يُعد عمر المجموعة الشمسية سؤالًا مهمًا للإجابة عنه إذ يربط بين السؤال عن كيفية ظهور النجوم والكواكب والسؤال حول وجود الحياة على كوكبنا. وتشير القياسات الجديدة للنيازك إلى أن المجموعة الشمسية قد تكون أقدم قليلًا مما تخيلنا.

يُظهر الاكتشاف الجديد أن عمر المجموعة الشمسية تقريبًا 4.5684 مليار سنة، وقد يزيد أو يقل بمقدار 240,000 سنة. لكن الدراسات السابقة وضحت أنه أقل بنحو 1.1 مليون سنة من الرقم الجديد. يُعد التغير صغيرًا، ولكن قد يحدث الكثير على المقياس الكوكبي في مليون سنة.

ربما يتساءل البعض كيف يستطيع العلماء معرفة عمر المجموعة الشمسية. ليس الأمر كأنه يوجد تقويم أو ساعة توقيت في أثناء تكون السديم الشمسي. ما تشكّل حقًا هي الحصى التي اندمجت سويًا مُشكّلة الكويكبات والكواكب. وبالنظر إلى التركيب الكيميائي لمعادن معينة في النيازك، نستطيع معرفة متى تكونت وهو مؤشر عن متى ظهرت اللبنات الأساسية للمجموعة الشمسية.

شرح العلماء في هذه الورقة البحثية: «للتعرف على ولادة الكواكب وقصة المجموعة الشمسية في ملايين السنين الأولى ندرس النيازك الظاهرة في هذا العصر».

ويتابعون: «من المهم على نحو خاص تحديد الأزمنة التي تكونت فيها المكونات الأساسية والأزمنة التي تراكمت فيها الجسيمات الكوكبية وانصهرت ومتى حدثت التصادمات والترتيب النسبي لهذه الأحداث في السديم الشمسي».

نظر الباحثون على وجه الخصوص في العناصر الموجودة بكثرة في النيازك مثل الكالسيوم والألمنيوم. ووجدوا أن بعض النظائر مشعة وتتغير إلى عناصر مختلفة بمرور الزمن.

النظائر: نفس العناصر الكيميائية التي تحتوي على أعداد مختلفة من النيوترونات في نواتها.

يختلف الوقت حسب استقرار النظير فيوجد بعضها لثوانٍ قليلة والبعض يستمر لساعات أو أيام أو حتى مليارات السنين.

بواسطة النظر في نسب معينة من النظائر، بإمكان للعلماء معرفة متى تكونت الصخور المعنية.

اعتمد التقدير السابق على نسب نظائر الرصاص في عناصر الكالسيوم والألومنيوم، ولكن ظهر أن نسب الألومنيوم متضاربة ما يشير إلى أن السديم الشمسي الأول الذي تكونت منه المجموعة الشمسية مختلف ولا يوجد بالطريقة نفسها في كل مكان.

كانت هذه مشكلة لأنها تطلبت شيئًا لجعل السديم غير متجانس للغاية، مثل التوهجات الشمسية العنيفة أو حدوث مستعر أعظم قريب جدًا. وأوضح الفريق أنه قد يكون تقدير عمر الرصاص أصغر قليلًا من تقدير العمر المتوقع للألمنيوم ولا يعتمد هذا الفرق على الاختلافات في السديم الشمسي، ولكن في عمليات التسخين التي تعرضت لها العناصر الغنية بالكالسيوم والألومنيوم.

قال الباحث الرئيسي ستيفن ديش من جامعة ولاية أريزونا لمجلة نيو ساينتيست: «النتائج الجديدة ضخمة ولا داعي لذكر التوهجات أو وجود مستعر أعظم فهذا ما ولدت به الشمس».

وأظهرت نتائجهم صورة أبسط لتكوّن المجموعة الشمسية مع أنه جعل عمرها أقدم قليلًا.

اقرأ أيضًا:

لأول مرة في المجموعة الشمسية: رصد بخار الماء في حزام الكويكبات

لماذا توجد المجموعة الشمسية ضمن فراغ عملاق غامض؟

ترجمة: ياسمين سيد نبوي

تدقيق: باسل حميدي

المصدر