التهاب كيس الدمع هو التهاب في القناة الدمعية، قد يكون مصاحبًا لعدوى أو من دون عدوى، وقد يحدث عند الأطفال حديثي الولادة والبالغين. يتضمن العلاج عادةً المضادات الحيوية، وتُعد الجراحة خيارًا محتملًا لتلافي تكرار الالتهاب.

ما التهاب كيس الدمع؟

التهاب كيس الدمع هو المصطلح الطبي للالتهاب والعدوى في الكيس الدمعي. يؤدي الكيس الدمعي إلى القناة الدمعية «القناة الأنفية الدمعية». وكلها أجزاء من النظام الدمعي.

عندما يعمل النظام بطريقة طبيعية، تتدفق الدموع من العين إلى القناة الدمعية، ثم إلى الممرات الأنفية.

يحدث التهاب كيس الدمع عندما يُعترض هذا المسار. قد يحدث الاعتراض في الكيس، أو في القنوات التي تنتقل عبرها الدموع، أو في القناة الأنفية الدمعية. عندما لا تستطيع الدموع المرور، يصبح السائل الدمعي راكدًا وقد يُصاب بالعدوى.

ما الفرق بين التهاب كيس الدمع الحاد والمزمن؟

لالتهاب كيس الدمع نوعان: حاد ومزمن. عمومًا، يكمن الاختلاف في المدة الزمنية. يحدث التهاب كيس الدمع الحاد فجأةً ويزول سريعًا، عمومًا في غضون أقل من ثلاثة شهور. أما التهاب كيس الدمع المزمن فيستمر فترةً أطول.

اختلاف آخر بين النوعين هو أن التهاب كيس الدمع المزمن كثيرًا ما يرتبط بحالات جهازية -تشمل كامل الجسم- أو حالة مناعية ذاتية. يتضمن ذلك الورم الحبيبي مع التهاب الأوعية، والساركوئيد، والذئبة «الذئبة الحمامية الجهازية». المصابون بالتهاب كيس الدمع المزمن قد يكونون مصابين أيضًا بالتهاب الملتحمة «العين الوردية».

قد يختلف العامل الممرض «مثل الجراثيم والفيروسات» بين نوعي الالتهاب.

هل يوجد أنواع أخرى من التهاب كيس الدمع؟

إضافةً إلى التهاب كيس الدمع الحاد والمزمن، قد يكون الالتهاب خلقيًا «موجودًا منذ الولادة» أو مكتسبًا.

يحدث التهاب كيس الدمع الخَلقي غالبًا عندما لا يغادر السائل الأمنيوسي نظام الدمع بالكامل بعد ولادة الطفل. يحدث التهاب كيس الدمع عند حديثي الولادة عندما يُصاب هذا السائل بالعدوى.

يحدث التهاب كيس الدمع المكتسب بسبب عوامل أخرى، تتضمن كسور العظام والجراحات والأورام، أو استخدام أدوية معينة.

ما مدى شيوع التهاب كيس الدمع؟

نحو 6% من المواليد يولدون بعيب خلقي في القناة الأنفية الدمعية. يُصاب طفل واحد من كل 3884 طفلًا بالتهاب كيس الدمع. الإصابة عند الإناث أشيع من الذكور لأن الممرات لديهن أضيق.

ما أعراض التهاب كيس الدمع؟

قد تتضمن الأعراض:

  •  ألم في العين.
  •  تورم حول العين.
  •  خراج أو قرحة قد تفرغ القيح في الزاوية الداخلية للجفن.
  •  حمى.

قد تكون أعراض التهاب كيس الدمع المزمن أخف مقارنةً بأعراض التهاب كيس الدمع الحاد. في الشكل المزمن، قد تعاني من عيون دامعة دون حمى.

ما سبب التهاب كيس الدمع؟

يسبب الاعتراض في قناة الدمع التهاب كيس الدمع. يعيق هذا الاعتراض تدفق الدمع من العين إلى تجويف الأنف.

يسبب الغشاء الذي يعترض القناة الانسداد الحاصل لدى حديثي الولادة. عند الأطفال والكبار، قد تسبب عدة أشياء هذا الاعتراض.

تتضمن العوامل التي تسبب التهاب كيس الدمع المُكتسَب:

  •  التقدم في العمر: يحدث التهاب كيس الدمع غالبًا عند البالغين الأكبر من 40 عامًا.
  •  الرضوض: مثل التي تنتج من العظام المكسورة أو العمليات في الأنف.
  •  حالات طبية أخرى، قد تتضمن حالة مرتبطة بالجهاز المناعي أو أنواعًا أخرى من الالتهاب أو العدوى، مثل التهاب الجيوب.
  •  بنية أنف غير عادية.
  •  الأورام.
  •  أدوية معينة، مثل التيمولول والدورزولاميد والبيلوكاربين وتريفلوريدين وفلورويوراسيل والدوكيتاكسل واليود المشع.
  •  السدادات الدمعية «أداة تستخدم لعلاج متلازمة العين الجافة».

هل التهاب كيس الدمع مُعد؟

مع أن التهاب كيس الدمع قد يتضمن العدوى، فمن غير المحتمل أن يسبب انتقالًا للعدوى.

كيف يُشخص التهاب كيس الدمع؟

قد يتعرف الطبيب على الحالة بملاحظة الكيفية التي تبدو بها عين المريض، أو بملاحظة وجود إصابة في الأنف، وبسؤال المريض عن التاريخ الطبي، إضافةً إلى الاختبارات.

تتضمن الاختبارات:

  •  فحص العين.
  •  الضغط على منطقة التورم وملاحظة وجود تفريغ عبر النقطة الدمعية في العين.
  •  أخذ عينة من المفرزات لزراعتها في المختبر، لاكتشاف وجود الجراثيم المسببة للعدوى.
  •  فحص الدم للتحقق من عدد الكريات البيضاء.
  •  استخدام صبغة صفراء توضع في العين لملاحظة هل ستسلك الطريق الطبيعي للدمع؟ إذا استغرقت وقتًا طويلًا لتختفي، فقد يوجد انسداد.
  •  اختبارات تصويرية لاكتشاف السبب الكامن لالتهاب كيس الدمع.
  •  اختبارات إضافية، قد تكون ضرورية حال وجود دم في الدمع أو مشكلات في الرؤية.

كيف يُعالج التهاب كيس الدمع؟

إذا كانت الجراثيم هي سبب التهاب كيس الدمع الحاد، يصف الطبيب مضادات حيوية فموية أو عبر الوريد. قد يقترح أيضًا مرهمًا أو قطرات تحوي مضادات حيوية.

قد يخفف استخدام الكمادات الدافئة بعض الأعراض. تمكن تجربة التمسيد اللطيف للمنطقة. يُفترض أن يشعر المريض بتحسن بعد أيام قليلة من بدء العلاج بالمضادات الحيوية.

من المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج عدوى قناة الدمع:

  •  أموكسيسيلين/كلافولنيك.
  •  سيفالكسين.
  •  سيبروفلوكساسين.
  •  كلينداميسين.
  •  تريميتوبريم/سلفاميتوكسازول.

من المرجح أن يتخطى الأطفال المصابون بالتهاب كيس الدمع الولادي، الذين يعانون نوبات متكررة، هذه الحالة في غضون سنة.

في حالة التهاب كيس الدمع الحاد، بعد استخدام المضادات الحيوية، قد يقترح الطبيب إجراءً يُسمى «مفاغرة كيس الدمع بالأنف». مفاغرة كيس الدمع هي الطريقة الأولية التي يستخدمها الطبيب لعلاج التهاب كيس الدمع المزمن، وذلك بخلق ممر جديد لمرور الدمع.

المضاعفات المتعلقة:

قد ينتج عن مفاغرة كيس الدمع بالأنف مضاعفات مثل:

  •  نزيف مفرط.
  •  عدوى.
  •  التهاب الجيوب.
  •  إصابة العين أو الأنف.

كيف يمكن تجنب الإصابة بالتهاب كيس الدمع؟

لا توجد طريقة محددة لتلافي الإصابة بالتهاب كيس الدمع. لكن يمكن تجنب العدوى بالحفاظ على نظافة الأيدي وتلافي لمس العينين. يُنصح أيضًا بتجنب الزحام وعدم الاختلاط بالمصابين.

ماذا يتوقع المريض بالتهاب كيس الدمع؟

التهاب كيس الدمع حالة قابلة للشفاء. لكن يجب طلب مساعدة الطبيب حال وجود أي أعراض لالتهاب كيس الدمع لدى الأطفال أو الكبار.

قد يؤدي التهاب كيس الدمع غير المُعالَج إلى قرحة ومشكلات محتملة في الرؤية إذا لم يُعالج الالتهاب.

ما الاختلاف بين التهاب كيس الدمع والتهاب الغدة الدمعية؟

تتشابه الحالتان، مع اختلاف مكان الالتهاب أو العدوى. في حالة التهاب كيس الدمع تتركز الإصابة في مجرى الدمع. أما في حالة التهاب الغدة الدمعية فتتركز الإصابة في الغدة الدمعية.

إذا لاحظت أنك تشعر بعدم الراحة حول العينين، أو أن ورمًا يتشكل في الزاوية الداخلية للعين بالقرب من جسر الأنف، تجب استشارة الطبيب. قد تكون الحالة التهابًا أو عدوى محتملة في مجرى الدمع، لذا تجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

اقرأ أيضًا:

جفاف الملتحمة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب الملتحمة أو العين الوردية: الأعراض والأسباب والعلاج والتشخيص

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر