باختصار، ستستمر عنفات الرياح في الدوران طالما صممت مع وضع فصل الشتاء في الاعتبار.

إنه فصل الشتاء حاليًا في نصف الكرة الشمالي، وتتعرض العديد من الدول في الفترة الحالية إلى طقس متجمد، وكأن المشكلات العديدة بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى درجة التجمد ليست كافيًة، فقد ادعى البعض أن الطقس البارد قد يعرض إمدادات الكهرباء للخطر، وتحديدًا بسبب فشل عنفات الرياح في الدوران. لكن بما أنها صممت لمقاومة التغيرات في العوامل الجوية، فلا داعي لهذا القلق.

شهدت ولاية تكساس الأمريكية عام 2021 انخفاضًا تاريخيًا في درجات الحرارة، أتبعها انقطاع كبير في الطاقة، ومن وقتها بدأ الناس يرفعون أصواتهم ضجرًا وألقوا اللوم على توربينات الرياح المغطاة بالجليد، وعن جدوى طاقة الرياح في الشتاء، وتحول الأمر إلى جدال سياسي حول استخدام الطاقة المتجددة، ولكن المشكلة لم تكن في طاقة الرياح في حد ذاتها، لكن ببساطة، لم تكن عنفات الرياح مستعدة لمثل ذلك الانخفاض في درجات الحرارة.

صرح مايكل هاولاند أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT للبوابة الخاصة بالجامعة Climate Portal: «المشكلة الأساسية في عنفات الرياح في تكساس هي عدم توقع مثل هذا الطقس شديد البرودة بناءً على السجل التاريخي للطقس، لذلك لم يعزل المطورون عنفات الرياح ضد التغيرات في درجات الحرارة. تعمل عنفات الرياح في مواقع أكثر برودة بكثير من تكساس، والتعامل مع الجليد أمر بسيط للغاية وشائع عن طريق العزل الحراري». وأضاف هاولاند: «بما أن الطقس المتطرف يتأثر على نحو متزايد بتغير المناخ، فقد نحتاج إلى إعادة النظر في الأماكن التي تتطلب عزلًا حراريًا لعنفات الرياح».

يجب أن تكون عنفات الرياح قادرةً على العمل في درجات حرارة منخفضة تصل إلى -20 درجة مئوية، وذلك وفقًا لمعايير التصميم الدولية، ومع ذلك، تعمل مزارع الرياح بنجاح في الأماكن التي قد تصبح أشد برودة من ذلك بكثير، مثل بحر الشمال وفنلندا والسويد، وقد شهدت السويد مؤخرًا درجة حرارة أقل من -41.6 درجة مئوية. مثل تلك الدول تزود تصاميم عنفات الرياح بما يسمى بـ «حزم الطقس البارد»، وقد تشمل سخانات لمواد التشحيم ولمحاور دوران العنفات، وأيضًا العديد من الأنظمة المختلفة التي تحتوي على أجهزة الكشف عن الجليد، وإزالته، ومكافحة تكونه، وكذلك مستشعرات توقف للحركة.

أنشأت شركة الطاقة السويدية Skellefteå Kraft إحدى هذه الحزم المصممة لمنع تكون الجليد من البداية وبالتالي عدم وصوله إلى الشفرات. يوضح الموقع الإلكتروني للشركة الأمر: «يتضمن ذلك تغطية شفرات عنفات الرياح بطبقة رقيقة من ألياف الكربون وتُسخَّن عند الحاجة لمنع تكون الجليد. بعد ذلك تكتشف أجهزة استشعار الجليد متى يكون هناك خطر لتكونه، ويبدأ نظام إذابة الجليد في العمل قبل أن يتكون». بفضل تلك الميزات، بإمكان العنفات أن تستمر في الدوران في درجات الحرارة المتدنية، التي من شأنها بالتأكيد تعطيل أعمال البشر. تنم الأحداث في تكساس إلى أنه مع ازدياد تواتر فصول الشتاء شديدة البرودة، قد تصبح حزم الطقس المتخصصة تلك ضرورة أكثر انتشارًا، وإلحاحًا.

اقرأ أيضًا:

الطاقة الريحية

الصين تُشغّل عنفة الرياح الأكبر في العالم

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: باسل حميدي

المصدر