يُعد عظم السندان -الذي يشبه سندان الحداد- العظم الأوسط من العظيمات السمعية الموجودة في الأذن الوسطى، وينقل الاهتزازت الصوتية من المطرقة إلى الركابة التي تنقلها بعد ذلك إلى الأذن الداخلية، يتأثر السندان بحالات عدة تؤثر في العظيمات الأخرى.

التشريح

يقع السندان بين عظم المطرقة -العظم الخارجي من العظيمات السمعية- والعظم الركابي -العظم الأعمق من العظيمات- وتشكل معًا منطقة أكبر حجمًا من بذور البرتقال.

اشتق اسم عظم السندان (Incus) من اللاتينية لشبهه بسندان الحداد. يتألف السندان من أربعة أجزاء: الجسم والسويقة القصيرة والطويلة والناتئ العدسي، إذ يثبت في مكانه بواسطة عدة أربطة تربط عظيمات السمع معًا، ويتصل الجسم بالمطرقة، والناتئ العدسي بالركابة.

الاختلافات التشريحية

تُصاب العظيمات السمعية باضطرابات عدة وعيوب خلقية، مثل نقص التنسج والانزياح والرتق السمعي الخلقي، الذي يحدث بسبب فشل تطور القناة السمعية الخارجية في أثناء النمو الجنيني، وترتبط هذه الحالة بشذوذات أخرى في الجسم صعبة العلاج.

عظمة السندان (incus)

عظمة السندان (incus)

الوظيفة

يُعد السمع الدور الرئيسي لعظيمات الأذن الوسطى، إذ تؤدي دورها بنقل الاهتزازات الصوتية من الأذن الخارجية إلى القوقعة في الأذن الداخلية، وتعمل عظيمات السمع على حماية الأذن الداخلية من الأصوات العالية، وذلك بانقباض عضلات الأذن الوسطى، ما يقلل قدرة غشاء الطبل على الاهتزاز، ومن ثم الحد من حركة عظيمات السمع وتقليل قدرتها على نقل الاهتزازات، ما يمنع الضرر الذي تحدثه الأصوات العالية.

حالات مرتبطة

يصاب السندان باضطرابات عدة تؤثر في السمع بسبب دوره في نقل الصوت، هذه الاضطرابات نادرًا ما تكون معزولة بل تؤثر في كامل عظيمات الأذن.

تصلب الأذن

يُعد تصلب الأذن أحد الاضطرابات التي تصيب عظيمات السمع وتؤدي إلى فقدان الوظيفة السمعية، وتحدث بسبب النمو غير الطبيعي لإحدى العظيمات أو جميعها، فتلتصق ببعضها وتقل قدرتها على الحركة ونقل الاهتزازت.

من الأعراض فقدان السمع والطنين والدوار، ويُشخص باستخدام تخطيط السمع والمعاوقة السمعية -تخطيط طبلة الأذن- لتحديد حساسية السمع، ويستخدم الأطباء التصوير المقطعي المحوسب لرؤية العظيمات المصابة وتأكيد التشخيص.

الانخلاع

يحدث انخلاع عظيمات الأذن الوسطى بسبب تعرضها لصدمة مثل انفجار كبير أو ضربة على الرأس أو ضغط ماء أو هواء مرتفع أو رض بسبب شيء ملتصق بقناة السمع الخارجية، وأعراضه فقدان السمع والطنين والدوار وشلل العصب الوجهي.

يستخدم الأطباء التصوير المقطعي المحوسب لتشخيص الانخلاع، وتخطيط السمع والمعاوقة السمعية لتقدير مدى تأثر وظيفة السمع.

الورم الكوليسترولي

يُعد الورم الكوليسترولي ورمًا غير خبيث، وهو جلد غير طبيعي ينمو داخل الأذن الوسطى، ويؤذي عظيمات السمع، خاصةً إذا كان كبير الحجم. أعراضه فقدان السمع والإحساس بالضغط والألم في الأذن والدوار وخروج مفرزات من الأذن وشلل العصب الوجهي.

يستخدم الأطباء المنظار لفحص الأذن ورؤية الورم، والتصوير المقطعي المحوسب لتأكيد التشخيص.

إعادة التأهيل

يعالج إصابات عظيمات السمع طبيب الأنف والأذن والحنجرة، الذي يلجأ إلى الجراحة لتصحيح الرتق السمعي الخلقي، وهو من أكثر العلاجات التي تمثل تحديًا لاضطرابات العظيمات السمعية. تجرى الجراحة عند الأطفال بعمر 6 أو 7 سنوات، ويحاول الأطباء عبرها حفظ الوظيفة السمعية بالكامل.

المعينات السمعية ذات التوصيل العظمي من الإجراءات غير الجراحية لعلاج الرتق السمعي، وتنقل الاهتزازات الصوتية عبر عظام الرأس، وتُزرع هذه المعينات جراحيًا أو مغناطيسيًا. أظهرت الدراسات أن هذا النوع من المعينات السمعية يقدم نتائج جيدة فيما يخص الوظيفة السمعية، لكن يجب أن تُزرع هذه الأدوات أبكر ما يمكن للحصول على نتائج فعالة.

يُعالج تصلب الأذن علاجًا داعمًا -علاج الأعراض- أو شافيًا، فيمكن استخدام المعينات السمعية والفيتامينات والمكملات المعدنية علاجًا داعمًا. أما العلاج الشافي فيتضمن الترميم الجراحي، فتُجرى عملية بضع الركاب باستئصال عظم الركاب المتأذي واستبداله بآخر صناعي.

أما انخلاع العظيمات السمعية فيتطلب نوعًا معينًا من الجراحة يُسمى رأب العظيمات، إذ يُعاد بناء العظيمات السمعية لتحسين السمع. لكن إذا أثر الانخلاع في الأذن الوحيدة التي يسمع بها الشخص، لا يُسمح بإجراء الجراحة.

يعالج الورم الكوليسترولي بالاستئصال الجراحي، وتوصف المضادات الحيوية وقطرات الأذن قبل الجراحة للسيطرة على الإنتان وتخفيف التورم.

اقرأ أيضًا:

طبلة الأذن أو غشاء الطبل

الأنبوب السمعي: قناة استاكيوس

ترجمة: هادي قاجو

تدقيق: تسبيح علي

المصدر