تُجرى الكثير من الأبحاث لتطوير أشكال جديدة من وسائل منع الحمل، وإن كان ذلك بخطوات بطيئة على ما يبدو. قد تكون دراسة من جامعة كارولينا الشمالية، نُشرت في صحيفة Bioactive Materials قد كشفت للتو عن تطور في هذا المجال، ويأتي هذا الاكتشاف على شكل جل -هلام- جديد لمنع الحمل ثبت أن له وظيفة ثلاثية: منع الحمل، وتثبيط الفيروسات، وزيادة الرغبة الجنسية، وفقًا لنتائج الدراسات على الفئران.

قال مؤلف الدراسة البروفيسور كي تشينج: «لقد حقق جل منع الحمل ثلاثي الوظائف الذي صنعناه معدلات نجاح أعلى في منع الحمل مقارنةً بموانع الحمل الموجودة في السوق، ولديه إمكانيات كبيرة لتحسين سلامة الاتصال الجنسي وجودته».

يتضمن الجل 3 مكونات، كلها معتمَدة من إدارة الغذاء والدواء:

  •  جوسيبول: يثبط حركة النطاف. ويسلط بحث سابق الضوء على إمكانية استخدامه وسيلةً لمنع الحمل.
  •  تينوفير: مضاد للفيروسات؛ يمنع نسخ الفيروسات وتضاعفها، ويُستخدم بالفعل للحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
  •  نيتروغليسرين: يساعد على توسيع العضلات الملساء الوعائية، ومن ثم يزيد تدفق الدم الموضعي، ويُعد محسنًا فعالًا للانتصاب.

المواد الهلامية القاتلة للحيوانات المنوية المتوفرة حاليًا، التي تحتوي على النونوكسينول-9 فعالة بنسبة %72 فقط عمليًا، وفقًا لجمعية تنظيم الأسرة الأمريكية، مقارنةً بفعالية %91 للأقراص، و%85 للواقي الذكري. إضافةً إلى أن للجل سلبيات، فهو لا يقي من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، وقد يؤدي استخدامه على المدى الطويل إلى تدمير البكتيريا الموجودة طبيعيًا في المهبل، ما يسبب تهيجًا وضررًا، وقد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.

جل جديد يمنع الحمل ويقوي الرغبة الجنسية ويقلل انتقال الأمراض الجنسية - هلام جديد لمنع الحمل وتثبيط الفيروسات وزيادة الرغبة الجنسية

درجة حموضة الجل الجديد الذي جرى تطويره في هذه الدراسة هي 4.5، وهي نفس درجة حموضة المهبل، ما يجعله متوافقًا، وثبت أيضًا أنه لا يتلف الخلايا الظهارية المهبلية، ولا يؤثر في وظائف الكبد أو الكلى.

ذكر المؤلفون أيضًا في الورقة البحثية أن كثافة الجل وبنيته المسامية تساعد على تحلله والتخلص منه في المهبل، وأن خصائص الجل أظهرت أنه سيكون مزلقًا جنسيًا جيدًا.

فُحصت قدرة الفيروس على إصابة الخلايا الظهارية المهبلية مع الجل ومن دونه، وتشير النتائج إلى احتمال أن يكون الجل قادرًا على التداخل مع عملية العدوى الفيروسية بإطلاق عوامل وظيفية، وأن لديه القدرة على منع انتقال الأمراض في أثناء الاتصال الجنسي.

لاختبار الجل، حمَّل الباحثون ماصّات بالحيوانات المنوية للخنزير، ثم غطوا أطراف الماصّة بالجل، وأطلقوا الحيوانات المنوية على شريحة زجاجية لمحاكاة القذف، وبالمراقبة تبين أن الحيوانات المنوية فقدت قدرتها على الحركة للأمام.

وُضع الجل على مهبل إناث جرذان في فترة الشبق لديها قبل وضعها في قفص مع ذكور الجرذان الخصبة، ولم تحدث حالات حمل بعد 22 يومًا من التزاوج الناجح في المجموعة التي استخدمت الجل الجديد، مقارنةً بالفئران في المجموعة المرجعية، التي حملت كلها، في حين حدث حمل واحد في المجموعة التي أُعطيت الجل الموجود بالفعل في السوق.

طُبق الجل أيضًا على قضبان ذكور الجرذان، وبعد ذلك أُعيدت أنثى الجرذ إلى قفصها، وقد لوحظ أن الجل زاد من عدد مرات تزاوج الجرذان، وقلل على نحو كبير الوقت الذي تستغرقه لبدء العملية، ورأى الباحثون أيضًا أن الجل ساعد القضيب على الانتصاب، مع حدوث المزيد من الانتصاب في أثناء فترة المراقبة التي بلغت 20 دقيقة، وقد يعني هذا أن الجل الجديد قد يساعد أيضًا في علاج ضعف الانتصاب.

سنحتاج إلى اختبار الجل على البشر للتحقق من سلامته وفعاليته قبل أن يصبح متاحًا للاستخدام، لكن النتائج مبشرة، وقد تلوح وسيلة منع الحمل هذه التي تمثل «الكل في واحد» في الأفق قريبًا.

اقرأ أيضًا:

تطوير وسيلة جديدة في مجال موانع الحمل الذكرية

وسائل منع الحمل : أنواع موانع الحمل وكل ما يجب معرفته بخصوصها

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر