يقول العلماء إن ارتفاع درجة حرارة الجو سيغير تأثيرات التبريد الناتجة عن الانفجارات البركانية.

سحابة من المادة البركانية ترتفع من بركان Eyjafjallajokull المتفجر في 18 أبريل 2010 في Eyjafjallajokull ، آيسلندا. الحقوق: NordicPhotos / Contributor / Getty Images

سحابة من المادة البركانية ترتفع من بركان Eyjafjallajokull المتفجر في 18 أبريل 2010 في Eyjafjallajokull ، آيسلندا. الحقوق: NordicPhotos / Contributor / Getty Images

بدأ باحثون بريطانيون في كشف العلاقة المعقدة بين الانفجارات البركانية وتغير المناخ، موضحين أن درجة حرارة الغلاف الجوي تؤثر في كيفية انتشار الرماد والغاز.

إن ثوران جبل بيناتوبو في الفلبين أحد أضخم انفجارات البراكين في القرن العشرين. إذ ثار سنة 1991، وأطلق سحبًا من الغاز والغبار على ارتفاع أكثر من 30 كم في الغلاف الجوي، مما أدى إلى زيادة الجسيمات في طبقة الستراتوسفير أكثر من أي ثوران منذ كراكاتوا سنة 1883.

أدى ذلك إلى تكوين طبقة ضبابية لفّت العالم، ومنعت بعض ضوء الشمس من الوصول إلى سطح الأرض، وأدّت في النهاية إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.5 درجة مئوية بين عامي 1991 و1993.

حقق فريق من الباحثين من جامعة كامبريدج ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة في التأثيرات المناخية الحالية في مثل هذه الانفجارات البركانية.

قال توماس أوبري من جامعة كامبردج: «أردنا أن ننظر إلى السؤال من الزاوية المعاكسة: كيف يمكن أن يؤثر ارتفاع درجة حرارة المناخ في التبريد الناتج عن الانفجارات البركانية؟».

في ظل تغيّر المناخ سيكون للانفجارات البركانية مثل تلك التي حدثت في جبل بيناتوبو في عام 1992 تأثيرات مختلفة. الحقوق: ARLAN NAEG / Stringer / Getty Images.

في ظل تغيّر المناخ سيكون للانفجارات البركانية مثل تلك التي حدثت في جبل بيناتوبو في عام 1992 تأثيرات مختلفة.
الحقوق: ARLAN NAEG / Stringer / Getty Images.

أوبري هو أول مؤلف لدراسة نشرت في مجلة Nature Communications، التي استخدمت مزيجًا من نماذج المناخ العالمي ونماذج العمود البركاني للإجابة عن هذا السؤال.

وجد الفريق أن الغلاف الجوي الأكثر دفئًا سيؤدي إلى ارتفاع أعمدة الغاز والغبار الناتجة عن الانفجارات الكبيرة، كما سينتشر الغبار الجوي بشكل أسرع من المناطق المدارية إلى خطوط العرض العليا. سيحجب هذا التأثير المشترك المزيد من ضوء الشمس وينتج عنه تبريد مؤقت، مع تضخيم التأثير بنسبة 15٪. تشير الدراسة أيضًا إلى أن التبريد قد يزداد مع ارتفاع درجة حرارة المحيط.

ومع ذلك، نظر الفريق أيضًا في الانفجارات الصغيرة والمتوسطة، ووجد في سيناريو الانبعاثات العالية، أنّ تغيّر المناخ يمكن أن يُقلل بالفعل من تأثيرات التبريد بنسبة تصل إلى 75٪. مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، من المتوقع أن ترتفع طبقة التروبوبوز (الحد الفاصل بين طبقة التروبوسفير والستراتوسفير) الى الأعلى وتجعل من الصعب وصول الأعمدة إلى الغلاف الجوي العلوي والدوران حول الكرة الأرضية.

تكون الانفجارات الصغيرة أكثر تواترًا من الانفجارات الكبيرة، التي تحدث مرة أو مرتين فقط خلال القرن، ولكن من غير الواضح إذا ما كنا سنشهد تأثيرًا ثابتًا للاحترار أو التبريد، فلم يدرس الفريق الأرقام المتعلقة بذلك حتى الآن، ويقولون إنه مجال دراسة معقد جدًا، لكن علينا دراسته.

تقول المؤلفة المشاركة من جامعة كامبردج آنيا شميدت: «تغير المناخ ليس بالأمر المنتظر، إنه موجود بالفعل، كما جاء في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هذا الأسبوع”».

أصبحت آثار تغير المناخ وبعض حلقات ردود الفعل التي يمكن أن يسببها أكثر وضوحًا الآن. لكن النظام المناخي معقد: «فهم ردود الفعل هذه أمر بالغ الأهمية لفهم كوكبنا وعمل توقعات مناخية دقيقة».

يضيف أوبري: «حلقات ردود الفعل الجديدة بين المناخ والانفجارات البركانية التي نسلط الضوء عليها في هذا العمل لا تحتسبه حاليًا الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. يمكن أن يلقي ضوءًا جديدًا على تطور التأثيرات البركانية مستقبلًا في المناخ. حتى لو كان للبراكين تأثير محدود في المناخ مقارنة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية، فهي جزء مهم من النظام».

ومن المثير للاهتمام، أنه مع ذوبان الصفائح الجليدية في أماكن مثل آيسلندا قد يزداد حجم وتواتر الانفجارات؛ هناك بعض الأدلة على أن ذوبان الجليد في نهاية العصر الجليدي الأخير أدى إلى تسارع النشاط البركاني. إضافة إلى ذلك، فإن أحداثًا مثل حرائق الغابات وهطول الأمطار الشديدة تعمل أيضًا على تغيير الغلاف الجوي، مع عواقب غير معروفة للانفجارات البركانية.

تقول شميدت: «بينما تستمر الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الانبعاث، فإن الطريقة التي تتفاعل بها الانبعاثات البركانية مع الغلاف الجوي ستستمر في التغير ومن المهم تحديد هذه التفاعلات من أجل فهم تقلب المناخ بشكل كامل».

اقرأ أيضًا:

ما هي البراكين وما أنواعها ؟

أخطر البراكين في العالم !

ترجمة: طاهر كلبيت

تدقيق: نور عباس

المصدر