حُدد موقع غرق سفينة حربية بريطانية غرقت عام 1682، حين كانت تحمل ملكًا مستقبليًا شرق بريطانيا، وهو اكتشاف وُصف بكونه «أبرز اكتشاف بحري منذ انتشال سفينة ماري روز عام 1982».

صدر الإعلان بعد 15 عامًا من التحقيقات، نتيجة الحاجة إلى حماية الحطام.

كان نصف سفينة «جلوسيستير» مطمورًا في قاع البحر وغير مكتشف، حتى اكتشفها جوليان ولينكولن بارنويل وجيمس ليتل عام 2007، بعد بحث استغرق أربع سنوات قرب ساحل نورفولك.

كانت سفينة البحرية الملكية تحمل ملك إنكلترا المستقبلي، جيمس ستيوارت، الذي كان حينئذ دوق يورك، عندما اصطدمت بأرضية رملية في 6 مايو 1682.

غرقت السفينة بعد نزاع بين الملك المستقبلي، وهو لورد أدميرال سابق، والربان بشأن التحكم في مسار السفينة حين كانت تعبر ضفاف نورفولك الرملية الغادرة.

أشارت خبيرة التاريخ البحري كلير جويت من جامعة إيست أنجليا، إلى أن عمر السفينة ومكانها وحالة الحطام والآثار التي أنقذت بالفعل وسياق الحادثة التاريخي، كل ذلك ساهم في أهمية الاكتشاف.

«يُعد الاكتشاف تغييرًا جذريًا لفهمنا التاريخ السياسي والبحري والاجتماعي للقرن السابع عشر».

لقي المئات من أفراد الطاقم والركاب مصرعهم، ونجا ستيوارت بصعوبة، بعد أن أجّل التخلي عن السفينة حتى اللحظة الأخيرة.

أضافت جويت: «بسبب ظروف غرق السفينة، يُعد ذلك أكثر الاكتشافات التاريخية البحرية أهمية منذ انتشال سفينة ماري روز عام 1982».

انتشلت سفينة ماري روز عام 1982، وهى إحدى سفن هنري الثامن الحربية التي غرقت عام 1545، في إنجاز مبهر في علم الآثار البحري، الذي وفر ثروة من التفاصيل حول الحياة في زمن تيودور.

انتشلت بعد سنوات من العمل الشاق قبل 40 عامًا في عملية مذهلة شاهدها الملايين فى التلفاز.

نجى ما يقارب ثلث السفينة الحربية الخشبية التي كانت مدفونة بالكامل تقريبًا في قاع البحر، وكانت الأجزاء المكشوفة قد تآكلت.

من ضمن ما استُرد من سفينة ماري روز عربات أسلحة خشبية، وأواني طبخ، ومباضع، وأغلفة كتب جلدية، وإبر، وآلات كمان، وصافرات، وأسلحة، وأجهزة ملاحة، وأثاث، مما وفر للمؤرخين أكبر مجموعة من الآثار الأصلية التاريخية من حقبة تيودور على الإطلاق.

أضافت الجامعة: «تمثل سفينة جلوسيستير لحظة مهمة في التاريخ السياسي البريطاني. كاد حطام سفينة ملكية أن يسبب موت الوريث الكاثوليكي للعرش البروتستانتي في زمن توتر سياسي وديني شديد».

يُخطط لبناء معرض عام 2023 في متحف ومعرض الفن بقلعة نورويتش، الذي سيعرض تحفًا وجدت في الحطام، وذلك يتضمن الجرس الذي ساهم في التعرف على السفينة.

اقرأ أيضًا:

ستغيّر هذه السفن مفهوم الإبحار إلى الأبد

كيف نشأت دولة الرفاه في بريطانيا؟

ترجمة: علي باسم يوسف

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر