قد يحدث ألم الأسنان بسبب الحساسية السنية، أو بسبب أذية فموية، أو بسبب نخر أو عدوى أو بسبب مشكلات أخرى.

قد تشعر بألم حاد أو مستمر، وقد يقود هذا الألم لمشكلات في تناول الطعام، وقد يمنعك من النوم، أو يستمر بإزعاجك طوال اليوم.

لا يشير مقدار الألم السني بالضرورة إلى حجم الضرر الحاصل بالأسنان، بل على العكس تمامًا، إذ أن ألم الأسنان قد يحصل بتأثير أضعف المنبهات.

ما يزيد الأمر صعوبة في ما يخص تقدير خطورة الحالة، واتخاذ القرار بالذهاب إلى طبيب أسنان.

يبحث هذا المقال في الأسباب الممكنة لآلام الأسنان والعلامات المرضية التي يجب على الجميع معرفتها.

يكشف المقال أيضًا عن كيفية تشخيص الألم السني وكيفية معالجته، وكيف يمكن الوقاية منه.

ما الذي يسبب الألم السني؟

تتنوع أسباب الألم السني، إذ تشير هذه الأسباب -الأكثر شيوعًا- إلى مستوى الصحة الفموية لدى المريض:

  1. أمراض اللثة.
  2. نخر الأسنان.
  3. الأسنان الحساسة.
  4. صرير الأسنان (فرط إطباق الأسنان في فترة النوم أو الاستيقاظ).
  5. تصدعات الأسنان، بسبب الرضوض الفموية.
  6. الخراجات السنية (عدوى في لب السن).
  7. الأسنان المنطمرة (الأسنان التي لا تبزغ على نحو تام إلى الحفرة الفموية).
  8. التهاب النسيج اللبي.

ونادرًا ما يسبب خناق لودفيغ ألمًا سنيًا، وهو عدوى فموية، مؤلم ونادر.

أمراض اللثة:

تُشخَص أمراض اللثة أو (أمراض النسج حول السنية) بوجود عدوى في النسج اللثوية.

وبتفصيل أكثر، عند الإصابة بالالتهاب اللثوي -وهو مرحلة مبكرة من أمراض اللثة- تبدو اللثة ملتهبةً وحمراء ومنتبجةً.

يسبب كلًا من التهاب اللثة وأمراض النسج حول السنية ألمًا شديدًا أو متوسط الشدة. إجمالًا، كلما زادت شدة الألم، دل ذلك على تقدم الالتهاب.

نخر الأسنان:

هو تخريب تدريجي للنسج السنية يبدأ بحفرة نخرية على السطح الخارجي للسن، أو على طبقة الميناء.

واللويحة السنية هي طبقة بكتيرية تلتصق على ميناء الأسنان، تتغذى على المركبات السكرية والنشوية الموجودة في الطعام الذي يستهلكه الإنسان، فتفرز حمضًا يسبب تآكل طبقة الميناء، مؤديًا إلى إضعاف عدة مناطق من طبقة الميناء وتشكّل ثقوب نخرية، ينهدم الميناء مع الوقت وتتشكل الحفرة النخرية.

يبدأ الألم السني بمجرد امتداد النخر السني إلى الطبقة الداخلية، وتُسمى عاج السن، وهي الطبقة المتوسطة بين الميناء واللب، وقد يشكو المريض أيضًا في هذه المرحلة من الحساسية السنية.

الأسنان الحساسة:

تنتج حساسية الأسنان من العاج المكشوف، وهذا سببه النخور أو الترميمات المهترئة أو الانحسار اللثوي أو الأسنان المتصدعة.

تُشخَص الحساسية السنية بالشعور بألم حاد وسريع الزوال فور التعرض لمنبه ما، مثل تفريش الأسنان أو التعرض للهواء البارد.

صرير الأسنان:

يشخص صرير الأسنان بتطبيق قوة إطباقية مفرطة، قد تحدث في أثناء فترة النوم أو الاستيقاظ.

قد تسبب مع الوقت ما يأتي:

  1. حساسية الأسنان.
  2. أسنان متصدعة.
  3. ألم سني أو وجهي.
  4. أمراض المفصل الفكي الصدغي.

الأسنان المتصدعة:

قد يحدث التصدع بسبب رض فموي، أو بسبب صرير الأسنان، أو العض على جسم قاس وصلب.

تشمل أعراض الأسنان المتصدعة الإحساس بألم حاد عند العض أو المضغ، بالإضافة إلى حساسية سنية نوعية تجاه بعض أنواع الأطعمة والحرارة.

يوجد خمسة أنواع للتصدعات السنية، تشمل ما يأتي:

  1. تشققات: تصدعات صغيرة وضحلة على سطح الميناء الخارجي.
  2. حدبة مكسورة: انكسار جزء من السطح الإطباقي للسن، غالبًا ما يكون بجوار ترميم.
  3. سن متصدع: تصدع ممتد من سطح الإطباق إلى الجذر.
  4. السن المنفصل: ينفصل السن إلى جزأين منفصلين.
  5. الكسر العمودي: تصدع في جذر السن، وقد لا يُشخص لحين تسببه بآفة إنتانية.

الخراجات:

قد ينتج الخراج عن آفة غير معالجة أو عن التهاب نسيج لبي، والسبب المباشر وصول البكتيريا إلى الحجرة اللبية.

تنتشر العدوى إجمالًا من السن إلى النسج المجاورة.

ترتشح الآفة الإنتانية إلى النسج المجاورة عبر ذروة الجذر، هذا ما يسبب ألمًا شديدًا وانتباجًا.

الأسنان المنطمرة:

تنطمر الأسنان عندما يمنعها عائق ما من البزوغ على نحو صحيح إلى الحفرة الفموية.

أكثر الأسنان تعرضًا للانطمار هي الأرحاء الثالثة (أضراس العقل) وذلك لأنها آخر الأسنان بزوغًا، وعندما يحين وقت بزوغها لا تجد مسافةً كافيةً للبزوغ والارتصاف.

يسبب الانطمار ما يأتي:

  1. انضغاط.
  2. ألم.
  3. انتباج.

تسبب الأرحاء الثالثة المنطمرة والمصابة بآفة إنتانية ألمًا شديدًا وارتفاعًا في حرارة الجسم والتهابًا لثويًا وصعوبةً في البلع.

التهاب النسيج اللبي:

يحدث التهاب النسيج اللبي عندما يتعرض النسيج المركزي للسن للتخريش أو للتنبيه. يسبب هذا ألمًا وحساسيةً شديدةً تجاه العديد من المنبهات، خصوصًا المنبهات الحرارية.

مسببات التهاب النسيج اللبي:

  1. نخر الأسنان.
  2. رض الأسنان.
  3. الإجراءات العلاجية المختلفة.

قد يكون التهاب النسيج اللبي ردودًا أو غير ردود.

يزول الألم بعد زوال المنبه في الحالة الردودة، أما في الحالة غير الردودة يستمر الألم لبضع دقائق بعد زوال المنبه، وقد يكون الألم في الحالة غير الردودة عفويًا (بلا حاجة إلى منبه).

خناق لودفيغ:

يُعرف خناق لودفيغ باسم عدوى المسافة تحت الفكية، وهو عدوى بكتيرية تحت اللسان.

في بعض الأحيان يكون مهددًا لحياة المريض ويستدعي المعالجة الإسعافية.

يحدث خناق لودفيغ بسبب الرض الفموي أو الخراج السني.

يسبب خناق لودفيغ ما يلي:

  1. ألم سني متجدد أو متزايد.
  2. حمى.
  3. لسان منتبج، قد يندفع إلى خارج الحفرة الفموية.
  4. صعوبة في البلع أو الكلام.
  5. سيلان اللعاب.
  6. ألم في العنق وانتباجه واحمراره.
  7. تعب وإعياء.
  8. تشويش.
  9. ألم في الأذن.

ويعد خطيرًا وسريع الانتشار، تتأذى الفعالية التنفسية بوصول العدوى لمجرى التنفس، ويسبب عدوى جهازية تعرف بإنتان الدم أو الصدمة الإنتانية، يُنصح بالاتصال بالطوارئ فور وجود صعوبات في التنفس.

كيف يُشخص الألم السني؟

لكي يتمكن الطبيب من تحديد سبب الألم السني، يحتاج إلى معرفة التاريخ الطبي، وإلى إجراء فحوصات فيزيائية مختلفة بالإضافة إلى صورة (مثل صورة شعاعية).

التاريخ الطبي:

يسأل الطبيب عن الأعراض، وتشمل الآتي:

  1. مكان الألم.
  2. ما الذي يزيد الألم وما الذي يخفف من وطأته.
  3. مدة الإحساس بالألم.
  4. الأعراض الأخرى، كالانتباج والحرارة.

الفحص الفيزيائي:

يتضمن الفحص الفيزيائي الآتي:

  •  فحص داخل فموي: لكشف الانتباجات والأسنان النخرة أو المكسورة وآفات النسج الرخوة والصلبة.
  •  فحص خارج فموي: لكشف الانتباجات وتقييم انتشار الألم وحركات المفصل الفكي الصدغي وأصوات المفصل والألم الليفي العضلي.

في حال وجود أعراض خطيرة كالحرارة وألم العنق، يلجأ الطبيب لاختبارات الأعصاب القحفية.

التصوير والاختبارات الأخرى:

قد يحتاج الطبيب إلى صورة أشعة سينية لتحري وجود الخراجات والنخور وغيرها من المشكلات.

يُعد كلًا من التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي وسيلتا تشخيص مهمتين لتشخيص الحالات النادرة مثل خناق لودفيغ.

تشمل الاختبارات الأخرى الآتي:

  1. فحص الحيوية (فحص البرودة أو الفحص الكهربائي).
  2. فحص العض للأسنان المتصدعة.

فحص الأذن-الأنف-الحنجرة:

قد لا ينتج الألم أو الحساسية السنية من خلل في الأسنان في بعض الأحيان، وتشمل المسببات الأخرى الآتي:

  1. إنتان جيبي المنشأ، وقد ينتقل الإنتان من الجيب إلى الحفرة الفموية مسببًا حساسية الأسنان.
  2. الاختلال الوظيفي للمفصل الفكي الصدغي، قد يسبب ألمًا يزداد بحركات الفك وحركات المضغ.

قد تحتاج لاستشارة اختصاصي أذن-أنف-حنجرة بحال أفاد فحص الحفرة الفموية بعدم وجود مشكلات.

كيف يُعالج الألم السني؟

تختلف أساليب العلاج باختلاف العامل المسبب.

قد تشمل المعالجات ما يأتي:

  1. أدوية.
  2. غرغرة فموية.
  3. أجهزة فموية.
  4. معالجات طبية.

تزداد الحالة سوءًا في حال عدم الكشف والتشخيص المبكر، لذا من الأفضل الكشف والبدء بالعلاج في المراحل المبكرة.

الأدوية:

قد يصف الطبيب الأدوية الآتية:

  1. مسكن ألم: مثل تايلينول (أسيتامينوفين) أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل أدفيل (إيبوبروفين) أو أليف (نابروكيسن).
  2. المضادات الحيوية: للخراجات والتهاب اللب وغيرها من العدوى، مثل أموكسيسيلين، كليندامايسين.

الغرغرة الفموية والفلورايد الموضعي:

  1. الكلورهيكسيدين: يقلل من البكتيريا الفموية، يستعمل لحالات التهاب اللثة.
  2. الغرغرة بالفلورايد: لعلاج نخور الأسنان وأمراض اللثة والوقاية منها.

قد يطبق طبيب الأسنان الفلورايد موضعيًا على الأسنان المصابة بالحساسية و يُنصح بمعجون أسنان حاوٍ على الفلورايد مخصص للأسنان الحساسة.

الأجهزة السنية:

قد يصف الطبيب أجهزة فموية عند الشكوى من الصرير الليلي، ومن هذه الأجهزة جهاز يسمى بالواقي الفموي، يوضع ليلًا قبل النوم. هذه الأجهزة توفر حلولًا مباشرة وسهلة الإنجاز بناءً على طبعات الأسنان، إضافةً إلى أنها أكثر ديمومة.

قد يقي الواقي الفموي الأسنان من ضرر الصرير لكنه لا يعالج أساس المشكلة، لذا من الضروري معرفة الأسباب الكامنة وراء الصرير والسعي لمعالجتها كالقلق والتوتر والغضب.

المعالجات السنية:

تستلزم كل حالة طبية إجراءً علاجيًا.

  1. نخور الأسنان: حفر الأسنان لإزالة النخر والتعويض مكان الفقد بترميم.
  2. التهاب اللب غير الردود: معالجة لبية، وعادةً ما يُتبع بتتويج.
  3. الخراجات: تفجير الخراج وتفريغ محتواه.
  4. الأسنان المتصدعة: ترميم أو معالجة لبية أو القلع والاستبدال بزرعة سنية.

تسكين الألم منزليًا:

يستغرق الأمر أحيانًا بعض الوقت ريثما يصل المريض إلى عيادة سنية، لذا يُنصح ببعض الإجراءات التلطيفية المنزلية ريثما يصل المريض إلى العيادة:

  1. زيت القرنفل: تُسكب بضع قطرات من زيت القرنفل في زيت الزيتون، ويوضع القليل من المزيج السابق على كرية قطنية ثم توضع على اللثة بجوار السن المؤلم لمدة خمس أو عشر دقائق، يحوي زيت القرنفل على الأوجينول وهو مادة مخدرة بخواص مضادة للالتهاب.
  2. الثلج: يوضع كيس من الثلج أو كيس من الخضار المجمدة في منشفة نظيفة، ثم توضع المنشفة على الوجه الخارجي للفك السفلي لمدة عشرين دقيقة. يكرر هذا الإجراء على مدار اليوم.
  3. الغرغرة: وذلك بالماء المالح الدافئ (ذوّب مقدار نصف ملعقة طعام من الملح في ثماني أونصات من الماء) أو مدد بيروكسيد الهيدروجين بالماء بنسبة 1/1، غرغر بأحد المحلولين لمدة 30 ثانية ثم ابصقه.
  4. مسكنات ألم دون وصفة طبية: تايلينول (أسيتامينوفين) أو أدفيل (إيبوبروفين) أو أليف (نابروكسين)، وتُستخدم هذه الأدوية وفق تعليمات النشرة المرفقة.

الوقاية من ألم الأسنان:

يجب العناية بالصحة الفموية، للوقاية من النخور وأمراض اللثة وحساسية الأسنان:

  1. تنظيف الأسنان بلطف مرتين يوميًا.
  2. استخدام معجون أسنان فلوريدي.
  3. التنظيف بين الأسنان يوميًا.
  4. شرب الماء المفلور عند الإمكان.
  5. تنظيف الأسنان على نحو منتظم.
  6. الابتعاد عن التدخين.
  7. الإقلاع عن العادات الفموية السيئة كالعض على قلم الرصاص أو العض على شوكة الطعام.

متى تجب مراجعة طبيب الأسنان؟

تجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:

  1. الألم السني الشديد.
  2. الشكوى من ارتفاع حرارة الجسم.
  3. وجود سن دائم مكسور أو متصدع أو متحرك أو منخلع.
  4. وجود حفرة نخرية في السن.
  5. انتباج الفم أو الوجه.
  6. عدم زوال الألم السني.

قد يستدعي الألم السني أحيانًا الاتصال بالطوارئ، وتشمل الأعراض التي تستدعي مثل هذا الإجراء ما يأتي:

  1. النزف المستمر الذي لا يتوقف بالضغط.
  2. درجة حرارة فوق 38 درجة مئوية.
  3. عقدة أو ورم مجسوس على الفك السفلي.
  4. انتباج تحت العين.
  5. ألم سني شديد لا يستجيب للأدوية.

الخلاصة:

تتنوع مسببات الألم السني لتشمل العدوى أو المرض أو الرض الفموي أو الحساسية أو الالتهاب.

ينصح بزيارة طبيب الأسنان عند الشكوى من ألم سني شديد أو حرارة أو انتباج في الوجه أو الفم.

تتنوع علاجات الألم السني حسب المسبب، وأهم ما في الأمر هو المعالجة المبكرة.

اقرأ أيضًا:

كيف تختار أفضل معجون أسنان طبي بالنسبة لك؟

أطباء الأسنان قلعوا أكثر من 500 سن لطفل بعمر السبعة أعوام

ترجمة: حيدره شيحا

تدقيق: بشير حمّادة

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر