لماذا نُفتَن بحبيبنا السابق؟ وهل من الجيد إحياء الروابط العاطفية سعيًا نحو إشباع جنسي؟ تقول آيريس: «خلال زواجي اقتصرت غرامياتي على أحبائي السابقين، فممارسة الجنس مع حبيب سابق ممتعة للغاية، على عكس ممارسته مع زوجي!» بينما يقول كيندريك كول: «تشبه مواعدة شريك سابق الرسوب في امتحان تعرف الإجابة عن أسئلته مسبقًا!».

النوستالجيا هي توليفة من مشاعر الولَع بأحداثٍ مضت والحزن على فقدانها. وهي توقٌ عذب ومرير لماضٍ نتذكره أفضل مما كان في الحقيقة.

وفي خضم هذا التفخيم، نتذكر الجوانب الطيبة من تجاربنا بما أن التركيز على أحداث الماضي المؤذية قد يكون مؤلمًا. وقد يكون تفخيم الماضي وخيمًا مثل أن يرجع الشخص لإحياء علاقة مسيئة ضاربًا بعرض الحائط تأثيراتها الخطيرة والمؤذية في الماضي.

يفضّل مجتمعنا الغائي بتوجهاته مقاربةً عقلانية لموضوع النوستالجيا: على اعتبار أن ما حدث قد حدث. فهو لا يثمِّن الماضي، ومن غير المنطقي محاولة تطويقه (كما هو الحال في إنقاذ حبٍّ خائب). وبالأحرى علينا التركيز على الحاضر والمرامي المستقبلية. وفي هذا تعامٍ عن حقيقة أن الماضي مهم لأسباب عاطفية ورومانسية. حتى أنّ ويليام فولكنر وصل إلى درجة قال عندها: «الماضي لا يموت؛ الماضي لا يمضي حتّى!»

علينا أحيانًا الوقوف على الأطلال وإراقة الدمع عليها: كيف إذن سنتعلم احترام مشاعرنا ونتفادى إراقة الدموع مرةً أخرى؟

سيبقى الماضي جزءًا منّا على الدوام، لكن لا يجب أن نسمح له باستنزافنا.

ومن الأفضل في أحيان أخرى ألّا نحزن على الماضي. عند انتهاء علاقة حب، فلا مبرر للعيش في الماضي والمسلك الأفضل هو تكوين علاقة جديدة. واحتضار الحب لا يعني نهاية الحياة، ولا حتى نهاية تجارب المرء العاطفية.

لكن، كم ستكون حياتنا سطحيّة إن طمسنا الماضي.

 في الصباح التالي للعلاقة:

إليكم هنا عدة إجابات عن السؤال: «ما هو شعورك بعد مضاجعة حبيبك السابق؟»

  •  «أمارس الحب مع شريكي السابق حتى ألتقي حبيبًا جديدًا. الجنس هو اضطراب عاطفي يلازمه الندم في صباح اليوم التالي!».
  •  «مارست الحب مع حبيبي السابق مرةً واحدةً فقط. لست مفتونةً بأيٍّ من شركائي السابقين لأنّ كلًّا منهم يعود إلى فترة مختلفة من حياتي كنت أمرّ فيها بمرحلة تطورية معينة».
  •  «لا أستمتع عادةً بممارسة الجنس مع حبيب سابق. تثيرني مضاجعة شريكي الذي يمنحني إحساسًا بالانتماء، بغض النظر عن اختلافاتنا على كثرتها».
  •  «أدركت عندها أنّ حبيبي السابق يجب أن يبقى من الماضي!»
  •  «الجانب الأصعب في ممارسة الحب مع حبيبي السابق في كلّ نهاية أسبوع هو أني لا أرغب في البحث عن شريك جديد لعشقي جسد شريكي السابق!»
  •  «تابعت ممارسة الحب مع زوجي السابق بعد طلاقنا وعندما لم يكن أي منّا في علاقة أخرى. أدرك كلانا أننا لن نعود مجددًا لكن ساعدتنا المضاجعة اللطيفة على التوصل إلى فكرة أننا لسنا بأعداء.»
  •  «من الخطأ العودة إلى حبيب سابق في الماضي. أقدمت على ذلك مرةً وندمت عليه.»

نمارس الحب مع شريك سابق عادةً خلال مرحلتين: بعد الانفصال مباشرةً وبعده بفترة زمنية طويلة.

فنركّز في الفترة التي تلي الانفصال على إدامة تقديرنا الذاتي. ومضاجعة الشريك السابق -في الوقت والتواتر المناسبين- يتفق وتوقعات الطرفين، وبإمكانه تلطيف الانحدار في تقدير الذات. أما ممارسة الحب بعد فترة طويلة فتكون توقًا إلى الإثارة والحميمية والتوقعات مختلفة بطبيعة الحال. وفي الحالتين، قد تدمِّر ممارسة الحب على مدى فترات طويلة محاولات الانعتاق وإيجاد حب جديد.

لماذا نحنّ إلى علاقتنا بحبيبنا السابق - ل من الجيد إحياء الروابط العاطفية سعيًا نحو إشباع جنسي - ممارسة الحب مع الحبيب السابق

 الحنين إلى الحبيب السابق:

يقول أفينوام بن زيين: «حظيت -مثل أخي يوفال- بالعديد من الحبيبات. لكن داومت حبيباته على حبه منذ الفراق، بينما حبيباتي يكرهنني. لا أفهم السبب، لكن عليّ أن أسأل حبيباته عن ما يجدنه فيه وأفتقره أنا!».

بينما تصرّح امرأة متزوجة: «حلمي الأكبر -قبل أن أموت- هو ممارسة الحب مع حبيبي السابق».

تختلف الأسباب الرئيسية لإعادة إحياء العلاقات الرومانسية الماضية ومنها: ازدياد الحب عند الفراق الذي كان نتيجة ظروف خارجية لم تعد موجودة، والحبيبان غير راضيين في علاقاتهم الحالية. وتكون فرص إحياء العلاقة في هذه الظروف كبيرة.

وجد بحثٌ أن نصف الشباب تقريبًا ممن يخرجون للمواعدة أو ممن في علاقة مساكنة قد تصالحوا مع أحبائهم السابقين. وأكثر من النصف ممن قطعوا العلاقة يتابعون علاقتهم الجنسية بالشريك السابق.

ففي لقاء جنسي مع حبيب سابق تخفّ الحيرة. هما قد مارسا الجنس سابقًا ويألفان بعضهما وبإمكانهما خلال لقائهما الجنسي الأول المتابعة من حيث توقفا. من الأسهل والأسلم العودة إلى حبيب سابق على إيجاد شخص جديد.

وعلى ضوء حميميتهم السابقة، يفترض الناس أنّ ممارسة الجنس مع حبيب سابق أكثر شرعيةً وأقل وِزرًا. وهكذا يشكّل الشركاء السابقون تهديدًا ويثيرون الغيرة على الشريك أكثر من أيٍّ كان.

تثير مضاجعة شريك سابق مشاعر منقسمة، فخلال الممارسة تكون الإثارة كبيرة لكن يميل بعدها الشريكان إلى الشعور بالندم، حتى وإن كان الشعور حيال الموضوع ككل طيبًا إلّا أنه خدّاع. فانفصالنا عن ذلك الشخص كان لسبب وهذا السبب ما يزال موجودًا.

تشتمل مضاجعة شريك سابق على توقعات متناقضة ما بين الطرف الذي ما زال واقعًا في الحب والطرف الذي أنهى العلاقة لكنه ما يزال يرغب في ممارسة الجنس.

نعود إلى حبيب سابق لأسباب بليغة مثل تفخيم الماضي، ولأسباب فنية مثل سهولة تعقب الشركاء السابقين على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

لا تُطوى صفحة الحبيب السابق، ونتابع العيش في «كَنَفه»، ونتابع طلته ومواعيده والأماكن التي يقضي أوقاته فيها.

يرغب الناس في معرفة أن شريكهم السابق في توقٍ إليهم لأنّه من المغري إدراكنا أننا ما زلنا موضع رغبة.

 إنهاء علاقة رومانسية:

تقول إليزابيث بيشوب: «من غير الصعب إتقان فن التخلي. إلا أنّ التخلّي -ولنعترف بذلك- مُفجِع».

أما ريبيكا فتقول: «انقطعت عن ممارسة الجنس مع حبيبي السابق مدة عشر سنوات رغم محاولاته العديدة للعودة. وقبل مغادرته الوطن، التقينا للوداع، وفي تلك الليلة حين استلبني إلى السرير لساعات وصلت علاقتنا إلى خواتيمها. سألني البقاء على انفتاح عليه دومًا. إلا أن الخواتيم عذبة في سماحها للقلب أن يتحرر ويقع في الحب مجددًا.

بعد سنوات طلب رؤيتي، وأحدثت رسالته الغزلية بلبلةً في قلبي لفكرة مقابلته من جديد. ولساعات تخيلت ممارسة الحب معه وأبعدت الفكرة عن رأسي في أحضان حبيبي الحالي. والفرق بين الرجلين هو أن أحدهما يحبني ويريد الزواج بي، بينما الآخر يعرض قضاء ظهيرة من المتع الحسية ليختفي بعدها. يبدو أن خاتمتي لم تكن مضادةً للرصاص 100%، لكنها ما تزال قوية بما فيه الكفاية لمنع تحول خيالاتي الجنسية مع حبيبي السابق إلى واقع مادي».

ينمو التوق إلى الشريك في أوقات العزلة الاجتماعية كما في جائحة كوفيد-١٩. لكن قد يؤدي استمرار المشاعر تجاه الشريك السابق إلى تزايد الاضطراب والتعاسة التي تعيق قدرتنا على بناء علاقات جديدة. والأفضل لتخطي هذه المشاعر هو إيجاد علاقة جديدة.

فإن لم تكن حالات الانفصال ناجمة عن الإحساس بغياب الحب بل بسبب الشعور بالنقص وانعدام الإشباع والاستقرار، فقد يدوم التوق إلى الشريك السابق حتى وإن كنا نحب شريكنا الحالي. وبإمكان النهايات المفتوحة والمشاعر غير المُشبَعة أن تبعث الروابط من رميم، بينما تمهّد الخواتيم للانعتاق والنسيان.

يثيرنا الشريك الجديد أكثر من القديم، إلا أن الشريك المألوف يمنح سكينةً أعمق. وبحسب بن زييف 2019، يشتمل اللقاء بحبيب سابق مقرَّب على الشعور بسكينة مثيرة.

لا توفّر العلاقة بحبيب سابق -التي تبدو كالنبيذ المعتّق الفاخر- تجديدًا كاملًا، وإنما استئنافًا ولمّ شملٍ لأجزائنا التي أودِعَت قلب هذا الحبيب.

اقرأ أيضًا:

لماذا يتواصل البعض مع شريكهم السابق؟

الحب دون التزام.. هل هو حب حقًا؟

ترجمة: سِوار قوجه

تدقيق: أيمن الشطي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر