وفقًا لنظام المراقبة المستمر لسلامة لقاحات mRNA لـكوفيد-19 فلا توجد أي آثار جانبية خطيرة للقاحي فايزر وموديرنا. يُجري البحث باحثون في مجال التأمين الفيدرالي الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية، وبدعم وتمويل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC».

في كل أسبوع منذ 14 ديسمبر 2020، تابع الفريق السجلات الطبية لملايين الأمريكيين الذين تلقوا لقاح mRNA لـكوفيد-19، وراقبوا صحتهم قبل اللقاح وبعده، وسيواصل الباحثون مراقبة الأمريكيين الذين تلقوا اللقاح لمدة عامين، ولكن في أثناء ذلك يجب أن تكون النتائج المؤقتة مطمئنة للعامة.

وبتحليل السجلات الطبية لـ 6.2 مليون شخص قد تلقوا جرعة واحدة من اللقاح و5.7 مليون شخص تلقوا جرعتين، لم يجد الباحثون أي دليل إحصائي لربط الحقن مع أي من النتائج الثلاث والعشرين الخطيرة.

والقائمة ليست شاملة، ولكن في النهاية اختِير كل أثر جانبي ممكن بالتعاون مع خبراء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC استنادًا إلى المخاوف الناشئة والصلات الافتراضية والنتائج الأولية للتجارب السريرية، وتضمنت النتائج التي بحث عنها العلماء الاضطرابات العصبية؛ مثل: النوبات والتهاب الدماغ ومتلازمة غيلان باريه ومشكلات القلب والأوعية الدموية؛ مثل: احتشاء العضلة القلبية والسكتة الدماغية والانسداد الرئوي وغيرها من الحالات الخطيرة؛ مثل: شلل بيل والتهاب الزائدة الدودية والحساسية المفرطة.

ومقارنةً مع الأشخاص الذين تلقوا اللقاح قبل أكثر من 3 أسابيع والأشخاص غير الملقحين، لم يبدِ الأشخاص الملقحون أي آثار صحية أكثر خطورة، في حين أن بعض الآثار الجانبية الخطيرة نادرًا ما حدثت.

يقول المؤلفون: «إنه لا توجد ارتباطات قوية بما يكفي لتجاوز عتبة محددة لتكون ذات دلالة إحصائية».

يقول توم شيمابوكورو نائب مدير مكتب سلامة التمنيع التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC: «إن نتائج هذه الدراسة تعد مثالًا رائعًا على مدى جدية هذا المركز في سلامة اللقاحات، ومدى شموليتنا وشفافيتنا في جهودنا لضبط السلامة. إن أولويتنا القصوى هي العلم والتواصل بسرعة ووضوح مع مقدمي الرعاية الصحية والعامة، إذ ما تزال لقاحات كوفيد-19 تخضع لضبط السلامة، والذي يُعد من الأكثر صرامة في تاريخ الولايات المتحدة، وما يزال الحصول على اللقاح هو أفضل طريقة للحماية من فيروس فتك بحياة الملايين».

وللوثوق في اللقاحات ناقشت دراسة السلامة الجارية المخاوف الناشئة عند العامة؛ فمثلًا دفعت المخاوف الحديثة بشأن لقاحات كوفيد-19 وجلطات الدم الباحثين إلى دراسة نتائج الانصمام الخثري في لقاحات mRNA، على عكس لقاح أسترازينيكا الذي يعتمد على فيروس البرد(الرشح) المعدل في إثارة استجابة مناعية لسارس-كوف-2، لم يجد الباحثون في النهاية أي دليل يربط لقاحات mRNA (مثل فايزر وموديرنا) بزيادة خطر تجلط الدم.

مؤخرًا شكل التهاب العضلة القلبية قلقًا من اللقاح، ولا سيما عند الشباب الذين تلقوا اللقاح، ومع ذلك وبعد دراسة جميع الأعمار التي أخذت اللقاح حتى الآن لا يوجد أي ارتباط كبير بين التهاب العضلة القلبية أو التهاب التامور ولقاحات mRNA.

حاليًا حُددت 34 حالة من التهاب القلب بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 39 عامًا، وهذا يحدث عادةً بعد نحو أسبوع من تلقي اللقاح، وقد تعافى المرضى جميعهم تقريبًا في الوقت الذي أُعيدت فيه الدراسة.

يعتقد المؤلفون أنه مقابل كل مليون جرعة من هذه اللقاحات المعطاة سيكون هناك 6.3 حالات إضافية من التهاب العضلة القلبية وفي الفئة العمرية نفسها، وهو ما لا يكفي لتخطي عتبة ’الإشارة’ التي أشار عدد من العلماء إلى أنه من المحتمل أن تكون أقل من خطر التهاب العضلة القلبية بسبب كوفيد-19، لذلك يجب على المرضى الأصغر سنًا أن يكونوا على دراية بالمخاطر والفوائد التي تشكلها اللقاحات في حال حدوث وباء عالمي، إضافةً إلى الأعراض التي يجب أن يحذروا منها إذا قرروا أخذ اللقاح.

يبدو أن الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة باللقاح نادرة، لذلك ما يزال الحصول على اللقاح الطريقة الأكثر أمانًا عند هذه الفئة العمرية لحماية أنفسهم، خاصةً عندما يكون مقدمو الخدمات الطبية موجودين ومستعدين للمساعدة في حال حدثت أية مشكلة.

ومن بين الملايين من المشاركين لم يستطع العلماء تأكيد سوى 55 حالة من ردود الفعل التحسسية الشديدة بعد اللقاح، ومعظم هذه الحالات حدثت في الدقائق الثلاثين الأولى من أخذ اللقاح، أي عندما يُراقب المرضى عن قرب.

تقول نيكولا كلاين مديرة مركز كايزر بريماننتي لدراسة اللقاحات: «يعتمد العالم على لقاحات آمنة وفعالة لوضع حد لوباء كوفيد-19. وبيانات أمان اللقاح مناسبة نموذجيًا لتنفيذ هذه الرقابة المهمة، وسنتابع مراقبة أمان كل اللقاحات التي تقي من الإصابة بـ كوفيد-19».

البيانات التي جُمعت إلى هذه اللحظة -حتى تاريخ 26 حزيران 2021- كافية، لكن الأبحاث لتحديد درجة الثقة بسلامة وفعالية لقاحات كوفيد-19 لم تنتهِ بعد.

في حين أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية يمكن أن تساعد في تحديد أي مخاطر صحية واضحة، لكن حجم عينتها المحدود ومعايير الشمول المقيدة ومتابعتها المحدودة تشكل قيودًا قد تخفي بعض النتائج المهمة، ولهذا السبب تبقى اللقاحات الجديدة جميعها في الولايات المتحدة تحت المراقبة فور توزيعها على نطاق واسع حتى يتم التصرف بسرعة في حال حدث أي خطأ.

لقاحات كوفيد-19 الجديدة ليست استثناءً، لكن حقيقة إن لقاحات mRNA هي مجال حديث نسبيًا تجعل عملية نشر معلومات الأمان بعبارات واضحة للعامة خصوصًا أمرًا ضروريًا.

حتى الآن تُظهر النتائج أن لقاحات فايزر وموديرنا هي خيار أكثر أمانًا من الإصابة بفيروس كورونا الجديد نفسه.

اقرأ أيضًا:

كيف تعمل لقاحات mRNA؟ وما الذي يميزها عن غيرها من اللقاحات؟

ما الآثار الجانبية المحتملة للقاحات كورونا؟

ترجمة: قيصر عازار

تدقيق: إيناس خير الدين

المصدر