احتل خبر ظهور متحور جديد لفيروس كوفيد-19 في فرنسا مؤخرًا الأخبار العاجلة لمختلف وسائل الإعلام، ولكن هل هو فعلًا متحور جديد؟ وهل هنالك ما يثير للقلق؟

في ظل الانتشار المتسارع لمتحور أوميكرون، رصد الباحثون متحورًا جديدًا في جنوب شرق فرنسا، وقد أصيب 12 شخصًا بهذا المتحور، ولا تزال المعلومات المتوفرة عن هذا المتحور محدودة جدًا، ولكنه يمتلك 46 طفرة على مستوى البروتين الشوكي (البروتين السطحي لفيروس كوفيد-19)، إضافةً إلى تزايد حالات الاستشفاء في منطقة التفشي الأولية قرب مرسيليا، ولكن من المبكر جدًا الحكم على قوة وسرعة انتشار هذا المتحور الجديد، إذ من المحتمل أيضًا أن انخفاض نسب التطعيم وارتفاع عدد المسنين في هذه المنطقة مسؤول أيضًا عن هذه الزيادة.

وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية على هذا المتحور الجديد اسم IHU أو B 1.640.2 وفقًا لتصنيف بانغو، وهو متحور من سلالة B1.640 الذي يُسمى حاليًا B1.640.1، وصُنِف هذا المتحور الجديد متحورًا تحت المراقبة.

يذكر أن الظهور الأول لهذا المتحور يسبق ظهور متحور أوميكرون بثلاثة أسابيع، إذ رصد IHU للمرة الأولى في 4 نوفمبر 2021 في باريس عند مريض عاد منذ ثلاثة أيام من رحلة إلى الكاميرون رغم أنه مُطعَّم بالكامل (إضافةً إلى الجرعة الداعمة)، وعانى هذا المريض من أعراض تنفسية خفيفة فقط، ولكن لم يرصد العلماء وقتها إلا 20 تسلسلًا من المتحور، مقارنةً بمتحور أوميكرون الذي رُصد للمرة الأولى بعده بثلاثة أسابيع تقريبًا في 22 نوفمبر، وكُشِف منه وفي فترة أقل ما يزيد عن 120 ألف تسلسل، وهذا ما يرجح الكفة نحو متحور أوميكرون.

وقد نُشرت دراسة أولية عن هذا المتحور الجديد على موقع MedRxiv، إذ دُرِس نمطه الجيني وحُللت طفراته بالكامل، ولكن هذه الدراسة لم تقدم أية معلومات حول شدة الإصابة به وسرعة انتقال العدوى، وتحتاج إلى المراجعة أيضًا.

وقد وضح عبدي محمود مدير إدارة الحوادث في منظمة الصحة العالمية: «لقد أُتيحت لهذا المتحور فرص عديدة للانتشار، ولكنه لم يفعل ذلك حتى الآن، وتراقب المنظمة هذا المتحور بعناية، ولكن حتى هذه اللحظة، لا شيء يدعو للقلق». وقد أكد البروفيسور روبرت لاهيتا مدير معهد الأمراض المناعية الذاتية والروماتويدية في مركز سانت جوزيف الطبي كلام محمود، إذ قال: «لا يجب أن تثير هذه المتحورات الجديدة الذعر، ويجب أن ننتظر النتائج السريرية لتحديد صفات هذا المتحور، وهل إصابته شديدةً مثل دلتا أو معتدلة مثل أوميكرون، وما سرعة انتشار العدوى أو هل هو قادر على الانتشار حتى، وما هي آثاره على المُطعمين وغير المُطعمين. وحتى ذلك الحين، يجب على الناس البقاء في عادات صحية جيدة، والحصول على اللقاح في حال لم يحصلوا عليه بعد، والإقلاع عن العادات السيئة مثل التدخين والكحول، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية».

اقرأ أيضًا:

هل المتحور أوميكرون أشد عدوى من المتحور دلتا؟ إليك ما يعرفه وما لا يعرفه الباحثون

كيف يمكن العلماء تحديث لقاح كورونا لمواجهة المتحور أوميكرون؟

ترجمة: محمد أديب قناديل

تدقيق: محمد الشعراني

مراجعة: حسين جرود

المصادر: iflscience, healthline