السينوفوبيا هو رهاب الكلاب، ويأتي الاسم من (Cyno) الكلمة اليونانية التي تعني الكلب، ويعاني المصابون به (أطفالًا وبالغين) من الخوف الشديد من الكلاب فيبذلون قصارى جهدهم لتجنب الكلاب، وقد يعانون من قلق شديد أو نوبة هلع كاملة عند سماع نباح كلب أو مشاهدة فيلم عن كلب أو الذهاب إلى مكان قد يتواجد فيه كلب.

يتجنب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أصدقائهم أو يفضلون البقاء في منازلهم في الحالات الشديدة، لأنهم قلقون من مقابلة الكلاب، وقد تساعد أنواع مختلفة من العلاج الأشخاص المصابين بهذا الرهاب.

ما هو الرهاب؟

الرهاب هو اضطراب القلق الذي يخيف الناس من موقفٍ أو شيء ما، ويكون غير ضار عادةً. وينطوي على خوف مفرط من حدث أو موقف لن يسبب بالضرورة ضررًا في الواقع، لكنهم يميلون إلى الحصول على ردود فعل غير متوقعة تجاه أمور لا يجدها الآخرون مخيفة أو مقلقة.

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات رهاب محددة لديهم ردود فعل شديدة تجاه شيء ما أو موقف معين، ويفعلون كل ما في وسعهم لتجنب ما يسبب الانزعاج أو القلق أو الخوف، وفي هذه الحالة هو الكلاب.

ما مدى شيوع رهاب الكلاب؟

لم يتأكد مقدمو الرعاية الصحية من عدد الأشخاص الذين يعانون هذا الرهاب بالذات، ولكن تظهر بعض الدراسات أن الخوف الشديد من الحيوانات هو أكثر أنواع الرهاب شيوعًا، وتقريبًا ثلث من لديهم رهاب الحيوانات لديهم خوف شديد من الكلاب.

وعمومًا يعاني 9% تقريبًا من البالغين في الولايات المتحدة من اضطراب رهاب محدد، وقد يصاب الأشخاص من جميع الأجناس باضطرابات رهاب محددة، لكن النساء أكثر عرضة للإصابة بها.

ما أسباب رهاب الكلاب ومن هم المعرضون للإصابة به؟

يعد هذا الاضطراب شائعًا لدى الأطفال، ولكن قد يصاب به أشخاص من جميع الأعمار، وينتشر هذا النوع من الرهاب بين الأشخاص المصابين بالتوحد والاختلافات الحسية أو الفكرية. ومن المرجح وجود أحد الحالات التالية لدى المصاب برهاب الكلاب:

  •  اكتئاب.
  •  اضطراب القلق العام (GAD).
  •  تاريخ من الأمراض العقلية، مثل اضطراب الوسواس القهري (OCD) أو نوبات الهلع أو اضطراب الهلع.
  •  أنواع أخرى من الرهاب أو تاريخ أسري لحالات من الرهاب.
  •  اضطراب تعاطي المخدرات.
  •  الأشخاص الذين تعرضوا إلى مواجهة مخيفة مع الكلاب هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بهذا الرهاب، حتى لو لم يعضهم كلب بالفعل، فإن المطاردة أو التهديد قد يسبب رهاب الكلاب.
  •  قد تعود الذكريات المرعبة كلما فكر بها الفرد أو رأى كلبًا، وقد يتطور هذا الرهاب بوصفه جزءًا من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

يعتقد مقدمو الرعاية الصحية أن الرهاب ينتج عن مزيج من علم الوراثة والتاريخ الشخصي والعوامل البيئية. فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الأمراض العقلية هم أكثر عرضة للإصابة بالرهاب، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة برهاب الكلاب إذا كانت لديهم تجربة مخيفة مع كلب أو حيوان آخر.

ما هي محفزات رهاب الكلاب؟

لا يحتاج الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالضرورة إلى الاتصال بكلب ليصابوا بقلق شديد، وتشمل محفزات هذا النوع من الرهاب ما يلي:

  •  رؤية كلب، ولو كان الكلب مقيدًا أو في حظيرة.
  •  سماع نباح كلب أو زمجرة.
  •  رؤية صورة أو مشاهدة فيلم يحتوي على كلب.
  • التفكير في كلب أو التفكير في الذهاب إلى مكان قد يكون فيه كلب.

ما هي أعراض رهاب الكلاب؟

يعاني الأشخاص المصابون بهذا الرهاب من القلق الشديد والخوف ونوبات الهلع عند رؤية كلب أو التفكير به، فهم يشعرون وكأنهم في خطر. وتشمل علامات رهاب الكلاب ما يلي:

  •  البكاء والصراخ والذعر وغيرها من المشاعر الشديدة.
  •  صعوبة في البلع أو الشعور بالاختناق.
  •  الدوخة وجفاف الفم والصداع.
  •  فرط التعرق.
  •  مشاعر الرهبة أو الأفكار الكارثية (الشعور وكأن شيئًا فظيعًا سيحدث).
  •  زيادة معدل ضربات القلب أو ألم الصدر أو خفقان القلب.
  •  الغثيان والقيء.
  •  الإسهال.
  •  ضيق في التنفس (عسر التنفس) أو تسرع في التنفس.

كيف يشخص مقدمو الرعاية الصحية رهاب الكلاب؟

يسأل مقدم الرعاية الصحية عن الأعراض وعن موعد حدوثها، وسيسأل أيضًا عن التاريخ الشخصي وتاريخ الأسرة من حالات الرهاب. وسيرغب في معرفة أي تجارب مخيفة مر بها الفرد مع الكلاب أو الحيوانات الأخرى، وإخباره عن تاريخ بدء ظهور الأعراض وإن كانت تؤثر في النوم والأنشطة اليومية.

قد يحيل مقدم الرعاية الصحية الفرد إلى مختص الصحة العقلية المتخصص في الرهاب، وهذا النوع من الخبراء مدرب خصيصًا لتشخيص الرهاب واضطرابات القلق الأخرى.

كيف يُعالج رهاب الكلاب؟

العلاجات الأولية لرهاب الكلاب هي العلاج بالتعرض والأدوية، ولكن توجد عدة أنواع من العلاجات التي قد تساعد أيضًا وتشمل هذه التدابير ما يلي:

 العلاج بالتعرض: يُعرّض مقدم الرعاية الصحية الفرد للكلاب تدريجيًا، ويقدم بعض مقدمي الرعاية الصحية علاجًا بالواقع الافتراضي باستخدام نظارات واقية خاصة تحاكي التفاعل مع كلب حقيقي، ومع مرور الوقت تقل الحساسية تجاه الكلاب وتصبح أقل خوفًا. وقد يشمل هذا العلاج:

  •  إغلاق العينين وتخيل اللقاء مع كلب.
  •  رؤية صور أو مقاطع فيديو للكلاب.
  •  حمل لعبة لها شكل كلب.
  •  مشاهدة الكلاب تلعب من مسافة بعيدة والاقتراب ببطء منها.
  •  مداعبة كلب بينما هو مُقيد.
  •  قضاء الوقت مع كلب وهو مُقيد.

قد يوصي مقدم الرعاية الصحية أيضًا بما يلي:

  •  العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لتغيير طريقة الاستجابة للخوف والتفكير في الكلاب بطريقة مختلفة.
  •  العلاج النفسي أو العلاج بالكلام: للمساعدة على فهم المخاوف الشخصية.
  •  العلاج بالتنويم المغناطيسي: الذي يتضمن تمارين الاسترخاء الموجهة بينما يكون العقل في حالة هدوء، ويسمح هذا بإعادة التفكير في المخاوف الشخصية تجاه الكلاب والقلق الذي يسببه.
  •  تمارين اليقظة واليوغا وتمارين التنفس والتأمل للمساعدة على التحكم في القلق.
  •  أدوية لعلاج الاكتئاب أو تخفيف القلق أو السيطرة على نوبات الهلع.

ما هي مضاعفات رهاب الكلاب؟

قد يتسبب رهاب الكلاب الشديد دون علاج مناسب في تجنب الناس للمواقف التي قد يواجهون فيها الكلاب، وتتضمن الابتعاد عن العائلة والأصدقاء أو التوقف عن المشي في الخارج.

قد يصابون أيضًا برهاب الخلاء ويتوقفون عن مغادرة المنازل تمامًا، وقد يضر هذا بدوره بالعلاقات ويؤدي إلى مشكلات في الاحتفاظ بالوظيفة، وقد تصل الحالة إلى العزلة والقلق والاكتئاب.

ما هي النظرة المستقبلية للأشخاص الذين يعانون من رهاب الكلاب؟

معظم الأشخاص الذين يعانون من رهاب الكلاب يتحسنون مع العلاج. لكن النظرة المستقبلية تعتمد على شدة الرهاب والصحة العقلية العامة للشخص، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج طويل الأمد حتى تتحسن الحالة، وقد يحتاج أيضًا إلى العديد من العلاجات، مثل العلاج المعرفي السلوكي جنبًا إلى جنب مع العلاج بالتعرض.

متى يجب رؤية مقدم الرعاية الصحية حول رهاب الكلاب؟

يجب التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية إذا عانى الفرد أو طفله من علامات شديدة تدل على تطور رهاب الكلاب لديه. وتكون المراجعة فورية إذا كان القلق أو نوبات الهلع تعترض الحياة اليومية.

يخاف الكثير من الأطفال من الكلاب بعمر صغير، ومن الشائع نمو هذا الخوف معهم، لذلك يجب التواصل مع مقدم الرعاية الصحية إذا عانى الطفل خوفًا شديدًا من الكلاب.

اقرأ أيضًا:

هل نباح الكلاب يقابل الكلام عند البشر؟

هل الكلاب تعي أنفسها كالبشر؟

ترجمة: جوليا كاملة

تدقيق: بشير حمّادة

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر