انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X هو مرض خلقي نادر يُصيب الشبكية، سببه طفرة في الجين RS1 المسؤول عن ترميز بروتين الريتينوسكيسين؛ الذي يساعد في التصاق الخلايا والتنظيم الخلوي في الشبكية.

أيضًا، أُشير إلى انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X على النحو التالي:

  •  انشقاق الشبكية الشبابي.
  •  انشقاق الشبكية الخلقي.
  •  التنكس البقعي لدى الشباب (الحثل البقعي).
  •  انشقاق الشبكية التنكسي.
  •  تشكيل الشبكية لحجاب زجاجي في منطقة خلف العدسة.

آلية المرض

ينتشر انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X في نحو 1 من كل 15000 إلى 30000 شخص، ويعد أحد الأسباب الرئيسية للتنكس البقعي الشبابي، الذي يتميز باعتلال في البقعة الصفراء ويسبب فقدانًا تدريجيًا للرؤية المركزية في كلتا العينين ويبدأ في العقد الأول من العمر. وهو ناتج عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من الطفرات في جين RS1 على الذراع Xp22.1-p22.3 المسؤول عن ترميز بروتين ريتينوسكيسين.

يُورث مرض انشقاق الشبكية بوصفه صفة متنحية على الصبغي X ويظهر بطريقة الاختراق والتعبير المتغير.

يُشير الاختراق إلى الأشخاص الذين يملكون نمطًا وراثيًا معينًا ويظهرون وفقه خاصية سريرية أو نمطًا ظاهريًا معينًا. بينما يشير التعبير المتغير إلى سلسلة من العلامات والأعراض التي قد تحدث لدى أشخاص مختلفين في النمط الوراثي ولكن يعانون المرض الوراثي نفسه.

معظم الأفراد المصابين هم ذكور، إذ نادرًا ما تتأثر الفتيات متغايرات الزيجوت بالمرض. قد يكون النمط الظاهري متغيرًا بطريقة ملحوظة حتى داخل التركيب الوراثي نفسه، وقد يشمل شبكية العين المحيطية.

فيزيولوجيا المرض

ينتج انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X عن الطفرات في الجين RS1 على الذراع Xp22.1-p22.3. يُرمِّز الجين بروتين مؤلف من 224 حمضًا أمينيًا يسمى الريتينوسكيسين، الذي تفرزه المستقبلات الضوئية. عُثر على هذا البروتين في جميع أنحاء شبكية العين، ويعتقد أنه يشارك في التصاق الخلية الخلوية وتطوير بنية شبكية العين من خلال التفاعلات مع αβ crystallin و β2-laminin.

وجد في الفحص التشريحي المرضي أنه غالبًا يحدث انشقاق الشّبكية المرتبط بالصبغي X في طبقة الألياف العصبية.

التشخيص

يُشخص المرض في سن الطفولة أو المراهقة، إذ يعاني المرضى ضعفًا في البصر أو صعوبة في الدراسة، مع أنهم قد يبدون في سن الرضاعة بعض الأعراض مثل الحول. يجب تقييم التاريخ الطبي عند العائلات الذين يعانون أمراضًا في العين مثل انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X.

الفحص السريري

يوجد تباين كبير في شدة المرض بين الأشخاص، حتى عند الذين يعانون الطفرة الجينية نفسها. قد تتراوح حدة البصر من 20/20 إلى العمى، وتعتمد على شدة الإصابة ومكانها.

عادةً، عند الولادة يكون لدى الذكور المصابين حدة بصرية تتراوح من 20/60 إلى 20/120. وخلال العقدين الأول والثاني من العمر، قد تتدهور حدة البصر قليلًا ولكنها تظل مستقرة نسبيًا حتى العقد الخامس أو السادس، وعندها قد ينشأ التنكس البقعي ببطء. قد يتطور فقدان البصر التدريجي لاحقًا إلى العمى الكلي إذ تكون حدة البصر <20/200.

قد تكون الرؤية المحيطية طبيعية في المناطق غير المصابة. ولكن في مناطق انشقاق الشبكية تكون عتمة مطلقة، والتي غالبًا ما تنشأ في المناطق السفلية الصدغية. ولكن تكون رؤية الألوان طبيعية.

قد يصاب المرضى أيضًا بالحول أو الرأرأة أو الغمش. وقد يسبب الانكسار الهدبي حالة مد البصر.

في أثناء الفحص بالتنظير القاعدي، وجد أن نحو 98-100% من المرضى يعانون انشقاقًا في النقرة المركزية ضمن الشبكية؛ وهو ارتفاع يشبه القبة لطبقة رقيقة من شبكية العين. يمكن تشخيصه بسهولة من خلال تنظير العين باستخدام ضوء خالٍ من اللون الأحمر.

غالبًا ما يُصيب الانشقاق بقعة الشبكية المتواجدة في المركز، ولكنه قد يحدث في الأطراف عند أكثر من نصف المرضى. قد يتحسن انشقاق الشبكية البقعي بمرور الوقت. عادةً ما يعاني الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا تغيرات صباغية وضمور ظهارة الشبكية في منطقة البقعة. وقد تتطور الشبكية الداخلية إلى فجوات بيضاوية كبيرة.

قد تُرى أيضًا حالات عديدة مثل تليف الشبكية، وتصبغ، وبقع بيضاء في الشبكية، والأوعية الدموية المُغمدة، وتضيق الأوعية الدموية. في الحالات المتطورة من المرض تكون الطبقة الداخلية للشبكية غائبة ويكون وعاء الشبكية عائم في التجويف الزجاجي الذي يسمى الححاب الزجاجي. ويمكن ملاحظة الآفات المحيطية التغصنية المكونة من أوعية متصلبة.

قد تكون الرؤية محدودة للغاية مع تطور المرض إلى انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X، وغالبًا ما يحدث انشقاق الشبكية النضحي في 5-20% من الحالات. يعد النزف في منطقة الخلط الزجاجي من المضاعفات الشائعة الأخرى خاصةً مع انشقاق الشبكية المحيطي، الأمر الذي قد يؤدي إلى الغمش. قد يحدث النزف أيضًا داخل تجويف الانشقاق. يعد النزف الزجاجي وانفصال الشبكية من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر الكامل.

تشمل المضاعفات الأخرى الانقسام داخل الشبكية، والإفرازات تحت الشبكية، والزرق الوعائي الجديد، والسحب البقعي، وضمور العصب البصري.

التشخيص السريري

إجراءات التشخيص:

  •  تصوير قاع العين الرقمي: يساعد في تشخيص المرض عند الأطفال.
  •  الإضاءة الخالية من اللون الأحمر: قد تساعد في تسليط الضوء على منطقة الانشقاق النقري.
  •  التألق الذاتي في قاع العين: زيادة التألق الذاتي للقاع يساعد على تسليط الضوء على مناطق الانقسام النقري.
  •  التصوير المقطعي البصري (OCT): يُشخص انشقاق الشبكية العصبية السطحية وترقق الشبكية. في معظم الأطفال في سن المدرسة، غالبًا ما توجد مساحات صغيرة شبيهة بالكيسات حول النقرة ومساحات كبيرة شبيهة بالكيس داخل النقرة. بعد المراهقة، قد لا تكون المساحات الكيسية واضحة بسبب تسطح هذه الكيسات مع التقدم العمر. تحدث هذه الفراغات الكيسية في الغالب في طبقة الألياف العصبية مع أن الانشقاق قد يحدث بين طبقات الشبكية الأخرى أيضًا.
  •  تصوير الأوعية بالفلوريسين: قد يفرق بين الانقسام الحبيبي ووذمة اللطخة الصفراء الكيسية الشكل (CME). في الأفراد الأصغر سنًا قد يكون طبيعيًا أما في الأفراد الأكبر سنًا قد تكون هناك تغيرات ضامرة في ظهارة صبغة الشبكية.
  •  مخطط كهربية الشبكية كامل المجال (ffERG): يُظهر الموجات ذات الشحنات السالبة (انخفاض الموجة b مع الحفاظ على الموجة a)، ولا تعد هذه طريقة تشخيصية دقيقة بسبب وجود عدة اضطرابات في الشبكية قد تظهر تباين في الكهرسلبية لمخطط ERG، وقد لا تظهر الموجة a مع تقدم المرض، وقد يكون لدى بعض الأفراد المصابين ERG طبيعي تقنيًا.
  •  قد يؤكد التشخيص من خلال الاختبار الجيني للطفرات في جين RS1. إذ حُددت أكثر من 200 طفرة مسببة للأمراض في جين RS1.

الفحص المخبري

يتوفر الاختبار الجيني للجين RS1 الذي يشفر الريتينوسكيسين.

