تطلق تسمية الداء القلبي الزراقي على أيّ عيبٍ في بنية القلب يقلل من كمية الأكسجين التي تصل لأعضاء الجسم، وتُسمى أيضًا بأمراض القلب الخلقية الحرجة أو (CCHD).

توجد أنواعٌ كثيرة لأمراض القلب الولادية الحرجة، وتحتاج معظم الحالات معالجةً بالأكسجين ومداخلةً جراحية من أجل النجاة.

الداء القلبي الزراقي:

يوجد عادةً عيب خلقي واحد أو اثنان في بنية القلب في هذا النوع من الأمراض، وله نوعان:

  •  الداء القلبي الخلقي الزراقي: تتضمن هذه الآفات القلبية عيوبًا تقلل من كمية الأكسجين الواصلة لباقي أجزاء الجسم، وتُسمى أحيانًا بأمراض القلب الخلقية الحرجة. يكون لدى الأطفال المصابين بهذه الآفات جلد أزرق اللون، ويسمى هذا العرض بالزرقة.
  •  الداء القلبي الخلقي غير الزراقي: وتتضمن هذه الأمراض عيوبًا لا تؤثر على كمية الأكسجين الواصلة لكل الجسم.

كيف يؤثر الداء القلبي الزراقي على الجسم؟

يحتاج الجسم عادةً إمدادًا ثابتًا من الأكسجين حتى يعمل على نحو سليم. ويمنع الداء القلبي الزراقي الجسم من تلقي كمية الأكسجين التي يحتاج إليها، إذ تسبب العيوب في بنية القلب لمضاعفاتٍ شديدة وتؤدي حتى الموت.

هل يُعد الداء القلبي الزراقي مرضًا شائعًا؟

تصيب أمراض القلب الخلقية 8 أو 9 ولادات من أصل 1000، 25% منها الداء القلبي الخلقي الزراقي.

أنواع العيوب التي ترافق الداء القلبي الخلقي الزراقي:

توجد ثلاثة أنواع مختلفة من الداء القلبي الزراقي.

1- آفات القلب الأيسر الانسدادية:

تقلل آفات القلب الولادية جريان الدم بين القلب وباقي أنحاء الجسم . وتتضمن الحالات الخاصة:

  •  متلازمة القلب الأيسر ناقص التنسج: تتضمن هذه المتلازمة بنى غير ناضجة في القلب الأيسر. ويكون الجانب الأيسر من القلب أصغر من أن يتمكن من ضخ كمية كافية من الدم للجسم.
  •  قصور قوس الأبهر: يكون قوس الأبهر في هذه الآفة ناقص التكون.

2- آفات القلب الأيمن الانسدادية:

تقلل عيوب القلب الخلقية هذه جريان الدم بين القلب والرئتين. تتضمن الحالات الخاصة:

  •  الرتق الرئوي: يتوضع الصمام الرئوي بين البطين الأيمن والرئتين. لا يتشكل الصمام الرئوي بطريقة صحيحة أو ينسد في حالة الرتق الرئوي.
  •  رتق الصمام الثلاثي: يوجد الصمام الثلاثي بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن. ولا يتشكل الصمام بطريقة صحيحة في حالة رتق الصمام الثلاثي، إذ تمنع قطعة من نسيج صلب جريان الدم بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن.
  •  رباعي فالوت: تعد هذه الآفة التي تتضمن أربعة عيوب قلبية أكثر الأمراض القلبية الزراقية شيوعًا.

3- الآفات المختلطة:

تتسبب هذه العيوب القلبية في خلط المجرى الدموي الجهازي مع الرئوي. تتضمن الحالات الخاصة:

  •  تبدل وضع الشرايين الكبرى: يتبدل توضع الشريانين الرئيسيين المغادرين للقلب الرئوي والأبهر في هذه الحالة. يعد هذا ثاني أكثر الأمراض القلبية الزراقية شيوعًا.
  •  العائد الوريدي الرئوي الإجمالي الشاذ: يتوجه الدم المحمل بالأكسجين لدى الأطفال المصابين بهذه الآفة من الرئتين إلى الجانب الأيمن من القلب، بدلًا من مساره الأساسي إلى الجانب الأيسر للقلب.
  •  الجذع الشرياني: يمتلك المريض في هذه الحالة شريانًا رئيسيًا واحدًا لإيصال الدم للرئتين ولباقي أنحاء الجسم عوضًا عن شريانين اثنين.

أسباب الداء القلبي الزراقي الولادي:

لم يفهم العلماء حتى الآن أسباب هذا الداء. أظهرت بعض الأدلة أن المسببات قد تكون متعلقة بما يلي:

  •  الشذوذات الصبغية.
  •  الجينات.
  •  إصابة الأم الحامل بأمراض مثل السكري أو بيلة الفينيل كيتون أو تعاطي المخدرات أو العدوى الفيروسية.

أعراض الداء القلبي الزراقي الولادي:

تظهر أعراض الداء عادةً خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، لكنها من الممكن ألّا تُلاحظ حتى الطفولة، وتتضمن الأعراض ما يلي:

  •  لون جلد مائل للأزرق أو البنفسجي (زرقة).
  •  تسرع التنفس.
  •  تسرع القلب.
  •  تورم الرئة.
  •  نفخة القلب: يسمع صوت أزيز عند فحص نبض القلب من خلال السماعة.
  •  الهيجان أو الخمول بسبب نقص في الطاقة.
  •  قلة مستوى الأكسجين في الجسم.
  •  زيادة الوزن ببطء.
  •  التعرق أو البكاء أثناء الإطعام.
  •  صعوبة التنفس أثناء ممارسة الرياضة عند الأطفال الأكبر عمرًا.
  •  نبض ضعيف.

تشخيص الداء القلبي الزراقي الخلقي:

يمكن تشخيص الداء القلبي الزّراقي قبل ولادة الطفل. يجري الطبيي عادةً مخططًا لصدى القلب الجنيني إذا أظهرت الفحوصات الروتينية فوق الصوتية مشكلات محتملة في قلبه. يُستخدم في الفحص جهاز للتصوير بالموجات فوق الصوتية لأخد صور مفصلة أكثر لقلب الطفل.

يلاحظ الداء القلبي الزراقي عادة بعد ولادة الطفل بقياس التأكسج النبضي. يستخدم هذا الفحص البسيط غير المؤلم مستشعرات لقياس مستويات الأكسجين في الدم. ويعد هذا جزءًا من الرعاية الخاصة بحديثي الولادة قبل تخريجهم من المشفى.

تتضمن بعض الفحوصات الأخرى ما يلي:

  •  تصوير الصدر بالأشعة السينية: يفيد التصوير بالأشعة السينية في أخذ صور للصدر تظهر أي عيوب بنيوبة في القلب. تساعد هذه الصور مقدمي الرعاية الصحية في إيجاد أية آفات قلبية أو رئوية.
  •  اختبار فرط الأكسجة: يفيد هذا الاختبار في معرفة ما إذا كان لدى الطفل داء قلبي زراقي أو مشكلة تنفسية. يقيس هذا الفحص أكسجة دم الطفل عند تنفسه هواء الغرفة. ثم يقيسه مجددًا عند تنفس الطفل 100% أكسجين لمدة 10 دقائق.
  •  مخطط كهربية القلب: يقيس مخطط كهربائية القلب (ECG – EKG) النشاط الكهربائي للقلب.
  •  مخطط صدى القلب: يستخدم مخطط صدى القلب الأمواج فوق الصوتية لالتقاط صور لحجرات القلب وصماماته.

علاج الداء القلبي الزراقي الخلقي:

يحتاج جميع الأطفال المصابين بالداء القلبي الزراقي علاجًا من أجل النجاة، يتضمن ذلك كلًا مما يلي:

  •  تؤمن المعالجة بالأكسجين مستويات أكسجين أعلى من هواء الغرفة العادي.
  •  يرخي البروستاغلاندين E1 الألياف العضلية القلبية الملساء، ما يفتح القناة الشريانية ويوسعها.
  •  تفيد العمليات الجراحية في إصلاح العيوب والجريان الدموي غير السوي.

الوقاية:

لم يحدد العلماء حتى الآن مسببات الداء القلبي الزراقي. فعلى ذلك، لا توجد أي استراتيجيات محددة وواضحة علاجية له حتى الآن.

التوقعات:

يحتاج الأطفال المصابون بهذه الآفة إلى عمليات جراحية للنجاة. ويعد معدل الوفيات مع ذلك عاليًا. يعيش 75% من الأطفال المصابين بالداء القلبي الزراقي سنة واحدة فقط، ويعيش 69% من الباقي حتى عمر 18 سنة.

تسبب المستويات المنخفضة من الأكسجين وعيوب القلب الولادية خطرًا على الأطفال من ناحية:

  •  تأخر النمو.
  •  اضطراب في نظم القلب.
  •  فشل قلبي.
  •  توقف القلب المفاجئ.
  •  السكتة القلبية.

العيش مع المرض:

يُنصح المصابون بالداء القلبي الزراقي بما يلي:

  •  تلقي لقاحات روتينية لتفادي الإصابة بالأمراض.
  •  مواعيد واختبارات متابعة روتينية.
  •  تفادي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي بالحد من الاحتكاك بالمرضى والنظافة الشخصية الجيدة.
  •  تناول مضادات حيوية قبل فحوصات الأسنان للحد من العدوى.

اقرأ أيضًا:

لماذا تزداد النوبات القلبية عند الشباب؟

علاج واعد جديد لأمراض القلب قائم على الخلايا الجذعية

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: غفران التميمي

المصدر