ذكر أحد الكوميديين مازحًا السلالم المتحركة، إذ تحدث عن ميزات هذه الآلات بأنها لا تتعطل، فمن المعروف أن توقف السلم المتحرك لا يعني توقفه عن العمل كاملًا، إذ يستمر كثير من الناس باستعماله على أنه سلم عادي. لكن عند تعطله نفقد فرصة تنظيف أحذيتنا من الغبار بتلك الفُرش الصغيرة الموجودة على طرف السلم. جميعنا فعلنا ذلك، تسمى هذه الأجزاء بفُرش السلالم المتحركة، يضعها المهندسون لسبب آخر ذي أهمية، وهو حماية الناس من أي إصابات عند استخدام السلم.

توجد هذه الفُرش على كل سلم متحرك، ويوجد شريط أصفر يحيط بكل درجة منه، والهدف من هذا الشريط الأصفر هو تحذير الناس خلال استعمالهم السلم من الاقتراب من الحافة، إذ توجد مساحة صغيرة بين طرف السلم المتحرك وبين المكان الذي يوجد فيه محرك السلم والتروس وأجزائه الكهربائية. عند وقوع أي شيء داخل تلك المساحة، يتوقف السلم المتحرك عن العمل. الجدير بالذكر أن الكثير يتعرضون لشتى الإصابات الشديدة عند اقترابهم من تلك المساحة.

مثلًا، عدلت ولاية كاليفورنيا حديثًا قوانين الترخيص للسلالم المتحركة وزادت عددًا من القوانين التي تؤمّن حماية للناس، بعد تعرض فتاة تبلغ من العمر 4 سنوات لإصابة أدت إلى خسارتها ثلاثة أصابع في رجلها.

تؤكد شركة شيندلر المسؤولة عن تصنيع السلالم المتحركة بأن هذه الفُرش تساهم في تقليل نسبة حدوث الإصابات. وأضاف ممثلو الشركة: «إن أفضل طريقة لتفادي الإصابات هي الابتعاد عن الطرف كليًا في المقام الأول، ويساهم الشريط الأصفر الموجود في ذلك. لكن يحتاج هذا الفعل إلى إشغال تفكيرنا الواعي، ولنكن واقعيين، يقع جل تفكيرنا عند صعود السلم على أمور أخرى تختلف كليًّا عن كيفية حماية أنفسنا من خطر السلالم. لذا، يأتي دور الفُرش الصغيرة هنا، التي تحفز عقلنا الباطني ليبدأ بالعمل».

تشرح شركة أوتيس للسلالم المتحركة: «عند اقتراب الناس من الحافة سيشعرون بالفُرش، ما يدفعهم للابتعاد مباشرةً عن تلك المنطقة، تكمن أهمية الفُرش في قدرتها على تنبيه الناس على مكان وجودهم بالنسبة للسلم، ما يسهم في تخفيض نسبة الإصابات الناجمة عن هذه الآلات. إضافةً إلى ذلك، تؤدي الفُرش دورًا أساسيًا في إبعاد أمتعة الناس وثيابهم والأغراض الأخرى وتجنب وقوعها في مكان المحرك والتروس».

إن هذه الفُرش أساسية، إذ تحميك من أي إصابات دون علمك، ولكن، لا تُنظف حذاءك باستعمالها، فهذا هو عكس السبب الذي وُضعت لأجله، وقد يؤدي ذلك إلى إصابتك حتى.

اقرأ أيضًا:

أكبر اثنا عشر مطار في العالم

ترجمة: محمد علي مسلماني

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: نغم رابي

المصدر