شهدت مراحل تطور لقاح كوفيد-19 دخول لقاح جديد، وهو لقاح كوفيد-19 الجديد CoVac-1، وقد اجتاز هذا اللقاح متعدد الببتيدات -المصمَم لتقديم مناعة طويلة الأمد- تجربته الأولى على البشر، وأثبت اللقاح أنه آمن فعال قادر على تحفيز استجابة مناعية تستمر ثلاثة أشهر على الأقل، متفوقًا على المناعة الطبيعية أو اللقاحات البديلة.

فقد حث لقاح كوفيد-19 الجديد وحيد الحقنة المبني على بروتينات SARS-COV-2 الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا التائية لدى 100% من المشاركين بعد 28 يومًا من التطعيم.

وعلى نحو مبشر، لم تتأثر استجابة الخلية التائية بأي من المتحورات الحالية المثيرة للقلق (ألفا أو بيتا أو دلتا أو جاما). ونُشرت نتائج المرحلة الأولى من التجربة السريرية في 23 نوفمبر 2021 في مجلة نيتشر.

إن مناعة الخلايا التائية هي الهدف الأساسي لتطوير لقاح كوفيد-19 الجديد، إذ إن الخلايا التائية هي المفتاح للمناعة طويلة الأمد.

وعندما يصاب الجسم بعامل ممرض، مثل SARS-COV-2، يستجيب الجهاز المناعي بإرسال خلايا الدم البيضاء لمهاجمته، وتصل أولًا خلايا تسمى البلاعم لتبتلع العامل الممرض وتهضمه تاركة المستضدات وراءها (وهي جزيئات تمثل علامة على الممرض الغازي، وتتعرف عليها الأجسام المضادة).

تنتُج الأجسام المضادة بوساطة خط الدفاع الثاني للجسم، أي الخلايا البائية التي تتيح تكتل العوامل الممرضة معًا، إذ يمكن تدميرها بواسطة البلاعم.

وأخيرًا، تهاجم الخلايا التائية الخلايا المصابة وتحفز الخلايا البائية على إنتاج أجسام مضادة. وبعد الإصابة بالعدوى، تبقى بضع خلايا تائية على استعداد للعمل إذا واجه الجسم الممرض نفسه مرة أخرى، ولهذا تلقَب الخلايا التائية باسم «خلايا الذاكرة»، وهي التي تمكِّننا من التخلص من الأخماج المتكررة بهذه السرعة.

بناءً على ذلك، فإن تحفيز استجابة الخلايا التائية القوية أمر بالغ الأهمية لنجاح لقاح كوفيد-19 الجديد، وهو ذو أهمية خاصة للذين يعانون من نقص الخلايا البائية، مثل مرضى السرطان، الذين يعتمدون بشكل أكبر على مناعة الخلايا التائية عند مكافحة العدوى.

إدخال لقاح كوفيد-19 الجديد CoVac-1

ذكر مؤلفو الدراسة أنه قد يكون لقاح كوفيد-19 الجديد CoVac-1 بمثابة لقاح (مكمل) لتحفيز مناعة الخلايا التائية، خاصة لدى كبار السن والأفراد منقوصي المناعة، الذين يعانون ضعف القدرة على تشكيل استجابة مناعية كافية بعد التطعيم بلقاحات SARS-CoV-2 المعتمدة حاليًا.

طبق الفريق لقاح كوفيد-19 الجديد على 36 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 80 عامًا دون وجود استجابة مسبقة للخلايا التائية لفيروس SARS-CoV-2.

بعد تقييم أولي في اليوم الأول، تابع الفريق استجابة الخلايا التائية للمشاركين، فقاسوها بعد سبعة أيام و 14 و 28 و 56 يومًا، مع تقييم نهائي بعد مضيّ فترة الثلاثة أشهر، ولم يجدوا أية آثار جانبية خطيرة مع توفر حمولة كاملة من الخلايا التائية بعد ما يقارب الشهر، واستمرت هذه النتيجة مدة ثلاثة أشهر على الأقل (وهي مدة التجربة).

يحتوي لقاح كوفيد-19 الجديد نفسه على نسخ من أجسام مضادة مختلفة مشتقة من بروتينات SARS-CoV-2، متضمنةً البروتين الشوكي، إضافةً إلى المحفظة والغشاء والبروتينات النووية، وهذا ما يميزه عن اللقاحات الأخرى الموجودة حاليًا.

يحتوي كل من فايزر ومودرنا على نسخ من الحمض النووي الريبي الرسول الفيروسي، في حين يحتوي جونسون على نسخة معدلة من الفيروس.

ويتبقى أن نرى إلى أي مدى سيصمد لقاح كوفيد-19 الجديد CoVac-1 أمام تطور لقاحات COVID-19.

في الوقت الحالي، يخضع اللقاح لتجارب المرحلة الثانية لاختبار فعاليته لدى الأشخاص الذين يعانون من عوز الخلايا البائية والأجسام المضادة، ولكن إن حالفنا الحظ فقد يلوح في الأفق لقاح جديد ضد كوفيد-19 يوفر مناعة طويلة الأمد.

اقرأ أيضًا:

من يمكنه أخذ لقاح كوفيد-19 بأمان؟

ما احتمالية أن يكون لقاح كوفيد-19 علاجًا جينيًا؟

ترجمة: هبة علي

تدقيق: تسنيم الطيبي

مراجعة: حسين جرود

المصدر