سرّحت شركة مايكروسوفت منذ فترة وعلى نحو مفاجئ الفريق المسؤول عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Microsoft Ethics & Society بأكمله، وهي أحدث موجات التسريح التي تقوم بها الشركة، والتي قد تطال 10000 موظف، أو ما يقارب 5% من القوى العاملة العالمية بأكملها.

ذكر موقع ذا فيرج المختص بالتكنولوجيا، أن هذه الأخبار جاءت بعد أن أكّد نائب رئيس شركة مايكروسوفت لشؤون الذكاء الاصطناعي بقاء بقية الموظفين في عملهم.

سُرّح 30 موظفًا دفعة واحدة من قسم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وبقي 7 أشخاص فقط في أكتوبر 2022 بعد عملية إعادة تنظيم داخلي.

تُعد هذه الخطوة مقلقة لعديد من الخبراء، خاصةً في هذا الوقت، إذ إن إدارة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت هي المسؤولة عن ضمان انعكاس مبادئ الشركة المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي في تصميمات المنتجات.

ذكر موقع ذا فيرج مؤخرًا أن الإدارة عملت على تحديد المخاطر المحتملة في خطط الشركة؛ بهدف دمج تقنية أوبن أيه آي بسرعة ضمن منتجاتها. استثمرت مايكروسوفت حتى الآن أكثر من 11 مليار دولار في بدء تشغيل الذكاء الاصطناعي.

وسط موجات متعددة من عمليات التسريح الدرامية في قطاع التكنولوجيا في الفترة الأخيرة، أعلنت مايكروسوفت في يناير 2023 عن نيتها تسريح نحو 10000 موظف من قوتها العاملة العالمية بحلول مارس من العام نفسه.

أثّر ذلك على سباق الشركات للدخول في عالم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك شركات مايكروسوفت وغوغل وميتا.

تحاول الشركات الثلاثة جذب المستخدمين نحو برامج الدردشة، ومولدات النصوص، وأدوات البحث على الإنترنت.

مراقبو الصناعة قلقون من أن يؤدي هذا القرار إلى اختبار المنتجات على عجل، خاصة برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ظهر مؤخرًا.

كتب دوري لونغ، أستاذ مساعد في الاتصالات المتعلقة بتفاعل الإنسان مع الذكاء الاصطناعي في جامعة نورث وسترن إلى وكالة بوبساي عبر البريد الإلكتروني: «أنا قلق بشأن توقيت هذا القرار، نظرًا لأن مايكروسوفت قد عقدت شراكة مع أوبن أيه آي وتستخدم تشات جي بي تي ChatGPT في محرك البحث بينغ، إضافة إلى الخدمات الأخرى».

أضاف: «هذه التكنولوجيا جديدة، وما زلنا نتعرف على آثارها في المجتمع. في رأيي، تُعد فرق الأخلاق المتخصصة حيوية للتطوير في أي تقنية، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي».

لا تزال مايكروسوفت تحتفظ بمكتب مستقل للذكاء الاصطناعي، مسؤول عن تحديد المبادئ والإرشادات للإشراف على مبادرات الذكاء الاصطناعي، ولكن تظل هناك فجوة بين هذا الجزء من الشركة وكيف ستترجم الشركة خططها لتصبح مشاريع.

قال أحد الموظفين السابقين لموقع ذا فيرج: «سوف ينظر الناس إلى المبادئ التي تخرج من هذا المكتب المسؤول عن الذكاء الاصطناعي، ويقولون هل يمكن تحقيق ذلك أم لا؛ لذلك كانت مهمتنا هي إظهار هذا المكتب وبناء سياسات وقواعد عندما تستدعي الحاجة لذلك».

قال نائب رئيس شركة مايكروسوفت لشؤون الذكاء الاصطناعي: «لن نتخلى عن موضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ولكن نحن نعمل على تطويره. ما زال لدينا عدد من الأعضاء المتبقين بعد عملية إعادة التنظيم الداخلي في أكتوبر 2022، ونعمل على تشجيع المبادرات الفردية التي تساهم في بناء الخدمات والبرنامج، ما يعني إخراج مزيد من القدرات من هؤلاء الأشخاص القادرين على القيام ببعض المسؤوليات».

اقرأ أيضًا:

إكس فيو 2: نظام ذكاء اصطناعي جديد لمساعدة الناجين من الزلازل

إيلون ماسك يتحدى مايكروسوفت ويقرر تطوير نظام دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: يمنى عيسى

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر