سحار عمال الفحم، أو مرض الرئة السوداء، ينشأ نتيجة استنشاق غبار الفحم الحجري فترةً طويلة؛ ما يؤدي إلى تندب أنسجة الرئة، التي تظهر على الأشعة السينية كظلال تسمى «عتامة»، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبةً في التنفس.

يصيب السحار نحو 16% من عمال مناجم الفحم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتفشى انتشاره داخل الولايات وفقًا لدراسة من عام 2018.

وفقًا لتقرير المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) يميل السحار لإصابة عمال المناجم اليافعين أكثر مما مضى. ووضحوا عدم وجود علاج، وأشاروا إلى أهمية الاكتشاف المبكر للمرض.

ما السحار؟

يصنف السحار نوعًا من التليف الرئوي ويقع ضمن مجموعة أمراض الرئة التي تصيب عمال مناجم الفحم، تسمى تلك المجموعة CMDLD وتشمل الحالات التالية:

  •  السحار السيليسي silicosis.
  •  تغبر الرئة mixed dust pneumoconiosis.
  •  مرض الانسداد الرئوي المزمن chronic obstructive pulmonary؛ والذي يتضمن انتفاخ الرئة emphysema، والتهاب الشعب الهوائية المزمن chronic bronchitis.

يوجد نوعان من السحار، السحار البسيط: وفي تلك المرحلة من مرض الرئة السوداء تكون درجة العتامة صغيرة نسبيًا.

والسحار المعقد: تتوسع فيه تندبات الرئة بمرور الوقت؛ ما يعرف باسم التليف الهائل التدريجي progressive massive fibrosis.

أحد أمراض الرئة التي تصيب عمال مناجم الفحم - ما هو سحار عمال الفحم؟ كيف يؤثر السحار في الجسم؟ وكيف يتم علاجه والسيطرة على أعراضه؟

كيف يؤثر السحار في الجسم؟

ينشأ السحار نتيجة استنشاق الفرد جزيئات غبار الفحم، وتمر عبر الممرات الهوائية الصغيرة للرئتين التي تعرف باسم القصيبات أو الشعيبات bronchioles.

يصل الغبار كذلك إلى الحويصلات الهوائية؛ وهي الأكياس الهوائية في الرئتين المسؤولة عن عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.

تستقر جزيئات الغبار في الرئتين؛ محفزةً استجابةً التهابية إذ يحاول الجسم التخلص منها؛ ما يؤدي إلى تندب أنسجة الرئة.

الأعراض

تعتمد الأعراض على شدة الإصابة وقد لا تتطور لسنوات. وفقًا لمنظمة جونز هوبكنز ميديكال، قد تكون أعراض السحار البسيط خفيفة أو منعدمة. تشير جمعية الرئة الأمريكية (ALA) إلى أن المصاب الذي ما يزال في مراحل المرض المبكرة قد يلاحظ الأعراض بعد ممارسة نشاط شاق فقط، بينما شخص في مرحلة متقدمة من المرض قد يعاني الأعراض حتى وهو مسترخٍ. وقد تشمل الأعراض ما يلي:

  •  السعال.
  •  ضيق التنفس.
  •  ضيق في الصدر.
  •  زيادة إنتاج البلغم.
  •  مخاط أسود اللون.

العلاج والسيطرة على الأعراض

تشير جمعية الرئة الأمريكية إلى عجز العلاج عن إزالة الضرر الذي لحق بالرئتين. في المقابل يستخدم العلاج لمحاولة التخفيف من شدة الأعراض؛ ليضمن حياة أفضل للمصاب ويحد من تفاقم الأعراض لاحقًا.

يتضمن العلاج ما يلي:

  •  تناول دواء لفتح الشعب الهوائية.
  •  اتباع برنامج إعادة التأهيل الرئوي.
  •  استخدام الأكسجين التكميلي.

قد يرشح للأفراد ذوي الحالات المتقدمة من المرض الخضوع لعملية زرع الرئة.

يوصي الطبيب كذلك بتغييرات في نمط الحياة، مثل:

  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  البقاء نشيطًا.
  •  إتباع نظام غذائي صحي.
  •  الحصول على لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي الموصى بها.

من المهم أن تكون أدويتك دائمًا بحوزتك ويكون لديك خطة في حال ظهور الأعراض فجأةً.

الوقاية

للوقاية من السحار يفضل التقليل من مدة التعرض للمناطق حيث غبار الفحم، واتباع تدابير الوقاية التالية:

  •  ارتداء قناع واقي للوجه.
  •  غسل مناطق الجلد التي تتلامس مع غبار الفحم كلما سمحت الفرصة.
  •  إزالة غبار الفحم من الملابس.
  •  غسل الوجه واليدين قبل تناول أو شرب أي شيء.
  •  تجنب التدخين.
  •  إجراء فحوصات طبية بانتظام.

وضعت إدارة السلامة والصحة في المناجم حدودًا لكمية غبار الفحم التي يمكن تعرض عمال المناجم لها.

تقنيات التحكم في انبعاثات الغبار تتضمن:

  •  بخاخات الماء.
  •  الستائر الهوائية.
  •  تقنيات تنقية الهواء؛ التي تسحب الغبار من الهواء.

تتوفر كذلك أجهزة شخصية لبعض العمال لمراقبة نسبة الغبار التي تعرض لها حامل الجهاز.

ينص القانون الفيدرالي للسلامة والصحة في المناجم لعام 1977 على أن برامج المراقبة تجري اختبارات تنفس وأشعة سينية دورية لعمال مناجم الفحم.
يصبح للفرد خيار الانتقال لمنطقة أخرى في المنجم إذا ظهرت عليه أعراض السحار، وفقًا للقانون.

التشخيص

فور اشتباه الأعراض بالإصابة سيبدأ الطبيب بسؤالك عن أول ظهور لتلك الأعراض، وإذا كنت مدخنًا أم لا.

بعد ذلك سيطلب أو يجري الاختبارات التالية:

  •  فحص سريري للجسم.
  •  معرفة تاريخك المهني.
  •  فحص وظائف الرئة.
  •  أشعة سينية أو تصوير مقطعي محوسب لصدرك.

المضاعفات

قد يسبب السحار مضاعفاتٍ صحية أخرى، وتتضمن:

  •  فشلًا تنفسيًا مترقيًا.
  •  مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
  •  السل tuberculosis، ويُعد الآن مرضًا نادرًا.
  •  ورمًا خبيثًا في الرئة؛ يُعد نوعًا نادرًا من أورام الرئة.
  •  فشلًا قلبيًا؛ بسبب الضغط في الرئتين.

أشارت دراسة من عام 2016 إلى أن الالتهاب الرئوي قد يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية.

متى تجب زيارة الطبيب؟

أي شخص سبق وأن تعرض إلى غبار الفحم ويعاني الآن ضيق التنفس والسعال يجب عليه زيارة مقدم الرعاية الصحية، خصوصًا إذا كان ذلك الشخص يعاني السعال المصحوب بمخاط لونه أسود. يُعد الاكتشاف المبكر للمرض أمرًا بالغ الأهمية في إبطاء تقدمه.

اقرأ أيضًا:

ما هو الفحم الحجري؟ كيف يتكون وما أنواع الفحم الحجري؟

أسباب مفاجئة لتلف الرئة.. تعرف عليها!

ترجمة: سامية الشرقاوي

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر