عند البحث عن أشياء جديدة في هذا العالم، قد نُفاجأ باكتشاف نظام بيئي جديد تمامًا. اكتشف الباحثون في أعماق المحيطات نظامًا بيئيًا جديدًا تحت منافذ حرارية مائية في قاع المحيط. إذ لطالما كانت المنافذ الحرارية المائية منذ فترةٍ طويلةٍ تثير اهتمام الباحثين، حيث تحتضن الكثير من الكائنات الغريبة والمتطرفة في قاع المحيط.

ما يزال تحليل النتائج جاريًا، ويتطلع الباحثون لمشاركة تفاصيل اكتشافهم قريبًا، إذ ليس من المستغرب أنه ما يزال لديهم بعض الألغاز لمشاركتها.

تقول جيوتيكا فيرماني؛ المديرة التنفيذية لمعهد شميت للمحيطات في بيانٍ صحفي: «عرفنا منذ فترة طويلة في البر بوجود حيوانات تعيش في تجاويف تحت الأرض، وحيوانات تعيش في الرمال والطين في المحيطات، لكن لأول مرة وجد العلماء حيوانات تحت المنافذ الحرارية المائية».

وبحسب معهد المحيط الذي قدم سفينة الأبحاث، جاء في بيان صحفي: «يُقدّم هذا الاكتشاف لنظام بيئي جديد مختبئ تحت نظام بيئي آخر دليلًا على وجود الحياة في أماكن لا تصدق».

استخدم الباحثون خلال رحلة استكشافية استمرت شهرًا، روبوتًا مسيّرًا تحت الماء لرفع قطع من القشرة البركانية حول هذه المنافذ لرؤية ما هو مختبئ في الكهوف والأنفاق تحتها. فاكتشفوا تجمعًا كبيرًا للحياة بدءًا من الديدان الأنبوبية والقواقع والبكتيريا الكيموسنتيتي، وهي هي بكتيريا تُوَّلِدُ الطاقة من معالجة المواد الكيميائية غير العضوية عادةً من دون الوصول إلى الضوء.

يعتقد الفريق أن هذه المخلوقات لا تعيش في شبكات الأنفاق هذه فقط بل إنّها تستخدمها للتنقل بأمان تحت قاع المحيطات.

لقد كانت الديدان الأنبوبية محطَّ اهتمام خاص، ففي حين رُصِدَت الديدان حول المنافذ الحرارية لفترة طويلة، كان من الصعب العثور على أطوار اليرقة الخاصة بها. لذلك قرر الباحثون اختبار ما إذا كانت قادرةً على التنقل خلال مياه المنفذ إلى مواقع أُخرى لبدء مستوطنات جديدة.

يعتقد الفريق حتّى الآن أنه من المرجح إلى حد كبير أن تلك الديدان تنمو وتتنقل تحت الأرض، ثم تظهر عندما تكبر.

مازالت نتائج هذا الاختبار مستمرةً، إذ وضع الباحثون كثيرًا من الصناديق الشبكية فوق العديد من المنافذ في قاع البحر، ذلك من أجل جمع عينات من الحياة الموجودة اسفلها، وما تزال هذه العينات تخضع للدراسة.

لكن بغض النظر عن التنقل والسفر، فإن هذا الاكتشاف من المحتمل أن يكون اكتشافًا كبيرًا ومثيرًا لأيّ شخص يدرس الحياة في أعماق المحيطات. ما زال التحليل جاريًا، ولم يُنشَر البحث بعد، لكن يعتزم الفريق القيام بذلك قريبًا. إنهم على وشك مشاركة تفاصيل اكتشافهم الكاملة مع العالم.

تقول مونيكا برايت؛ الباحثة الرئيسية في البعثة في بيان صحفيّ: «إن حيوانات المنافذ الموجودة فوق السطح وتحته تزدهر معًا في انسجام تام، اعتمادًا على سائل التنفيس من الأسفل والوكسجين في مياه البحر من الأعلى».

وتضيف: «لقد توسّع فهمنا للحياة الحيوانية في منافذ المياه الحرارية في عمق المحيطات كثيرًا مع هذا الاكتشاف».

اقرأ أيضًا:

ما أصل المياه في المحيطات؟ قد تكون قادمة من الفضاء!

باحثون صنعوا كاميرا لاسلكية لتصوير أعماق المحيطات دون الحاجة إلى أي نوع من البطاريات

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: منال توفيق الضللي

المصدر