إذا كنت تعاني ألم الأسنان أو آلام الظهر أو أي نوع آخر من الألم، فقد يكون دافعك الأول هو الوصول إلى الدواء المسكن، لكن مسكنات الألم ليست الخيار الوحيد المتاح دائمًا لتخفيف الألم، في المرة القادمة التي تعاني فيها ألمًا ما، تمكن تجربة مسكن آلام عشبي وطبيعي مثل الكركم.

يعتمد الكثير من الناس على الأدوية، لكن يكمن خطر استعمالها في إمكانية التعرض للآثار الجانبية والتفاعلات الدوائية، وأحيانًا سوء الاستخدام.

في حين قد تتطلب بعض الظروف الحصول على دواء مع وصفة طبية أو دونها، يمكن أيضًا العثور على بعض الراحة التي نحتاج إليها من مجموعة متنوعة من مسكنات الألم الطبيعية، مثل العديد من الأعشاب والتوابل التي لها باع طويل من الاستخدام في تخفيف الالتهاب والألم.

تندرج مسكنات الألم الطبيعية ضمن طرق العلاج المعروفة باسم الطب البديل، التي تشمل أيضًا العلاج بواسطة الوخز بالإبر واليوغا وممارسات أخرى متنوعة.

قد نجد الكثير من الفوائد لتخفيف الألم والالتهاب طبيعيًا، لكن يجب أن نأخذ في الحسبان أن هذه العلاجات الطبيعية قد تتداخل أحيانًا مع الأدوية الأخرى التي نتناولها.

أيضًا، لم تُدرس بعض مسكنات الألم الطبيعية جيدًا لدى البشر، خاصةً فيما يتعلق بالجرعة، ولم تُختبر العديد من المكملات بواسطة مختبر مستقل لضمان الجودة أو السلامة، إضافةً إلى عدم تقييمها من قبل إدارة الغذاء والدواء.

عند المعاناة بسبب مشكلات أو آلام مزمنة، يُفضل التحدث مع الطبيب قبل استخدام أي علاجات طبيعية، قد تكون استشارة مختصي الطب البديل، وهم أطباء يتدربون على المزيد من العلاجات الطبيعية، خيارًا مفيدًا عند البحث عن أشكال بديلة لعلاج الألم.

من المهم أيضًا استشارة طبيب معتمد قبل استخدام أي مكملات، خاصةً عند وجود حالات مرضية أساسية أو تناول أدوية أخرى.

1- البوسويليا:

غالبًا ما يستخدم نبات البوسويليا، المعروف باسم اللبان الهندي، وهو مستخلص الراتنج المشتق من أشجار بوسويليا سيراتا، ويوجد على شكل صبغة أو حبوب أو علاجات موضعية، لعلاج ما يلي:

  •  أعراض الربو.
  •  التهاب المفاصل.
  •  التهاب القولون.
  •  الوذمة الدماغية.
  •  علاج الجلد من آثار العلاج الإشعاعي.

وجدت دراسة أجريت عام 2020 شملت 545 شخصًا، أن بوسويليا كان علاجًا فعالًا وآمنًا لهشاشة العظام، ما يخفف الألم والتصلب.

فيما يتعلق بالآثار الجانبية المحتملة، فمع أن البوسويليا آمنة عمومًا، لكن التطبيق الموضعي لها قد يسبب رد فعل تحسسيًا لدى بعض الأشخاص، وقد يتفاعل سلبيًا أيضًا مع بعض الأدوية، يشمل ذلك الأدوية المضادة للتخثر ومضادات الصفيحات.

حال تناول أحد هذه الأدوية سابقًا، فقد يزيد مستخلص البوسويليا من احتمالية حدوث النزف.

2- الكركم:

الكركم نوع من التوابل يعطي الطعام اللون الأصفر المميز ونكهته الفريدة، إذ يحتوي على مركب الكركمين، وهو مضاد للأكسدة يساعد على حماية الجسم من جزيئات الجذور الحرة التي تلحق الضرر بالخلايا. دُرس الكركم جيدًا فيما يتعلق بقدرته على تخفيف التورم وتقليل الالتهاب.

الاستخدام الأكثر انتشارًا للكركم هو استخدامه بوصفه توابل للطعام. وهو متوفر أيضًا في صورة مكمل، وغالبًا ما يقترن بالبيبيرين، وهو مركب موجود في الفلفل الأسود، وذلك لزيادة امتصاصه.

قد يكون الكركم مفيدًا لعلاج العديد من الحالات، منها:

  •  عسر الهضم.
  •  القرحة.
  •  اضطرابات المعدة.
  •  الصداف الشائع.
  •  الالتهاب الناجم عن حالات معينة مثل التهاب المفاصل.

الآثار الجانبية المحتملة:

يُعد الكركم آمنًا، لكن أُبلغ عن العديد من الآثار الجانبية، تتضمن:

  •  الغثيان.
  •  الإسهال.
  •  الصداع.
  •  الطفح الجلدي.
  •  اصفرار البراز.

3- القرنفل:

غالبًا ما يُستخدم نبات القرنفل الكامل لتزيين أطباق اللحوم والأرز، ويُستخدم الشكل المطحون منه في الفطائر وغيرها.

أيضًا، يُستخدم القرنفل على نطاق واسع مسكنًا طبيعيًا للألم، لمحتواه من الأوجينول، وهو مسكن طبيعي للآلام، إذ يُستخدم في بعض أنواع التدليك لتخفيف الألم دون وصفة طبية.

يمكن العثور على القرنفل في صورة كبسولة أو مسحوق، ويتوفر زيت القرنفل الذي يُستخدم موضعيًا لتسكين الألم.

يُستخدم القرنفل لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، مثل:

  •  الغثيان.
  •  نزلات البرد.
  •  الصداع.
  •  التهاب المفاصل.
  •  آلام الأسنان.
  •  عسر الهضم.
  •  الإسهال.

تشير بعض الأبحاث إلى إمكانية استخدام القرنفل لعلاج الالتهابات الفطرية، لكن تأكيد هذا الاستخدام بحاجة إلى مزيد من الدراسات الدقيقة على البشر.

الآثار الجانبية المحتملة:

  •  اضطرابات الكبد.
  •  الحساسية.
  •  تهيج الجلد.
  •  زيادة النزف.

مع أن زيت القرنفل يُستخدم موضعيًا لعلاج مشكلات مثل ألم الأسنان، فإن زيت القرنفل غير المخفف قد يؤذي اللثة، لذلك تجب مراجعة طبيب الأسنان قبل استخدامه.

يجب على الأشخاص الذين يعانون اضطرابات النزف، أو من يتناولون أدوية مميعة للدم، توخي الحذر عند تناول منتجات القرنفل، إذ قد يزيد القرنفل وزيت القرنفل من خطر حدوث النزف.

4- الوخز بالإبر:

تهدف هذه الممارسة الطبية الصينية القديمة إلى تخفيف الألم، يُدخل مختص الوخز إبرًا صغيرة دقيقة في الجلد في مناطق محددة. قد يخفف الوخز بالإبر من الألم بالتسبب في إفراز الجسم للسيروتونين، وهو مادة كيميائية في الدماغ تجعلنا نشعر بالرضا وتخفف الألم، ويُعتقد أيضًا أنها تقلل مستويات التوتر وتعزز عملية الشفاء في الجسم.

قد يساعد الوخز بالإبر في التخفيف من عدة أنواع من الألم، مثل:

  •  التهاب مفصل الركبة.
  •  الشقيقة.
  •  ألم اللفافة العضلية.
  •  آلام أسفل الظهر الحادة والمزمنة.
  •  ألم العضلات الليفي.
  •  آلام الرقبة.

قد يرتبط الوخز بالإبر بالعديد من الآثار الجانبية، التي تتضمن:

  •  إصابة الأعضاء أو الأنسجة أو الأعصاب نتيجة الوخز.
  •  العدوى.
  •  الحساسية.
  •  زيادة النزف.
  •  فقدان الوعي.

للتحقق من أمانها، تجب مراجعة الطبيب قبل تجربة الوخز بالإبر، خاصةً حال وجود:

  •  جهاز تنظيم ضربات القلب.
  •  الحمل.
  •  اضطرابات النزف، أو استخدام مميعات مثل الوارفارين.

5- الحرارة والبرودة:

من أكثر علاجات تسكين الألم المنزلية شيوعًا: تطبيق الحرارة أو الثلج مباشرةً على مواقع الألم. هذا النوع من العلاج شائع، لكن قد لا يعلم الشخص متى يستخدم الثلج ومتى يستخدم التسخين.

وضع كيس ثلج لتقليل التورم والالتهاب بعد فترة وجيزة من التعرض لإجهاد العضلات أو الأوتار أو الأربطة، قد يؤدي إلى الشعور بالراحة. بعد تراجع الالتهاب، تساعد الحرارة على تقليل التصلب الناتج من الالتواء والشد.

قد تساعد وسادة التدفئة أو الكمادات الباردة المستخدمة لفترة وجيزة على الرأس أيضًا في تقليل آلام الصداع، في حين تساعد أكياس الثلج في تخفيف آلام أسفل الظهر.

إذا كان سبب الألم هو التهاب المفاصل، فإن تطبيق التسخين على المفصل المصاب يساعد أكثر من الثلج، يمكن تسخين عبوات الحرارة الرطبة في الميكروويف واستخدامها عدة مرات، ما يجعلها فعالة وسهلة الاستخدام.

قد يساعد وضع كيس ثلج في علاج مشكلات مثل:

  •  التورم.
  •  النزف أو الالتهاب.
  • الصداع.
  •  آلام أسفل الظهر.
  •  تشنج العضلات أو الأوتار أو الأربطة.

في حين يوفر تطبيق الحرارة الراحة في حالات معينة، مثل:

  •  تصلب المفاصل.
  •  تشنج العضلات.
  •  التهاب المفاصل.
  •  الصداع.

لكن قد يؤدي تطبيق الحرارة أو الثلج على الإصابة فترة طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بالحروق وآثار جانبية أخرى، منها:

  •  الحروق.
  •  قضمة الصقيع.
  •  ألم وخدر.
  •  حكة.
  •  ظهور بثور.

قد تكون مسكنات الألم الطبيعية المذكورة سابقًا فعالة فقط لأسباب محددة للألم، لكنها قد لا تعمل مع الجميع.

مع ذلك، قد تمنح هذه الخيارات الطبيعية على الأقل بعض الميزات لتجربتها، إما وحدها أو مقترنة بأدوية تؤخذ مع وصفة طبية أو دونها.

تذكر أن الألم هو إشارة الجسم إلى وجود خطأ ما، وقد يكون مؤقتًا، مثل الألم عند إجهاد العضلات، لكنه قد يشير أيضًا إلى مشكلة صحية خطيرة تتطلب علاجًا طبيًا سريعًا.

اقرأ أيضًا:

مسكنات الألم – Analgesic

اللعاب بديل لمسكنات الالم … لكن هل هذا ممكن ؟

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: نور حمود

المصدر