قاعدة بيانات جديدة حول الأورام تضم 1.7 مليار من نتائج الدراسات العملية، ستحلّل هذه البيانات بواسطة برامج الكترونية مشابهة لتلك التي تتوقع المناخ لاكتشاف علاجات مستقبلية للأورام. هذا النظام، الذي يسمى “CanSAR” هو أكبر قاعدة بيانات للأمراض في كل العالم، وتحوي معلومات أكبر مما يجمعه تلسكوب الفضاء هابل في مليون سنة.
تمّ تشغيل قاعدة البيانات هذه الاثنين الماضي وطورت بواسطة باحثي الأورام في لندن وتموّل من مركز الأورام في المملكة المتحدة. تم تصميم هذا النظام ليتلائم مع تضخم المعلومات الكبير الناتج عن تطور التقنيات المخبرية والتقدم في تقنية تسلسل الدنا.
تم نشر مصادر المعلومات في هذا النظام وجعله مجانياً بواسطة معهد أبحاث الأورام ICR و مركز الأورام في المملكة المتحدة، مما سيساعد الباحثين في جميع أنحاء العالم كي يستفيدوا من كميات المعلومات الضخمة التي تضم معلومات من المرضى، تجارب سريرية وجينية، وأبحاث دوائية.
على الرغم أنّ النموذج المبدئي ل CanSAR كان أصغر بكثير، إلا أنّه حظي باهتمام 26 ألف مستخدم في أكثر من 70 دولة حول العالم، وفي بداية هذا العام استخدم لتمييز 46 بروتيناً ورمياً يمكن علاجها كان قد تم التغاضي عنها مسبقاً.
تحوي حوالي معلومات عن مليون مركب بيوكيميائي و بيانات عن آلاف أنواع الأورام ومراحله الخلوية، كما تتضمن معلومات عن الأدوية الهدفية للأورام مستخلصة من الجينوم البشري والكائنات الدقيقة. الأبحاث التي كانت تحتاج شهوراً للإعداد ستأخذ دقائق من الوقت بواسطة هذا النظام.
د.بيسان اللاذقاني، رئيسة فريق بحث في معهد أبحاث الأورام تقول “CanSAR تستخدم الذكاء الاصطناعي بنفس طريقة استخدامه في توقع الطقس، ليتوقع أي أدوية يمكن أن تؤثر في أي حالات. إن قاعدة البيانات قادرة على القيام بحسابات وتجارب افتراضية معقدة جداً بناءً على المعلومات المستقاة من المرضة و الجينات، الكيمياء والأبحاث الأخرى. تستطيع أن تثير الاهتمام على معالجات مستقبلية للأورام لايمكن للعين المجردة أن تتوقعها.
يقول البروفسور بول وركمان، نائب الرئيس التنفيذي في معهد أبحاث الأورام “هذا وقت مميز لأبحاث الأورام، حيث التطور في التقنيات العلمية وإمكانية توليد معلومات ضخمة بسرعة كبيرة، هدفنا نشر هذه المعلومات لأكبر قدر ممكن من الناس.
لغة قاعدة البيانات سهلة ومفهومة لأغلب الناس، حيث يستطيع كيميائي و طبيب قرائتها دون الحاجة للعودة إلى بعضهما للاستفسار عما قد يخفى في بيانات أخرى. شخصياً أعتقد أنّ حتى الطلاب المتفوقين، دون دراسة اختصاصية، يستطيعون قرائتها والاستفادة منها.”
يقول نيل باري، مدير المعلومات العلمية في معهد الأورام في المملكة المتحدة ” الأبحاث في مجال الأورام تحتاج تعاون عالمياً، و إن منظومة CanSAR تجعل تواصل العلماء أسهل وتحوي كميات هائلة من المعلومات. وهي بذلك تعطينا إمكانية تقدم قريبة في العلاج واكتشاف الأورام”
