العديد من الدنماركيين يتناولون مضادات الالتهابات غير السترويدية (NSAIDs) لعلاج بعض الآلام مثل الحمى والالتهابات.

ولكن العلاج غالبًا ما يكون مترافقًا مع آثار جانبية من ضمنها القرحة وارتفاع ضغط الدم، دراسة جديدة ضخمة تتم الآن في هذا المجال تبيّن أن أدوية التهاب المفاصل خطرة جدًا على مرضى القلب، وكذلك الأدوية التي اعتمدت قديمًا والتي لم يسلط عليها الضوء، يبدو أنها خطيرة على القلب أيضًا.

«لقد كان من المعروف ولسنوات عديدة أن النوع الأحدث من مضادات الاتهابات غير السترويدية والمعروفة بـ (COX-2 inhibitors) (أدوية تستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتيدي) تزيد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية؛ ولهذا سحب الكثير منها من الصيدليات.

في الوقت الحالي، أصبح ممكنًا رؤية أن الأنواع القديمة من (NSAIDs) خاصة الديكلوفيناك ترتبط كذلك بأمراض القلب، وتؤدي إلى نفس النتيجة»، هذا ما قاله مورتن شميدت (Morten Schmidt) الطبيب والحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة آرهوس الدنماركية والمسؤول عن مشروع البحث، وأضاف: «إنه لأمر مقلق، لأن هذه الأنواع القديمة ما زالت تُتناول في كثير من دول العالم الغربي، بدون وصفة طبية».

في كل عام، أكثر من 15% من الدول الغربية تجمع وصفات لأدوية مضادات الالتهابات غير السترويدية، ويتناسب هذا الرقم طرديًا مع السن.

60% من السكان الدنماركيين البالغين يجمعون على وصفة واحدة لهذه الأدوية كل 10 سنوات.

ومرضى القلب ليسوا استثناءً حيث أن دراسات أفادت أن 40% من مرضى القلب ممن عانوا من قصور في القلب أو نوبات قلبية سابقًا تُوصف لهم أدوية مضادات الالتهابات غير السترويدية.

هذه الدراسة، والتي تمت بالتعاون بين 14 جامعة أوروبية ومستشفى، ومن ضمنهم عدد من أخصائيي طب أمراض القلب الرائدين في أوروبا، نشرت اليوم في مجلات الطب المرموقة والصحف الأوروبية المختصة.

توجيهات جديدة:

في هذه الدراسة، جمع الباحثون التقارير والبحوث المتعلقة حول استعمال الأدوية المضادة للالتهابات غير السترويدية من قبل مرضى القلب تحديدًا.

هذا الاستبيان يعني أن الجمعية الأوروبية لأمراض القلب وضعت لأول مرة عددًا من التوصيات عن الاعتبارات الواجب مراعاتها من الأطباء قبل وصف المسكنات.

«عندما يعطي الأطباء وصفة دواء، يجب إجراء تقييم شامل لكل حالة منفردة إلى ما يمكن أن يؤول إليه وضع المريض من مضاعفات في القلب والنزيف، يجب أن يعطى هذا النوع من المضادات مع تحذير كافٍ؛ لما يمكن أن يرافقه من أمراض في القلب.

وبشكل عام، لا تعطى هذه الأدوية لمرضى القلب أو حتى للمعرضين لذلك»، هذا ما قاله بروفيسور أمراض القلب كرستيان تورب بيدرسن (Christian Torp-Pedersen)، من جامعة البورغ في الدنمارك.

ينبغي تخفيض الاستهلاك أكثر:

لعدة سنوات قام الباحثون الدنماركيون بالكثير من الإسهامات الهامة في هذا المجال، إحدى نتائجها تخفيض استخدام الديكلوفيناك في الدنمارك.

ووفقًا لمورتن شميدت لا يزال في الوسع تحسين الوضع: «العديد من البلدان الأوروبية تستهلك من هذه الأدوية أكثر من الدنمارك، ولكن يمكننا أن نفعل ما هو أفضل؛ وذلك باستخدام الباراسيتامول، والعلاج الطبيعي، والأدوية الأفيونية وأنواع أخرى من الـ (NSAIDs) والتي لها نسبة خطر أقل على القلب.

وبالطبع التوصيات التي قدمت واستعرضت بعد دراستنا هذه والمتعلقة بأمراض القلب؛ تعدّ خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل سلامة المريض».

حقائق عن مضادات الالتهاب السترويدية:

تستخدم هذه الأدوية لمعالجة مجموعة واسعة من الأمراض، وبشكل خاص الأمراض المرتبطة بالجهاز العضلي والعظمي، حيث أن الدواء يعالج التورم والألم والتقييد الحركي الذي يرافق الالتهاب.

هذه الأدوية ليست مضادات حيوية، ولهذا لا تساهم في القضاء على العدوى التي تسبببها البكتريا.

تباع مضادات الالتهاب السترويدية في الدنمارك إما بجرعات منخفضة ٢٠٠ملغ/قرص بدون وصفة طبية، أو بجرعات عالية شرط وجود الوصفه الطبية.


المصدر