تعد أجهزة المشي أجهزة ذات شعبية كبيرة، وتشاهد غالبًا في النوادي الرياضية، وقد استثمر كثيرون أموالهم في شراء هذه الأجهزة لمنازلهم خلال العامين الأخيرين. ولكن هل تفيد في خسارة الوزن ؟

إن اشتريت سابقًا جهاز مشي، فقد تعرف أنه يساعد على إنجاز 10000 خطوة مهمة كل يوم، وأنه الجهاز المثالي الذي يسمح بالركض في الداخل، خصوصًا عندما يكون الطقس سيئًا. قد يحرق الركض الدهون، ولكن هنالك طرائق للاستفادة القصوى من جهاز المشي عندما يتعلق الأمر باللياقة وخسارة الوزن.

سنبحث في رد فعل الجسم على جهاز المشي، وهل التمرين بوساطته مناسب لخسارة الوزن أم لا؟ وفي معرفة استخدامه الأمثل لوزن الجسم ومستوى لياقته. ونناقش أيضًا إن كان المشي بطريقة مائلة عن الأفق مفيدًا في خسارة الوزن، وأية أطعمة يجب تناولها عند التمرين، وأية أطعمة يجب تجنبها.

جهاز المشي وخسارة الوزن

يعود أي شكل من التمرين -سواء الركض أم المشي على جهاز المشي، متوسط الشدة أم صعبًا- بكثير من الفوائد الصحية، وإضافةً إلى تحسينه الصحة العقلية وضغط الدم وتقليل احتمال الموت بنسبة 30%، قد يساعد على خسارة الوزن إذا ترافق مع عوامل صحيحة أخرى كحمية صحية.

ولكن لا تتساوي جميع التمارين. فالركض على جهاز المشي يُحاكي الركض على الأرض مع بعض الفروق الأساسية، فالركض خارجًا يعرض الأفراد إلى الأرضيات غير المستوية والتدرجات المختلفة ومقاومة الرياح، وتتطلب جميع هذه العوامل صرف المزيد من الطاقة. ولكن تبين دراسة نشرت في مجلة العلوم الرياضية أنه يمكن للعدائين أن يستوفوا تأثير هذه العوامل في تمرينهم برفع ميلان جهازهم إلى 1%.

وفقًا لمجلة المجلس الأمريكي للتمارين، فإن شخصًا وزنه 180 رطلًا قادر على حرق 17 سعرة حرارية كل دقيقة في أثناء الجري، بينما يحرق مثيله ذو 140 رطلًا 13.2 سعرة.

تقول مليسا ماجومدار، اختصاصية الحميات والبدانة ومراقبة الوزن، حاملة شهادة الماجستير، والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية واختصاصية الحمية، لموقع لايف ساينس: «قد يعود تحريك الجسم بالنفع على جسدك وعقلك. وعمومًا، قد تساعد التمارين المتدرجة بين متوسطة الشدة والصعبة على إنقاص الوزن، ولكن الاعتماد على التمرين وحده لا يحقق النتائج دومًا».

تعتمد خسارة الوزن وعدم اكتسابه مجددًا على عوامل عدة، وبحسب المعهد الوطني للسكري والأمراض الكلوية والهضمية، تعتمد على:

  •  التاريخ العائلي والجينات.
  •  العرق.
  •  العمر.
  •  الجنس.
  •  النشاط البدني المعتاد.
  •  قلة النوم.
  •  استهلاك السعرات الحرارية.

ولكن ما سبق لا يعني أن خسارة الوزن على جهاز المشي غير ممكنة، ففي دراسة نُشرت في مجلة وورك من قبل قسم الطب الداخلي ومايو كلينيك وروشستر، كلف الباحثون 20 طبيبًا زيادة معدلات نشاطهم الفيزيائي باستخدام جهاز المشي المزود من أجل خفض نسبة الدهون في أجسامهم. بيّن البحث وفقًا للمجلة أن الأفراد يصرفون 60 – 80 سعرة في أثناء الجلوس، ويصرفون 125 سعرة إضافية في حال المشي بسرعة ميل واحد في الساعة في أثناء العمل.

هل المشي على جهاز المشي مائلًا نافع في خسارة الوزن ؟

قد يساعد المشي على جهاز المشي المائل على خسارة الوزن وفقًا لموقع Healthline، فالميلان يزيد من معدل ضربات القلب، ويستهدف السلسلة الخلفية من العضلات مثل العضلات الفخذية الخلفية والعضلة الإلوية، ويزيد من السعرات المصروفة.

تبين بيانات من دراسة نشرت عام 2012 في مجلة جورنال أوف بايوميكانيك أن الميلان يزيد من الكلفة الاستقلابية. فالمشي مستويًا بميلان 0% يسبب استهلاكًا قدره 3.3 واط لكل كيلوغرام، بينما يرتفع هذا في حال الميلان 5% إلى 52 واط/كغ، ويرتفع أكثر في حال ميلان 10% إلى 113 واط/كغ.

ووفقًا لموقع Healthline، قد يصرف الفرد ذو 130 رطلًا 354 سعرة حرارية عند المشي بسرعة 3.5 ميل في الساعة، بينما قد يصرف 224 سعرة فقط عند المشي على سطح مستوٍ. أما الفرد الذي يزن 180 رطلًا فقد يصرف 490 سعرة عند المشي مائلًا و179 سعرة عند المشي على أرضية مسطحة.

ولكن عليك أن تعرف قبل رفع نسبة الميلان المضاعفات السلبية له، مثل زيادة الألم أسفل الظهر، وخاصة عند الذين يعانون من مشاكل في ظهرهم، وفقًا لموقع Healthline. يكمن الحل في التريث واستشارة الطبيب إن كنت تعاني مشاكل في أسفل الظهر قبل أن ترفع ميلان جهاز المشي.

ماذا يجب عليك أن تأكل قبل الجري على جهاز المشي؟

يعد الجري على معدة فارغة غير ملائم، فالتزود بالطاقة أساسي من أجل تمرين جيد. ويعتمد ما يجب أكله قبل الخطو على جهاز المشي على الميعاد الذي ستأكل فيه ومدة التمرين المخطط لها.

وعمومًا، يجب محاولة الأكل قبل ساعة أو ساعتين من التمرين، وفقًا لماجومدار، التي تقول: «على الوجبات أن تكون متوازنة وأن تضم خيارات من جميع أصناف الطعام».

وذلك يشمل:

  •  الكربوهيدرات، مثل الفواكه والحبوب الكاملة، من أجل الطاقة.
  •  البروتين، مثل البقول والمكسرات والتوفو وبعض اللحم قليل الدهون، من أجل التحكم بالجوع والتعافي من الألم العضلي بعد التمرين.
  •  الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو، من أجل الشبع وفيتامينات (A,D,E).
  •  الخضار، مثل الأوراق الخضراء والطماطم والقرنبيط الأخضر، من أجل التزود بالألياف المشبعة والفيتامينات والمعادن.

وتقترح ماجومدار تجنب الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من الدهون والمرتفع من الألياف:

«الأطعمة مثل منتجات الألبان والأجبان كاملة الدسم، والأطعمة المقلية، وبعض ألواح الطاقة، والخضار ذات نسبة الألياف الكبيرة، والبقول، قد تسبب مشاكل في المعدة خلال الجري، وتجبر الشخص على دخول المرحاض بدلًا من استكمال التمرين».

اقرأ أيضًا:

هل تشعر بألم في المغبن عند المشي؟ إليك ستة أسباب محتملة

المشي بشكلٍ أسرع قد يجعلك تعيش مدةً أطول

ترجمة: علي علوش

تدقيق: روان أحمد أبوزيد

مراجعة: حسين جرود

المصدر