تعتبر المشيمة العضو المميز في الحمل لأنها المسؤولة عن تغذية الجنين. ترتبط عادةً بقمة أو جانب الرحم، ويتصل بها الجنين عبر الحبل السري.

بعد خروج الجنين تتبعه المشيمة، هذا هو الحال في معظم الولادات، ولكن بالطبع توجد بعض الاستثناءات.

يعرف سقوط المشيمة أيضًا بالمرحلة الثالثة من المخاض، ويعد سقوط المشيمة بالكامل مهمًا جدًا لصحة الأم بعد الولادة، لأن عدم سقوطها بشكل كامل يمكن أن يتسبب بنزيف وآثار جانبية أخرى غير مرغوبة.

لهذا السبب، سيفحص الطبيب المشيمة بعد الولادة ليتأكد من سلامتها، وتوجد إجراءات أخرى يتخذها الطبيب إذا بقيت قطعة من المشيمة في الرحم أو إذا لم تسقط المشيمة.

ما هي وظائف المشيمة؟

المشيمة هي عضو يشبه البان كيك أو القرص. يتصل من جهة بالرحم ومن الجهة الأخرى بالحبل السري.

وهي مسؤولة عن العديد من الوظائف المهمة في نمو الجنين، يتضمن ذلك إنتاج هرمونات مثل:

  •  الإستروجين.
  •  هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG).
  •  البروجستيرون.

وتملك المشيمة جانبين:

  •  جانب والدي ذو لون أحمر غامق عادةً.
  •  جانب جنيني لامع وشفاف اللون.

بعد ولادة الجنين، سيفحص الطبيب المشيمة للتأكد من ظهور كل جانب بالشكل المتوقع.

حماية المشيمة

يعد سقوط المشيمة يطلب بعض الناس الاحتفاظ بها من أجل غليها للأكل أو حتى تجفيفها وتغليفها في حبوب. في الواقع، يعتقد بعض الناس أن تناول هذه الحبوب يمكن أن يخفف من اكتئاب بعد الولادة أو حالات فقر الدم التي تحدث بعد الولادة.

في جميع الأحوال، لم تثبت الدراسات العلمية صحة هذه التأثيرات.

بالإضافة إلى ذلك يزرع بعض الناس المشيمة في الأرض بمثابة تعبير رمزي عن الاتصال بين الحياة والأرض.

ومن الجدير بالذكر أن بعض الولايات والمشافي تملك قوانين تخص الاحتفاظ بالمشيمة، لذلك على المرأة الحامل الاستفسار في المشفى للتأكد من إمكانية الاحتفاظ بالمشيمة.

سقوط المشيمة في الولادات الطبيعية/المهبلية والقيصرية

 سقوط المشيمة بعد الولادة الطبيعية:

في الولادة المهبلية وبعد ولادة الجنين، يستمر الرحم بالتقلص دافعًا المشيمة إلى الخارج، لكن هذه التقلصات لا تكون بنفس قوة تقلصات المخاض.

لذلك يمكن أن يطلب بعض الأطباء منك أن تدفعي، أو ربما يلجؤون إلى الضغط على المعدة بمثابة وسيلة لدفع المشيمة خارجًا.

في الأحوال الطبيعية، يكون سقوط المشيمة سريعًا، ويحدث خلال 5 دقائق من ولادة الجنين، ولكن يمكن أحيانًا أن يستغرق الأمر وقتًا أطول لدى البعض.

غالبًا، بعد ولادة جنينك، ستركزين كثيرًا على رؤيته للمرة الأولى وقد لا تلاحظين سقوط المشيمة. ولكن بعض النساء يلاحظن حدوث تدفق إضافي من الدم بعد الولادة، وهذا عادةً يتبع بسقوط المشيمة.

تتصل المشيمة بالحبل السري الذي يتصل بدوره بالجنين. ولا يكون قطع الحبل السري مؤذيًا على الإطلاق، بسبب عدم وجود أي أعصاب فيه.

توصي الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد (ACOG) في دليلها لعام 2020 بأنه ما لم يحدث التفاف للحبل السري حول عنق الجنين، لا يجب لقطه وقطعه خلال أقل من 30-60 ثانية بعد الولادة.

يحسن هذا التأخير مستويات الحديد والخضاب لدى الجنين بالإضافة إلى الكثير من الفوائد الأخرى.

سقوط المشيمة بعد الولادة القيصرية:

إذا كانت الولادة قيصريةً (تعرف أيضًا بالعملية القيصرية C-section) عندها سيزيل الطبيب المشيمة من الرحم قبل إغلاق الجرح في الرحم والمعدة.

وبعد الولادة، يمسد الطبيب قمة الرحم (تعرف بالقاع) لتحريضها على التقلص والبدء بالانكماش.

إذا لم يتقلص الرحم وأصبح أكثر قساوةً، يمكن أن يعطي الطبيب بعض الأدوية مثل البيتوسين (pitocin) بهدف تحريض تقلص الرحم.

يمكن أن يسبب إرضاع الجنين مباشرةً بعد الولادة أو وضعه على جسد الأم (ما يعرف بملامسة الجلد للجلد) تقلص الرحم.

عمومًا، بصرف النظر عن طريقة سقوط المشيمة، من الضروري أن يتحقق الطبيب من سلامتها.

وإذا ظهر أن جزءًا من المشيمة مفقود، يطلب الطبيب تصوير الرحم بالأمواج فوق الصوتية للتحقق. في بعض الأحيان يمكن أن يشير النزف الشديد بعد الولادة إلى أن جزءًا من المشيمة لا يزال في الرحم.

المشيمة المحتبسة

يجب أن يحدث سقوط المشيمة بعد 30-60 ثانيةً من ولادة الجنين، وإذا لم تسقط المشيمة أو لم تخرج بالكامل، تدعى عندئذ بالمشيمة المحتبسة أو العالقة.

هنا أهم الأسباب التي يمكن أن تسبب سقوطًا غير كامل للمشيمة:

  •  انغلاق عنق رحم وأصبحت الفتحة صغيرة ما يصعّب سقوط المشيمة عبره.
  •  التصاق المشيمة بإحكام بجدار الرحم.
  •  انقسام جزء من المشيمة أو بقاؤه ملتصقًا خلال الولادة.

تعتبر المشيمة المحتبسة واحدةً من المشاكل المهمة، إذ يجب فتح الرحم من جديد بعد الولادة في هذه الحالة.

يساعد شد الرحم على توقف النزف في الأوعية الدموية الداخلية، ويمكن أن تعاني المرأة النزيف أو العدوى عند احتباس المشيمة.

المخاطر المحتملة بعد سقوط المشيمة

يمكن أن تؤدي الأجزاء المتبقية من المشيمة إلى حدوث نزف خطير أو عدوى بعد الولادة.

وعندها يجب أن يجري الطبيب إزالةً جراحيةً بأسرع ما يمكن.

في بعض الأحيان تكون المشيمة ملتصقةً بشدة في الرحم، ما يجعل إخراجها مستحيلًا دون إزالة الرحم (استئصال الرحم).

تكون المرأة في خطر متزايد لاحتباس المشيمة إذا كان تمتلك أي من التالي:

  •  قصة سابقة لاحتباس المشيمة.
  •  قصة سابقة لولادة قيصرية.
  •  قصة ورم ليفي في الرحم.

في العموم، إذا كنت قلقةً حول خطر احتباس المشيمة، تكلمي مع طبيبك قبل الولادة، عندها سيناقش خطة الولادة معك ويبلغك عند سقوط المشيمة.
الخلاصة

من المؤكد أن عملية الولادة تكون مليئةً بالمشاعر والحماس، وعادةً لا يكون سقوط المشيمة مؤلمًا، وفي معظم الحالات يحدث بسرعة بعد الولادة حتى أن الوالدة قد لا تلاحظ سقوطها بسبب تركيزها الشديد على الطفل (أو الأطفال)، ولكن من المهم جدًا خروج المشيمة بكاملها بعد الولادة.

إن كنت تريدين الاحتفاظ بالمشيمة، أبلغي المشفى والطبيب والممرضين عند الولادة للتأكد من إمكانية حفظها أو تخزينها بشكل مناسب.

اقرأ أيضًا:

نزول المشيمة (انزياح المشيمة): الأعراض والعلاج

انفصال المشيمة الباكر

ترجمة: سلام يونس الونوس

تدقيق: جنى الغضبان

مراجعة: آية فحماوي

المصدر