يعد فيروس جي سي JC، أو فيروس جون كانينغهام، ميكروبًا شائعًا. تعرض له أكثر من نصف البالغين. لا يسبب هذا الفيروس مشاكل لدى معظم الأشخاص، ولكنه يكون خطيرًا في حالة ضعف جهاز المناعة ولا توجد طريقة معروفة لمنع الشخص من الإصابة به.

اكتُشف الفيروس أول مرة في عام 1971، من قبل طبيب في دماغ رجل مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية من نمط هودجكين وأطلق على الفيروس اسمه.

لا يعرف الخبراء كيفية انتشاره، لكن يُعتقد أن العديد من الأشخاص يصابون به في مرحلة الطفولة بواسطة الطعام أو الماء الذي يحتوي على الفيروس. يستقر في المسالك البولية أو نخاع العظام أو اللوزتين أو الدماغ. ويبقى لسنوات، ولا يعرف معظم الناس أنهم مصابون به أبدًا.

من المعرضون للإصابة به؟

يصاب به ضعيفو المناعة، يسبب الفيروس عدوى خطيرة في الدماغ تسمى اعتلال المادة البيضاء في الدماغ متعدد البؤر التقدمي (PML). يؤدي مرض PML إلى إتلاف الطبقة الخارجية للخلايا العصبية. قد يسبب إعاقات دائمة وقد يكون مميتًا.

الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بـ PML. يتعرض الأشخاص المصابون بلمفوما هودجكين أو سرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية للخطر أيضًا، وكذلك الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية المثبطة للمناعة بسبب التصلب المتعدد (MS) أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو عمليات زرع الأعضاء.

أعراض الإصابة بـ PML:

عادة ما تظهر الأعراض بسرعة إلى حد ما وتزداد سوءًا بمرور الوقت. تختلف اعتمادًا على المنطقة المصابة في الدماغ ولكن العلامات الأكثر شيوعًا هي:

  •  الهزال.
  •  الوهن الذي يزداد سوءًا.
  •  تغيرات في الشخصية.
  •  مشكلات في النطق.
  •  مشكلات في الرؤية.

التشخيص:

يمكن الاختبارات تقصي حمل فيروس JC. قد يفحص الطبيب عينة من الأنسجة تحت المجهر أو يفحص الدم بحثًا عن علامات تشير إلى أن الجسم يقاوم العدوى.

من المهم معرفة ما إذا كان الشخص يعاني ضعف الجهاز المناعي أو يتناول أدوية مثبطة للمناعة.

إذا كان الطبيب يعتقد ان الشخص مصاب بـ PML، فسوف يحتاج إلى التصوير بالرنين المغناطيسي لعمل صور تفصيلية والبحث عن أنماط معينة في أنسجة الدماغ.

بعد ذلك، يجري الطبيب بزل السائل الدماغي الشوكي. يؤخذ عينة من السائل الشوكي من أسفل الظهر. إذا كان فيروس JC موجودًا في هذا السائل، ذلك يعني أن الشخص مصاب بمرض PML. إذا لم يكن موجودًا فقد يحتاج إلى إجراء خزعة من أنسجة الدماغ أو اختبارات أخرى للتأكد من ذلك.

فيروس جي سي والتصلب المتعدد ومرض كرون:

رُبط PML بأدوية ناتاليزوماب (تيسابري) وثنائي ميثيل فيوميرات (تيكفيديرا) وفينغوليمود وأوكرليزوماب (أوكريفوس) وكلها تُستخدم في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد ومرض كرون.

يُختبر المصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد أو مرض كرون بحثًا عن فيروس جي سي قبل بدء تناول هذه الأدوية. إذا كان الشخص حاملًا للفيروس، يظل بالإمكان تناول الأدوية، ولكن تُناقش المخاطر والفوائد مع الطبيب المختص.

فيروس جي سي وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز:

قد تؤدي بعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية إلى تقوية جهاز المناعة وتساعد على منع فيروس جي سي من التسبب في الإصابة بـ PML. لقد أصبحت هذه الأدوية أكثر شيوعًا، وبالتالي انخفض عدد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز والمصابين باعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر.

علاج مرض PML:

يدرس العلماء عدة أدوية لمرض PML، ولكن لم يُوافق على أي منها من قبل إدارة الغذاء والدواء. ومع ذلك، يمكن استخدام العلاجات التي تجعل الجهاز المناعي أقوى لمساعدة الجسم على مكافحة العدوى.

اقرأ أيضًا:

اكتشاف متغير جيني يحد من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية

لقاح جديد لفيروس إبشتاين بار، أكثر الفيروسات تسببًا بعدوى السرطان

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: زين حيدر

المصدر