الأمم المتحدة منظمة دبلوماسية سياسية عالمية، مكرسة لإحلال السلام والمحافظة على استقرار الدول، تأسست سنة 1945 للحفاظ على السلام وتجنب جرائم الحرب وذلك بعد الأحداث الدامية التي شهدتها الحرب العالمية الثانية.

شارك في تأسيس الأمم المتحدة 51 عضوًا، أما اليوم فقد بلغ عدد الأعضاء في المنظمة التي يقع مقرها في نيويورك (الولايات المتحدة) 193 دولةً، وتتضمن أهم مبادرات الأمم المتحدة محاولة منع الصراعات والحث على مناقشة خيارات السلام وتوفير الغذاء والمساعدات الطبية إبان الظروف الاستثنائية، إضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية لدعم ملايين الناس حول العالم.

تُنتقد الأمم المتحدة أحيانًا بسبب سياساتها وبيروقراطيتها ومصاريفها، لكنها نجحت في مئات بعثات حفظ السلام عبر تاريخها.

ميثاق الأطلسي

أسست مجموعة دولية عصبة الأمم لحل النزاعات بين الدول بعد الحرب العالمية الأولى، وحين اشتعلت شرارة الحرب العالمية الثانية فشلت تلك المبادرة لكنها أبرزت الحاجة إلى منظمة جديدة قادرة على إحلال السلام العالمي.

في أغسطس 1941 اجتمع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل بسرية ليناقشا إمكانية تحقيق السلام عالميًا، فتوصلا إلى إعلان ميثاق الأطلسي الذي حدّد أهداف الحرب وعبّد الطريق نحو ظهور الأمم المتحدة. وفي ديسمبر من تلك السنة اشتركت أمريكا في الحرب واعتُمِد لقب الأمم المتحدة ليعرِّف الدول المتحالفة ضد ألمانيا وإيطاليا واليابان.

التقى ممثلو 26 دولةً متحالفة في واشنطن العاصمة في الأول من يناير 1942 ليوقِّعوا بيان إنشاء الأمم المتحدة، لكنه لم يتطرق إلا إلى أهداف الحلفاء في الحرب بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي.

ميثاق الأمم المتحدة

أقيمت اجتماعات عديدة في السنوات التالية هدفت إلى وضع ميثاق يصف بدقة دور الأمم المتحدة في فترة ما بعد الحرب، وحدّد القادة هيكل ميثاق الأمم المتحدة وأهم مبادئه في مؤتمر الأمم المتحدة للمنظمة الدولية United Nations Conference on International Organization (UNCIO) الذي أقيم في سان فرانسيسكو (أمريكا) بتاريخ 25 أبريل 1945.

بعد انتهاء الحرب، صدّق 51 عضوًا على ميثاق الأمم المتحدة الرسمي، وكان ذلك بتاريخ 24 أكتوبر 1945.

الأمم المتحدة: معلومات وحقائق - عدد الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة - منظمة عالمية مكرسة لإحلال السلام والمحافظة على استقرار الدول

أهداف الأمم المتحدة الرئيسية

وهي أربعة أهداف حددها ميثاق الأمم المتحدة:

  •  الحفاظ على السلم والأمن العالميين.
  •  تطوير علاقات ودية بين الدول.
  •  تحقيق تعاون دولي في حل المشاكل الدولية.
  •  تصبح المنظمة مركزًا لتنسيق الجهود الدولية لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.

هيئات الأمم المتحدة

تنقسم منظمة الأمم المتحدة إلى هيئات متعددة، منها:

  •  الجمعية العمومية: الهيئة الرئيسية لرسم السياسات في الأمم المتحدة إذ تصوت على القرارات التي تتخذها المنظمة، ولكل أعضاء الأمم المتحدة تمثيل فيها.
  •  مجلس الأمن: يتكون من 15 عضوًا مسؤولين عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، يراقب مجلس الأمن الصراعات ويحث على معالجتها سلميًا.
  •  المجلس الاقتصادي والاجتماعي: يضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ويصدر التوصيات بشأن ذلك، ويتكون من 54 عضوًا تنتخبهم الجمعية العمومية ليخدموا مدة ثلاث سنوات.
  •  مجلس الوصاية: تأسس ليُشرف على 11 منطقة وصاية وضِعت تحت إدارة سبع دول أعضاء، لكن بحلول سنة 1994 نالت جميع هذه المناطق استقلالها أو حكمها الذاتي فأوقِف عمل المجلس. تعقد اجتماعاته حاليًا بين الفينة والأخرى بدلًا عن الاجتماعات السنوية السابقة.
  •  محكمة العدل الدولية: مسؤولة عن البت في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول الأعضاء وذلك بطلب من الأخيرة، ومسؤولة أيضًا عن تقديم الإجابات القانونية وفق القانون الدولي.
  •  الأمانة العامة: تتكون من الأمين العام وآلاف العاملين في الأمم المتحدة، وينفذ أعضاؤها مهام المنظمة اليومية ويعملون في بعثات حفظ السلام الدولية.

أعضاء منظمة الأمم المتحدة

تكونت الأمم المتحدة من 51 دولةً عند تأسيسها، ثم زاد عدد الأعضاء نتيجة نشوء الحروب وتشكل حركات الاستقلال وإنهاء الاستعمار، حتى وصل العدد إلى 193 عضوًا في وقتنا الحالي، يمثلون دولًا من مختلف أنحاء العالم.

لكي تنضم دولة جديدة إلى الأمم المتحدة، على مجلس الأمن أن يوصي بعضويتها ثم تحصل على موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العمومية، أما شروط الانضمام للعضوية فتنص على أن المنظمة تقبل كل الدول المحبة للسلام على أن ترضى بالالتزامات التي يحددها ميثاق الأمم المتحدة وبشرط أن تستطيع الإيفاء بتلك الالتزامات، حسب رأي المنظمة.

نجاحات الأمم المتحدة

نفّذت الأمم المتحدة منذ إنشائها الكثير من الأنشطة الإنسانية والبيئية إضافة إلى مهمات حفظ السلام، منها:

  •  توفير الغذاء لتسعين مليون شخص يعيشون في 75 دولةً.
  •  مساعدة أكثر من 34 مليون لاجئ.
  •  توكيل 71 مهمة حفظ سلام دولية.
  •  العمل مع 140 دولةً لتقليل آثار التغير المناخي.
  • مساعدة نحو 50 دولةً سنويًا على إجراء الانتخابات.
  •  توفير التطعيمات لـ 58% من أطفال العالم.
  •  مساعدة نحو 30 مليون امرأة سنويًا في مجال أمور الأمومة الصحية.
  •  حماية حقوق الإنسان عبر 80 معاهدةً وبيانًا.

انتقادات موجهة إلى الأمم المتحدة

توسع دور الأمم المتحدة عبر السنين من منظمة تركز على السلام والأمن إلى منظمة تهتم بمجال واسع من المخاوف العالمية، فتوفر الأمم المتحدة اليوم الحلول لمشاكل ترتبط بالأنظمة الصحية والبيئة والعدالة الجنائية وقضايا اللاجئين، إضافةً إلى أمور أخرى كثيرة.

يدعم الكثيرون توسيع مسؤوليات الأمم المتحدة بهذا الشكل، لكن آخرين يعتقدون أن دور المنظمة قد تجاوز حدوده. وقد واجهت الأمم المتحدة انتقادات لترويجها العولمة، وعدم فعاليتها، ودعمها سياسات استفزازية وتوفيرها خيارات صحية جدلية إضافة إلى بيروقراطيتها وإعطائها النفوذ لدولٍ معينة دون أخرى ومصاريفها المالية الكبيرة.

إخفاقات الأمم المتحدة

واجهت بعض جهود منظمة الأمم المتحدة الفشل وانتهت أخرى بفضائح مدوية، وأشهر تلك الإخفاقات:

  •  مهمة رواندا سنة 1994: حين حاولت الأمم المتحدة وقف الإبادة الجماعية في رواندا وانتهى الأمر بذبح نحو مليون شخص من أقلية التوتسي على يد الهوتوس الذين يشكلون الأغلبية.
  •  الكوليرا في هاييتي: بعد زلزال سنة 2010 وجِّه اللوم إلى بعثة الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة والمكونة من عاملين نيباليين لنشرها وباء الكوليرا عبر هاييتي، إذ توفي نتيجة الوباء أكثر من 10 آلاف شخص.
  •  برنامج النفط مقابل الغذاء: صُممت هذه المبادرة لتسمح للعراق ببيع نفطه عبر الأمم المتحدة ومبادلته بالغذاء والدواء، لكن كثيرًا من تلك الأموال ذهب إلى جيوب الحكومة العراقية وموظفي الأمم المتحدة حسب الاتهامات.
  •  مزاعم الاستغلال الجنسي: في أوائل سنة 2005 اتهم أعضاء في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو بالاغتصاب أو دفع المال مقابل الجنس، وتوجد مزاعم مشابهة عن سوء السلوك الجنسي في كمبوديا وهاييتي وبلاد أخرى.
  •  الأزمة في جنوب السودان: لم تنجح بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام -التي أسست سنة 2011- في حماية المدنيين من الموت أو التعذيب أو الاغتصاب في جنوب السودان.

لكل منظمة دولية أخطاؤها وعيوبها، لكن معظم القادة والخبراء الدوليين يرون أن منظمة الأمم المتحدة ما يزال لها دور مهم في حفظ السلام والاستقرار والازدهار حول العالم.

اقرأ أيضًا:

تأكد الأمم المتحدة على ضرورة مكافحة التغير المناخي على اعتباره كارثة مثل جائحة كورونا

تقرير للأمم المتحدة عن المحيطات يؤكد أن الكارثة تتجلى حولنا

ترجمة: الحسين الطاهر

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر