بينما يفترض البعض أن هذه الفكرة سخيفة، يسعى الباحثون حاليًا للعمل على ابتكار طرق للسيطرة على الطقس، خاصةً ظواهر الطقس الكارثية مثل الأعاصير والعواصف، ويأملون تطبيق أفكارهم في السنين المقبلة.

تعتمد أي عاصفة على مجموعة من العوامل المعقدة والمترابطة، مثل تدفقات الحرارة وحركات الرياح.

تتلخص الاستراتيجية الأساسية لمكافحة العواصف في اتخاذ أصغر هذه العوامل، وتغيير العامل الأكثر قابلية للتغيير، على سبيل المثال، إلقاء مفك في أصغر علبة تروس في مصنع أملًا أن يؤدي تعطيل جزء واحد من النظام إلى إغلاق خط التجميع كله.

مع ذلك فإن تعطيل ولو جزء صغير واحد من نظام العواصف، خاصةً نظام هائل مثل الإعصار، الذي يستطيع إنتاج طاقة لا تقل عن إجمالي ناتج الطاقة العالمي، سوف يكون صعبًا للغاية.

وهنا ثلاث أفكار حيال هذا:

1. تشير الأبحاث إلى أن الإعصار يحتاج إلى برودة وتيار هابط ماطر وتيار صاعد ساخن ليتشكّل. لوقف الإعصار من التشكل، يجب تسخين التيار الهابط حتى لا يصبح باردًا.

كيف يمكننا فعل هذا؟ ببساطة: باستخدام حزمة موجات ميكرويّة من أسطول من الأقمار الصناعية. ستجمع الأقمار الصناعية الطاقة الشمسية، وتحولها إلى أشعة، وترسلها إلى الأرض. ستركز الأشعة على التيارات الهابطة الباردة وتسخنها.

قد موّلت وكالة الفضاء الأوروبية دراسات أولية لبناء هذا النوع من الأقمار، مع أنها تأمل في استخدام الأقمار محطاتٍ للطاقة الشمسية عالية الارتفاع لا معدِّلاتٍ للطقس.

2. تحصل الأعاصير على معظم طاقتها من مياه البحر المتبخرة، وهذا هو السبب في انتهائها بسرعة على اليابسة. لمنع هذا التبخر، رش طبقة رقيقة من الزيت فوق الماء. وينبغي لهذا أن يتوقف، أو على الأقل يضعف إعصار الكاريبي قبل أن يدمر ميامي.

3. تحويل مسار الإعصار عن طريق تسخين الجو أمامه، يُفترض أن يكون ذلك بواسطة الأقمار الصناعية ذات الموجات الميكروية سالفة الذكر، أو مع مرآة عملاقة تدور حول الأرض وتعكس طاقة الشمس.

هذا كله لا يزال في مرحلة افتراضية. لن نحتاج فقط إلى تطوير القدرة على رصد العواصف على نطاق أضيق بكثير مما هو ممكن حاليًا، بل سيكون علينا أيضًا إنشاء مصادر الطاقة المتدخلة وتنسيقها. مع ذلك فإن التحكم المحلي في الطقس يبدو خياليًا، فقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة الطبيعة أن الطائرات النفاثة على ارتفاعات عالية تخلق تقلبات أقل في درجات الحرارة ليلًا ونهارًا حتى من دون إفساد أي شيء.

اقرأ أيضًا:

كيف تتشكل الأعاصير؟

إليك ما سيحدث لو ألقينا القنابل النووية على الأعاصير

ترجمة: عمرو أحمد حمدان

تدقيق: باسل حميدي

المصدر