تتمنى كثير من السيدات امتلاك شفاه ناعمة وممتلئة، ولعل كثيرات منهن قد فكرن يومًا بإجراء تكبير الشفاه، سواءً جراحيًا أم باستخدام الحقن. إذ يعد استخدام المواد المالئة «الفيلر» طريقة شائعة لتكبير الشفاه، وهو إجراء طفيف التوغل، وشفاؤه أسرع من الجراحة. ويتضمن حقن نوع أو عدة أنواع من المواد المالئة داخل الشفاه. من الطبيعي، أنه كلما تقدمنا في السن ازداد فقدنا للكولاجين والدهون، ما يؤدي بدوره إلى نحافة وترهل الوجه، فيكون دور الفيلر أن يحل محل الكولاجين والدهون المفقودة.

اختيار مظهر الشفاه الذي نريده

إن أول شيءٍ يجب أخذه في الحسبان قبل الحقن، هو اختيار الشكل الجديد الذي نريده لشفاهنا. فهل نريد تحديد حواف الشفاه، أم نريد ملأها لتبدو أكبر حجمًا؟ فمعرفة ما نريد يساعدنا على اختيار المادة المالئة الأفضل لنا.

اختيار نوع مادة الحقن

من المهم عند اختيار نوع الحقنة التي نريدها فهم الخيارات المتاحة. تاريخيًا، يعد الكولاجين -وهو نسيج ضام موجود في أجسام الحيوانات- المادة المالئة للشفاه الأكثر انتشارًا. وعلى أي حال أصبح استخدامه نادرًا في وقتنا الحاضر، بسبب عدم دوامه مدة طويلة، وتسببه بردود فعل تحسسية عند الكثيرين.

وحاليًا، يعد حمض الهيالورونيك المادة المالئة الأكثر استخدامًا لملء الشفاه وتحديد حوافها. إن حمض الهيالورونيك مادة هلامية القوام تُنتج من قبل جراثيم معينة، وتعطي هذه المادة الشفاه مظهرًا سميكًا بسبب التصاقها بجزيئات الماء داخل الجلد، ويمتص الجسم هذه المواد ببطء، ويمكن التحكم بثخانتها ورقتها للحصول على الشكل المرغوب.

ويوجد في الأسواق أربعة أنواع شائعة من حمض الهيالورونيك، ووفقًا للدكتورة أوشا راجاغوبال فإن النوعين الأكثر انتشارًا هما الريستيلان والجوفاديرم، وتستمر نحو ستة أشهر، وتعطي مظهرًا طبيعيا جدًا.

ويعد فولير (Vollure) المنتج الأحدث في الأسواق، وهو الأكثر ديمومة، ولا يسبب تضخمًا، ويضفي مظهرًا طبيعيًا مرفوعًا للشفة. والمنتج الرابع هو فولبيلا (Volbella)، وهو رقيق جدًا، ويساعد على تنعيم خطوط الشفة العمودية، دون إضافة مظهر امتلاء ويستمر تأثيره نحو 12 شهرًا.

وبالإمكان تكرار الحقن كل 6 أشهر، ووجد العلماء أن حقن حمض الهيالورونيك قادر على حث الجلد على إنتاج الكولاجين وإعطاء الشفاه مظهر الامتلاء الطبيعي.

مخاطر حقن الشفاه

إن ردود الفعل التحسسية تجاه حمض الهيالورونيك نادرة، وسببها عادةً جزيئات السكر الموجودة طبيعيًا على سطح الجلد. ولكن يبقى هناك احتمال تطور كتلة من الأنسجة الملتهبة (ورم حُبَيْبي) مكان الحقن.

ويمكن لهذا النوع من الحقن أن يتنج كتلًا إذا حقنت في الجزء غير الصحيح من الجلد، أو لم تُحقن بعمق كافٍ. ويمكن إزالة هذه الكتل المتشكلة وحلها بوساطة أنزيم الهيالورونيداز، الذي له القدرة على تحطيم حمض الهيالورونيك.

والتأثير الجانبي الأقل حدوثًا هو انسداد وعاء دموي، الذي بدوره يعيق مرور الدم باتجاه الشفة، ويسبب ضررًا كبيرًا لأنسجة الشفاه، ولكن من السهل على الطبيب اكتشافه على الفور وعلاجه.

كيف تنفذ الحقن

في البداية يجب ترتيب موعد مع طبيب مختص في الجراحة التجميلية.

ووفقًا للدكتورة راجاغوبال، فإن حمض الهيالورونيك منتج آمن، ويمكن إجراء الحقن عند أي طبيب خبير باستخدامه.

في موعد الحقن سيطبق الطبيب تخديرًا موضعيًا ضمن الشفاه، وفي حال اختيار المريض للكولاجين البقري مادة مالئة، عندها يجري الطبيب اختبار حساسية على الجلد تجاهه للتأكد من كونه آمنًا، وفي حال وجود حساسية تجاهه يقوم الطبيب باستبداله بنوع آخر.

يستخدم الطبيب الإبرة لحقن كمية صغيرة من المخدر الموضعي في الشفة من داخل الفم لإحداث خدر في قمة ونهاية الشفة، وربما يشعر المريض بالقليل من الوخز في أثناء ذلك، وعندما يكتمل التخدير يبدأ الطبيب بحقن الفيلر مباشرةً داخل الشفاه.

يقول بعض من خضعوا للإجراء نفسه أنهم شعروا ببرودة في الذقن والخدين في أثناء حقن المادة المالئة مع شعور لاذع خفيف.

بعد الحقن

علينا توقع حدوث بعض التورم في الشفاه بعد الحقن، ويمكن ملاحظة بعض البقع الحمراء مكان دخول الإبرة في الشفاه، وتكون الكدمات حول الشفاه من الآثار الجانبية الشائعة وقد تستمر أسبوعًا. ومن الطبيعي أن يكون الشعور بالشفاه مختلفًا بعد الإجراء، نظرًا إلى وجود المادة المالئة.

اقرأ أيضًا:

آخر صيحات الجراحات التجميلية، من أكثر ما سمعت به إثارةً للضحك!

انحراف الحاجز الأنفي «وتيرة الأنف»

ترجمة: زياد جمال

تدقيق: أسعد الأسعد

مراجعة: حسين جرود

المصدر