يُعرف الجنس الشرجي بأنه إدخال القضيب أو الأصابع أو الألعاب الجنسية في منطقة الشرج للمتعة الجنسية، ويُعد آمنًا عمومًا عند اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومع ذلك، توجد مخاطر محتملة مختلفة قد لا تكون موجودة في الجنس المهبلي أو الفموي. فمثلًا، لا تحوي فتحة الشرج بطبيعتها على مزلق لتقليل الانزعاج والمخاوف المتعلقة بالاحتكاك مثل تقرحات الجلد. ستناقش هذه المقالة بعض المخاطر المحتملة لممارسة الجنس الشرجي إلى جانب تبديد بعض الخرافات المتعلقة بهذه الممارسة.

زيادة مخاطر الإنتانات الجرثومية

تفتقر فتحة الشرج إلى الخلايا التي تكوِّن المادة المزلقة الطبيعية الموجودة في المهبل، ولا يحتوي على لعاب مثل حالة الفم، وبطانة المستقيم أرق من بطانة المهبل. وبهذا، يزيد نقص التزليق والأنسجة الرقيقة من خطر حدوث تمزقات مرتبطة بالاحتكاك في فتحة الشرج والمستقيم، قد تكون بعض هذه التمزقات صغيرة جدًا، لكنها لا تزال تكشف الجلد.

ولأن البراز الذي يحتوي بطبيعته على البكتيريا يمر عبر المستقيم والشرج عند مغادرة الجسم، فمن المحتمل أن تغزو البكتيريا الجلد من خلال هذه التمزقات، ما يزيد خطر الإصابة بخراجات الشرج، وهي عدوى جلدية عميقة تتطلب عادة العلاج بالمضادات الحيوية.

كيفية تقليل هذه المخاطر

لمنع تمزق الجلد، يُنصح باتباع الإجراءات التالية:

  •  استخدام مزلق ذي أساس مائي لتقليل التخرشات المرتبطة بالاحتكاك.
  •  تغيير الواقي الذكري عند الانتقال من الجنس الشرجي إلى الجنس المهبلي لتجنب نقل أنواع بكتيرية مختلفة.
  •  الإيلاج ببطء إلى حين وصول الشخص إلى حدّ كافٍ من التزليق.
  •  الإبطاء من ممارسة الجنس الشرجي أو التوقف عنه إذا كان الشخص يعاني ألمًا أو عدم الراحة.
  •  قد يؤدي استخدام قاتلات النطاف أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بتهيج الشرج، فيجب تجنبها في أثناء ممارسة الجنس الشرجي.

زيادة خطر حدوث الأمراض المُنتقلة جنسيًا

أشرنا سابقًا إلى أن الجنس الشرجي قد يؤدي إلى عدوى بكتيرية، وبنفس الطرق، قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا STDs، فنظرًا إلى كون الجلد أكثر عرضة للتخرش في أثناء ممارسة الجنس الشرجي منه في أثناء ممارسة الجنس المهبلي، توجد فرصة أكبر لنشر الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.

ومن الأمثلة على ذلك الكلاميديا والسيلان والتهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية والهربس، وقد تكون هذه حالات طويلة الأجل، إذ لا يوجد علاج لكثير من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإن الجنس الشرجي هو السلوك الجنسي الأكثر خطورة لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بأشكال الجنس الأخرى كالجنس المهبلي أو الفموي، وفي الجنس الشرجي، الشريك المتلقي أكثر عرضة بنحو 13 مرة من شريك الإدخال للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

ما هي حقيقة مخاطر الجنس الشرجي - الأخطار التي قد ترافق إدخال القضيب أو الأصابع أو الألعاب الجنسية في منطقة الشرج للمتعة الجنسية

كيفية تقليل هذه المخاطر

لتقليل مخاطر انتقال العدوى المنقولة جنسيًا يجب استعمال الواقي الذكرى في أثناء ممارسة الجنس الشرجي. ويجب الانتباه أيضًا إلى نوع مواد التزليق المستخدمة، فالمزلقات التي أساسها الزيت مثل الفازلين قد تلحق الضرر بالواقي الذكري المصنوع من مادة اللاتكس، بينما تعد المزلقات ذات الأساس المائي أكثر أمانًا للاستخدام مع الواقي الذكري.

تشير مقالة نشرت عام 2016 في مجلة العدوى المنقولة جنسيًا إلى أن استخدام اللعاب للتزليق يشكل عامل خطر للإصابة بمرض السيلان لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، ولهذا قد يكون استخدام المزلقات التجارية خيارًا أكثر أمانًا.

الواقي الذكري ليس فعالًا بنسبة 100% للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًّا، فيوصي مركز السيطرة على الأمراض CDC المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية -كمن لديهم شركاء جنسيين متعددين أو على علاقة بشخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية- بالتفكير في تناول العلاج الوقائي قبل التعرض PrEP، وهو سلسلة من الأدوية قد تقلل من خطر إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

زيادة سوء البواسير

البواسير مناطق من الأوعية الدموية داخل المستقيم وخارجه قد تسبب الحكة أو نزيفًا طفيفًا أو الألم أحيانًا. ومع أن البواسير قد تكون مزعجة ومؤلمة، فإن علاجها سهل وبالوسع الوقاية منها. وقد يؤدي الجنس الشرجي إلى تهيج البواسير الموجودة لدى بعض الأشخاص، لكنه من غير المحتمل أن يتسبب في حدوث البواسير إذا لم يكن الشخص مصابًا بها بالفعل.

كيفية تقليل هذه المخاطر

ليس من الممكن دائمًا منع تهيج البواسير في أثناء ممارسة الجنس الشرجي، ولكن استخدام كمية مزلق كافية قد تساعد على تقليل التهيج.

الحمل

من الخرافات الشائعة أن المرأة لا يمكن أن تحمل من ممارسة الجنس الشرجي، وهذا ليس صحيحًا تمامًا، فمن الممكن أن يدخل السائل المنوي إلى المهبل بعد ممارسة الجنس الشرجي، ومع أن هذا الحدث قليل الاحتمال، فإنه قد يحدث فعلًا.

كيفية تقليل هذه المخاطر

من المهم استخدام الواقي الذكري عند ممارسة الجنس الشرجي لمنع الحمل، وإذا قرر الشريكان التغيير من الجنس الشرجي إلى الجنس المهبلي فيجب عليهما تغيير الواقي الذكري لتقليل التعرض للبكتيريا.

زيادة خطر الإصابة بالناسور

في حالات نادرة جدًا، قد يزداد حجم التمزق في بطانة الشرج أو المستقيم، وأحيانًا قد يكون هذا التمزق كبيرًا لدرجة أنه يمتد إلى أبعد من الأمعاء وأجزاء أخرى من الجسم. يسمي الأطباء هذا بالناسور، وقد يكون الناسور حالة طبية طارئة لأنه يسمح بانتقال البراز من الأمعاء إلى أماكن أخرى في الجسم.

ولأن البراز يحتوي بطبيعته على كميات كبيرة من البكتيريا فإن الإصابة بالناسور قد تنقل البكتيريا إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى والأضرار، فيقترح الأطباء عادة إجراء جراحة لإصلاح الناسور.

مرة أخرى، يعد هذا من المضاعفات النادرة ولكن المحتملة لممارسة الجنس الشرجي، ولهذا السبب من المهم استخدام المزلق المناسب والتوقف عن ممارسة الجنس الشرجي عند حدوث الألم.

هل يوجد مخاطر على المدى الطويل؟

يظن بعض الناس أن الخطر المحتمل لممارسة الجنس الشرجي هو أن المستقيم سوف يتمدد لفترة طويلة، وأن هذا الضرر يمكن أن يؤدي إلى سلس البراز. لكن الخبراء الطبيين لا يتفقون مع ذلك.

ففي دراسة أجريت عام 2016 في المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، سأل الباحثون عن السلوك الجنسي لبالغين عددهم 4170؛ هل مارسوا الجنس الشرجي؟ وهل عانوا سلس البراز؟

فوجدوا أن 37.3% من النساء ونحو 4.5% من الرجال مارسوا الجنس الشرجي، فكانت معدلات سلس البراز أعلى قليلًا بين الرجال والنساء الذين مارسوا الجنس الشرجي مقارنة بمن لم يمارسوه، وكان الرجال الذين مارسوا الجنس الشرجي ذوي معدل سلس برازي أعلى من النساء.

قادت الدراسة الباحثين إلى استنتاج وجود صلة محتملة بين سلس البراز والجنس الشرجي، ومع ذلك انتقد الكثير من الخبراء الدراسة لأنها لم تقيّم العوامل الأخرى المساهمة في سلس البراز، ولهذا يصعب على الأطباء والباحثين المصادقة الكاملة على الدراسة ونتائجها بوصفها دليلًا على أن سلس البراز خطر حقيقي محتمل طويل الأمد لممارسة الجنس الشرجي.

عمومًا، إذا اتخذ الأشخاص الاحتياطات التي تشمل استخدام مواد مزلقة كافية والامتناع عن الجماع إذا شعر الشخص الآخر بالألم، فلا ينبغي أن يتوقعوا الإصابة بسلس البراز بوصفه إحدى المضاعفات طويلة الأمد لممارسة الجنس الشرجي.

الخلاصة

قد يكون الجنس الشرجي خيارًا آمنًا وممتعًا لبعض الأشخاص، وإذا اتخذ الشخص احتياطات -كاستخدام المزلقات ذات الأساس المائي- فبوسعه تقليل مخاطر الجنس الشرجي. والتواصل مع الشريك بشأن أي مضايقات مرتبطة بالجنس الشرجي قد يقلل أيضًا من احتمالية الإصابات المرتبطة بالاحتكاك. ويجب على من يمارسوا الجنس مع أكثر من شخص أو من يرغبون في تجنب الحمل استخدام الواقي الذكري لتقليل مخاطر انتقال العدوى المنقولة جنسيًا والحمل.

اقرأ أيضًا:

ماذا يحدث عندما يفقد الرجل الرغبة الجنسية؟

لماذا تزداد نسبة النساء اللاتي يعتبرن أنفسهن مغايرات جنسيًا؟

ترجمة: محمد علي شيخ عثمان

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: عون حدّاد

المصدر