يُعد كويكب بينو أحد الكويكبات القليلة التي زارها الإنسان، إذ إنه قد يزورنا يومًا ما إذا اصطدم بالأرض. لسوء الحظ، عندما هبطنا على كويكب بينو لجمع بعض العينات، تبين أن ارتطامه بالأرض سيعادل قوة 22 قنبلة ذرية.

لكن هل سيصطدم كويكب بينو بالأرض حقًا؟ ولماذا يُكرَر ذكر تاريخ 24 سبتمبر 2182؟

اختار مركز ناسا كويكب بينو لزيارة مركبة أوسايرس-ريكس له، وذلك استنادًا إلى بيانات الرادار المذهلة، إضافة إلى عمليات رصد التلسكوب السابقة له مما يقلل المخاطر المحدقة بالمهمة.

على الرغم من ذلك، يُعد هذا الكويكب من بين الكويكبات الأكثر احتمالية للتصادم بالأرض؛ إذ إنه من خلال دراسة تراكيبه ومداره، تأمل ناسا في الحصول على فهم أعمق للمخاطر التي قد يسببها هذا الكويكب في حال الاصطدام.

وفقًا للتقديرات السابقة فإن احتمالية تصادم بينو في وقت ما بين عامي 2175 و2199 تصل إلى نسبة 1 من 2700. إذا حدث التصادم مع الأرض، سيتسبب الكويكب الذي يبلغ عرضه 500 متر بإطلاق طاقة تبلغ 1,200 ميجا طن، وهي ما تعادل 24 مرة طاقة أقوى سلاح نووي من صنع الإنسان.

على الرغم من أن هذا الأمر ليس بالسهل، فإن حجمه أصغر بكثير مقارنة بالكويكب الذي يبلغ طوله 9.7 كيلومتر الذي تسبب بانقراض الديناصورات.

نجحت ناسا في فهم مدار بينو المستقبلي بصورة أفضل بعد عامين من مراقبته، وضبطت الاحتمالات التي تشير إلى أنه في يوم من الأيام قد يتصادم مع الأرض.

قال دافيد فارنوكيا، الباحث الرئيسي في الدراسة والعضو في مركز دراسات الكواكب القريبة من الأرض في بيان: «تزودنا بيانات المركبة أوسايرس-ريكس بمعلومات دقيقة جدًا تمكننا من اختبار حدود نماذجنا وحساب مسار بينو المستقبلي بدرجة عالية من اليقين حتى عام 2135؛ إذ لم نجرِ نمذجةً لمسار كويكب بهذه الدقة أبدًا من قبل».

للأسف، فإن الاحتمالات تحولت قليلاً لتصبح أكثر ميلًا لحدوث التصادم؛ إذ قد تصل إلى واحد من 1750 بحلول عام 2300. وتشير التوقعات إلى أن أكثر تاريخ مرجح للتصادم هو 24 سبتمبر في عام 2182؛ إذ إنه من المتوقع أن تكون المدارات أقرب ما يمكن في هذا التاريخ.

يوجد احتمال واحد من 2700 لحدوث التصادم وفقًا لناسا؛ أي نحو 0.037 %.

أوضحت ناسا: «على الرغم من أن فرص اصطدام كويكب بينو بالأرض ضئيلة جدًا، فإنه يظل واحدًا من أخطر الكويكبات المعروفة في النظام الشمسي لدينا، إلى جانب كويكب آخر يسمى 1950DA».

تتبع ناسا والمراصد الأخرى مدارات الأجسام المكتشفة في النظام الشمسي؛ إذ تركز ناسا على الأجسام الصغيرة خاصة القريبة من الأرض التي يبلغ طولها 140 مترًا أو أكبر حجمًا؛ التي قد تسبب دمارًا إذا تقاطعت مساراتها مع مسارات الأرض.

أضافت ناسا: «حتى الآن لا يوجد أي كويكب معروف يزيد حجمه عن 140 مترًا لديه فرصة كبيرة للتصادم مع الأرض خلال الـ 100 سنة القادمة».

نجح الفريق أخيرًا في التطلع إلى المستقبل باستخدام أساليب مختلفة؛ إذ أوضح الفريق في ورقته البحثية ما يأتي: «يمثل تقييم مخاطر الاصطدام على مدى فترات زمنية أطول تحديًا نظرًا لعدم تيقننا من المدار؛ إذ إنه للتغلب على هذه القيود حللنا تطور أدنى مسافة تقاطع للمدار MOID، التي تحدد اللقاءات الممكنة الأقرب بين الكويكب والأرض. يُبرز تطور MOID الكويكبات الصغيرة القريبة من الأرض لفترات زمنية أطول، وقد اقترحنا طريقة لتقدير احتمالية حدوث اصطدام مع الأرض في هذه الفترات».

باستخدام هذه الطريقة، نجح الفريق في استبعاد احتمالية اصطدام معظم الكويكبات الصغيرة القريبة من الأرض بكوكبنا خلال الألف سنة القادمة؛ إذ يمكنهم تقدير احتمالية قضاء بعضها علينا في المستقبل البعيد، بيد أن احتمالية الاصطدام قبل عام 3000 ضئيلة للغاية؛ إذ يكون الكويكب 7482 (1994 PC1) الجسم الأكثر احتمالية للتصادم بنا.

تبلغ احتمالية الاقتراب من الأرض، أقرب من مدار القمر بنحو 0.00151٪؜ فقط.

على الرغم من وجود تهديد مستمر من الكويكبات المجهولة التي قد تفاجئنا، فإنه في حالة اقتراب كويكب بينو من مساره المحتمل، فقد عملت الولايات المتحدة والصين على اقتراحات لتحويل مساره بعيدًا عن الأرض باستخدام تأثيرات الصواريخ، في حين نجحت ناسا في العام الماضي بتغيير مسار كويكب بإرسال مسبار اصطدم به.

اقرأ أيضًا:

خطة جريئة لتحويل كويكب إلى محطة فضائية دولية

كيف أدى اصطدام كويكب بالأرض إلى انقراض الديناصورات؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك ثانية؟

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر