هل تساعد المكملات الغذائية على خفض مستويات الكولسترول خلال ستة أشهر؟
لا يمكن الاعتماد على المكملات الغذائية وحدها للسيطرة على مستوى الكولسترول، لكن توجد بعض الأدلة الجيدة التي تشير إلى أن تناول بعض المكملات الغذائية بالتزامن مع اتباع نظام غذائي صحي قد يحدث فرقًا.
لماذا القلق حيال الكولسترول؟
يوجد نوعان رئيسيان من الكولسترول، كلاهما يؤثر في الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية؛ إذ يُنقل كلا النوعين بواسطة الدم داخل جزيئات تسمى الليبوبروتينات أو البروتين الشحمي.
الليبوبروتين منخفض الكثافة أو الكولسترول الضار LDL:
يعد الليبوبروتين منخفض الكثافة النوع الضار من الكولسترول؛ إذ ينقل الكولسترول من الكبد إلى الخلايا الموجودة في جميع أنحاء الجسم.
قد يؤدي ارتفاع مستويات الكولسترول الضار LDL في الدم إلى تراكم اللويحات في الشرايين، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
الليبوبروتين مرتفع الكثافة أو الكولسترول الحميد HDL:
يعد الليبوبروتين مرتفع الكثافة النوع الجيد من الكولسترول؛ إذ يساعد على إزالة الكولسترول الزائد من الدم وإعادته إلى الكبد لمعالجته ثم التخلص منه. يقلل ارتفاع مستويات الكولسترول الحميد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
قد يؤدي النظام الغذائي دورًا رئيسيًا في خفض مستويات الكولسترول في الدم، خاصة الكولسترول الضار.
الخيارات الغذائية الصحية معروفة جيدًا؛ إذ تشمل تناول مزيد من الدهون غير المشبعة (الصحية) مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو، وتناول قليل من الدهون المشبعة (غير الصحية) مثل الدهون الحيوانية، والدهون التقابلية التي توجد في بعض أنواع البسكويت المُباع في المتاجر والفطائر والبيتزا.
الألياف صديقة للجسم:
توجد طريقة إضافية للحد من مستويات الكولسترول الكلي والكولسترول الضار LDL بنحو كبير في الجسم بواسطة النظام الغذائي، وهي تناول مزيد من الألياف القابلة للذوبان.
إنه نوع من الألياف التي تذوب في الماء؛ فعند ذوبانها تكوّن مادة هلامية في الأمعاء يمكن لهذا الهلام أن يرتبط بجزيئات الكولسترول ليمنع امتصاصها في الدم ويسهل إخراجها من الجسم من خلال التبرز.
يمكن الحصول على الألياف القابلة للذوبان من كل الأطعمة، مثل: الفواكه، والخضروات، والشوفان، والشعير، والفاصولياء، والعدس.
مكملات الألياف، مثل السيلليوم:
تتنوع مكملات الألياف والمنتجات الغذائية المستندة إلى الألياف، وهي متوفرة في السوق، والتي قد تساعد في خفض مستويات الكولسترول وتشمل ما يأتي:
- الألياف الطبيعية القابلة للذوبان، مثل الإينولين، أو السيلليوم، أو البيتا جلوكان الموجود في الشوفان المطحون.
- الألياف الاصطناعية القابلة للذوبان، مثل البولي دكستروز، أو دكسترين القمح، أو ميثيل السيليلوز.
- الألياف الطبيعية غير القابلة للذوبان، التي تزيد من حجم البراز، مثل بذور الكتان.
معظم هذه المكملات تأتي على شكل ألياف تضاف إلى الطعام أو تُذاب في الماء أو في المشروبات.
يتمتع السيلليوم بأقوى أدلة داعمة لاستخدامه في تحسين مستويات الكولسترول؛ إذ تمت دراسته على ما لا يقل عن 24 تجربة. تشير هذه التجارب إلى أن تناول 10 غرامات من السيلليوم في اليوم -أي ملعقة طعام واحدة- جزءًا من نظام غذائي صحي، قد يقلل من مستويات الكولسترول الكلي بنسبة 4٪، ومن مستويات الكولسترول الضار LDL بنسبة 7٪.
البروبيوتيك Probiotic:
لا تعتمد مكملات البروبيوتيك الخافضة للكولسترول على الألياف؛ إذ يُعتقد أن البروبيوتيك يساعد على خفض مستويات الكولسترول بواسطة عدة آليات تشمل المساعدة في دمج الكولسترول ضمن الخلايا، وتعديل الميكروبيوم في الأمعاء للتخلص من الكولسترول من خلال عملية التبرز.
يعد استخدام البروبيوتيك للحد من الكولسترول مجالًا مثيرًا للاهتمام، وتعدُّ الأبحاث في هذا المجال أبحاثًا واعدةً.
وفقًا لدراسة أُجريت في عام 2018، جمع الباحثون من خلالها نتائج 32 دراسة وحللوها جميعًا، لوحظ فيها أن الأشخاص الذين تناولوا البروبيوتيك، قد انخفض مستوى الكولسترول الإجمالي لديهم بنسبة 13%. وتدعم الدراسات الأخرى هذه النتائج.
تستخدم معظم تلك الدراسات البروبيوتيك الذي يحتوي على لاكتوباسيلس أسيدوفيلس (العصية اللبنية الحمضية)، وعلى بيفيدوباكتيريوم لاكتيس؛ إذ تأتي على شكل كبسولات أو مسحوق يمكن استهلاكها يوميًا.
قد يكون من الجيد تجربة البروبيوتيك، لكن ستختلف التأثيرات بحسب السلالات المستخدمة منه، حتى عند تناولها يوميًا، وبحسب الحالة الصحية والنظام الغذائي المتُبع.
أرز الخميرة الحمراء:
يعد أرز الخميرة الحمراء مكملًا آخر غير قائمٍ على الألياف، وقد حاز على اهتمامٍ كبير لخفضه نسبة الكولسترول؛ إذ يُستخدم غالبًا في آسيا وبعض الدول الأوروبية علاجًا مكملًا. يأتي في شكل كبسولات، ويُعتقد أنه يؤدي دور الأدوية المعروفة الخافضة للكولسترول المعروفة باسم الستاتينات.
أُجريت مراجعة للبيانات، تعتمد على 15 تجربة أقيمت في عام 2022؛ إذ وجدت أن تناول نحو 200 إلى 4800 ملغ يوميًا من مكملات أرز الخميرة الحمراء كان له فعالية أكثر في خفض شحوم الدم (الدهون الثلاثية)، لكنه كان أقل فعالية في خفض مستويات الكولسترول الإجمالي مقارنة بالستاتينات.
على الرغم من ذلك، فإن تلك التجارب لا تثبت ما إذا كان هذا المكمل فعالًا وآمنًا على المدى الطويل.
قد لا يكون النظام الغذائي والمكملات الغذائية كافية:
يجب التحدث إلى الطبيب دائمًا أو إلى اختصاصي التغذية حيال تناول المكملات الخافضة لمستوى الكولسترول في الدم.
تجب معرفة أن التغييرات في النمط الغذائي وحده (سواء مع المكملات أم بدونها) قد لا تكون كافية لخفض مستوى الكولسترول بصورة جيدة، بل يجب أيضًا التوقف عن التدخين، وتقليل التوتر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قدر كافٍ من النوم. قد تؤدي العوامل الوراثية دورًا أيضًا.
حتى عند تطبيق كل ما سبق، قد يصف الطبيب أدوية خافضة للكولسترول (الستاتينات) وذلك اعتمادًا على مستويات الكولسترول وعوامل الخطر الأخرى.
اقرأ أيضًا:
ما هو الكولستيرول ( الكولسترول ) ؟
دواء جديد يعكس السمنة ويخفض نسبة الكولسترول رغم اتباع نظام غذائي عالي الدهون
ترجمة: قيثارة درويش
تدقيق: ريمي سليمان