تشخيصات مشابهة

  •  انشقاق الشبكية المُورث بوصفه صفة جسدية سائدة قد يختلف بالنمط الوراثي عن الانشقاق المورث بوصفه صفة متنحية ولكن كلاهما يظهران تأثير ffERG طبيعي.
  •  متلازمة جولدمان-فافر (متلازمة مخروط S المُحسَّنة) المسببة للعشى الليلي وتراص الصباغ داخل الشبكية.
  •  انشقاق الشبكية التنكسي ويحدث عادةً في الأفراد الأكبر سنًا.
  •  CME الموروث بوصفه صفة سائدة.
  •  متلازمة واغنر.
  •  متلازمة ألبورت.

إدارة المرض

  •  يجب إجراء فحوصات سنوية من قبل طبيب عيون أو مختص في أمراض الشبكية للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات أو أقل.
  •  تثقيف المريض: يجب توعية الأشخاص المعرضين للإصابة بانشقاق الشبكية لتجنب رضوض الرأس والرياضات شديدة الاحتكاك بسبب زيادة خطر الإصابة بالمرض.
  •  الغمش: يجب معالجة الغمش خاصةً في حالات انشقاق الشبكية الحاد أو فرط مد البصر أو الجراحة التالية للنزيف الزجاجي أو انفصال الشبكية.
  •  الاستشارة الوراثية: يجب توعية المرضى الذكور بأنهم قد ينقلون الطفرة إلى جميع أطفالهم البنات، لكن احتمال انتقال الطفرة إلى الصبية ضعيف.
  •  لدى النساء الحوامل فرصة بنسبة 50٪ في اجتياز الطفرة – سيتأثر جميع الصبية الذين يرثون الطفرة، ومن المرجح أن تكون البنات اللاتي يرثن الطفرة حاملين للمرض لكن دون أعراض.
  •  عند الذين يعانون ضعف البصر: يمكن مساعدة الأشخاص الذين يعانون ضعف البصر من خلال تزويدهم بكتب مدرسية خاصة ذات أحرف كبيرة وواضحة، أو مقاعد مفضلة في مقدمة الفصل الدراسي.

العلاج الطبي

قد تساعد مثبطات الأنهيدراز الكربونية في معالجة انشقاق الشبكية المُشخص باستخدام OCT. أُبلغ عن دورزولاميد الموضعي أو الأسيتازولاميد الجهازي على أنهما مفيدان في معالجة الكيسات الظاهرة حول النقرة.

العلاج الجيني

في الفئران، أعاد العلاج بحقن الجين RS1 داخل العين وظيفة الموجة b.

في عام 2015، بدأت تجربتان للعلاج الجيني عند البشر.

  •  تُقيم تجربة NEI سلامة ناقل الجينات (AVV-RS1) في البشر. وأدت إلى علاج الانشقاق لدى فرد واحد باستخدام جرعات عالية من العلاج، ما تسبب أيضًا في التهاب العين.
  •  قيمت تجربة AGTC سلامة وفعالية العلاج الجيني بحقن فيروس أُزيلت مادته الوراثية واستبدلت ببروتين الريتينوسكيسين لزيادة التعبير عنه وعلاج المرضى الذين يعانون انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X. ولكن توقفت الدراسة بسبب الالتهاب وعدم وجود علامات علاج سريري إيجابية.

الجراحة

● قد تتطلب المضاعفات مثل انشقاق الشبكية والنزيف الزجاجي تدخلًا جراحيًا مثل استئصال الزجاجية أو التواء الصلبة.

● يعد التخثير الضوئي بالليزر علاجًا مثيرًا للجدل، إذ إنه قد يمنع انفصال الشبكية ولكن قد يتسبب بفجوات داخل الشبكية ناتجة عن العلاج به وتسبب مضاعفات تنتهي بانشقاق الشبكية.

● قد يلجأ بعض الأطباء إلى التصريف الخارجي لمعالجة المرض.

توقع المرض

يبدأ المرض في العقد الأول من العمر، وعادةً ما تكون حدة البصر (VA) عند الولادة من 20/60 إلى 20/120. وتبدأ بالتدهور في العقدين الأول والثاني، ولكن بعد ذلك يكون مستقرًا ونموذجيًا حتى العقد الخامس أو السادس، ولكن قد يكون هناك بعض الانخفاض في حدة البصر بسبب التنكس البقعي. بحلول العقد السادس أو السابع، قد تنخفض حدة البصر ويحدث العمى الكلي.

اقرأ أيضًا:

اعتلال الشبكية السكري: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب الشبكية الصباغي

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر