اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن توصيات وتوجيهات جديدة حول تخفيف بعض القيود المفروضة على وصف بعض الأدوية الأفيونية كالبوبريدروفين، والتخفيف أيضًا من متطلبات التدريب المهني الطبي، ورفع بعض القيود على الأطباء والممارسين الطبيين حول وصف الأدوية الأفيونية، ويقول الخبراء: «إن هذه التوصيات الجديدة ستساعد كثيرًا على إنقاذ الأرواح، لكن علينا الحذر والانتباه، لأن الأمر ما زال يحتاج إلى المزيد من العمل والتخطيط للتوثق من الجدوى».

وقد تبين انخفاض في معدل المشاركة في برنامج التدريب، ما يعني أن هناك بعض الأماكن لم يتمكن المدمنون فيها من إيجاد شخص مناسب لوصف الدواء، وقالت ليندسي فولو نائبة رئيس قانون الصحة والسياسة في منظمة (التشارك لإنهاء الإدمان): «إن عدد المرضى الذين يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يصف لهم الدواء الأفيوني يتراوح بين من 30 إلى 279 مريض، وذلك حسب سجل وصفات مقدم الرعاية الصحية، ولا يمكن لمقدمي الرعاية الصحية أن يضيفوا أدوية أخرى إلا لعدد محدود من المرضى».

توفي ما يقارب 50 ألف شخص بسبب تناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية في 2019، وذلك حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وقد قالت أليكسيس غايز-هوران، نائبة رئيس العلاقات الحكومية في كلاين سليت ومقدمة العلاج الفردي لمدمني المواد الأفيونية: «اضطراب تعاطي المخدرات يصيب الجسم بأكمله وله تأثير كبير على الصحة العامة للمرضى، ولقد كان أحد أهم أهداف التوصيات الجديدة هو تشجيع مقدمي الرعاية الصحية الأولية على فحص مدمني المواد الأفيونية الذين قد يصادفونهم خلال ممارستهم وتشخيصهم وعلاجهم. سهّلت هذه التغييرات الأمر على مقدمي الرعاية الصحية في غرفة الطوارئ والعيادات الخارجية والعناية المشددة وذلك في مواجهة المشكلات التي يعاني منها مدمنو المواد الأفيونية، ومن ثم في إحالتهم إلى الرعاية التخصصية».

تشريعات وتوصيات جديدة ستجعل إدمان الأفيونات أكثر انتشارًا - تعاطي جرعات زائدة من المواد الأفيونية - تنظيم عملية انسحاب المواد الأفيونية

منذ عام 1999 توفي 841 ألف شخص تقريبًا بسبب تناول جرعة زائدة من المخدرات، وذلك حسب مركز السيطرة على الأمراض، وكانت أغلبية حالات الوفيات لها علاقة بالمواد الأفيونية.

البوبريدروفين ليس العلاج الوحيد لإدمان المواد الأفيونية، فينتشر على نطاق واسع النالتريكسون الذي لا يخضع للرقابة، والميثادون كذلك أيضًا لكنه يوصف بشروط معينة وصارمة.

ينشّط كل من الميثادون والبوبريدروفين مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ لتنظيم عملية انسحاب المواد الأفيونية والرغبة الشديدة، ومع أنهما أدوية أفيونية فهمت يسببان اندفاعًا أقل حدة وشدة من الهيروين والمواد الأفيونية الموصوفة. ومع ذلك يوجد تحفظ وحذر كبير عند استخدام الميثادون والبوبريدروفين بسبب اعتقاد خاطئ بأنها مواد إدمانية تعالج إدمان المواد الأفيونية بإدمان آخر، مع أن مجموعة الأدلة التي تثبت فاعلية هذه الأدوية في الحد من الموت بالجرعات الزائدة والاستخدام غير المشروع للمواد الأفيونية كثيرة.

ومن أجل مكافحة هذا المصدر المعترف به من الحكومة الفيدرالية ومن المصادر الوبائية الموثوقة، قال المدافعون عن هذه الفكرة وداعموها إن الحكومة بحاجة إلى المضي قدمًا في دعم الذين يواجهون إدمان الأفيونات، وزيادة فرصة حصولهم على الأدوية المنقذة للحياة.

ذكر الدكتور روبن-نيو هاوس عميد كلية التمريض بجامعة إنديانا إنه توجد عوامل أخرى يجب أخذها بالحسبان لتحقيق مجتمعات صحية متعاونة، بما في ذلك الرعاية الكاملة والمنظمة بين الخدمات (مكافحة العدوى والمحافظة على الصحة العقلية)، ودفع ثمن هذه الخدمات ومقاييس الجودة لمراقبة النتائج السريرية والاقتصادية.

وقد ذكر الخبراء إن الخطوات الإضافية لمكافحة مشكلة انتشار تعاطي المواد الأفيونية المخدرة تشمل رفع قيود عدد الأشخاص الذين يُسمح لمقدمي الرعاية الصحية بعلاجهم.

قالت الدكتورة هوران: «الغالبية العظمى من المهنيين الطبيين ومقدمي العلاج يعملون في بيئة علاجية مشروطة مخصصة، ومن المحتمل أن يكون لرفع قدرة هؤلاء المهنيين في علاج المزيد من المرضى تأثيرًا كبيرًا في توسيع نطاق الحصول على علاج في أمريكا».

وأضاف نيو هاوس: «لقد حققنا الكثير من أهدافنا عندما تمكن جميع الذين يعانون من اضطراب إدمان تعاطي المواد الأفيونية من الحصول على العلاج الذي يسعون ويحتاجون إليه».

اقرأ أيضًا:

كيف يؤثر تشريع القنب على معدلات الوفاة بالأفيون؟

إدمان المواد الأفيونية

ترجمة: محمد أمين عرار

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر