مأساةً يمكن تجنبها، وبإمكان العائلة والأصدقاء المقربين المساعدة بتقديم الدعم ومحاولة إيصال الشخص المعني مع ملاجئ وقائية للأشخاص المعرضين لخطر الانتحار.

كل تهديد بالانتحار هو خطر جدي، إذ تنطوي كل حياة على قيمة ما، ولا يجب تأجيل طلب المساعدة، فمعظم من يحاولون الانتحار لا يريدون إنهاء حياتهم بل يريدون إنهاء الألم.

اقرأ أيضًا:

ما هي المداخلات التي تساعد على منع حالات الانتحار ؟

هل الانتحار فعل أناني حقًا؟

ترجمة: ليلان عمر

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر