الخصائص المضادة للأورام الموجودة في الحشيش


لقد أصبح شيئًا مؤكدًا في خلال السنين المنصرمة أنه توجد مركبات معيّنة في الحشيش (القنَّب الهندي) التي تمتلك خصائص مضادة للأورام، وبالتالي القضاء على بعض أنواع السرطانات – وذلك على الأقل في النماذج التي تمّ تطبيقها خارج الجسد الحي (In vitro).

وبالرغم من ذلك، فإننا لا نعلم سوى القليل عن أنظمة الإشارات الخلوية المتعلقة بهذه الآثار الواضحة. في دراسة حديثة، تعرف باحثون من جامعة شرق أنجليا على أنظمة إشارات لم تكن معروفة سابقًا تقوم بتنظيم خاصية تدمير الأورام، وتلك الخاصية يمتلكها الـ THC -رباعي هيدرو كانابينول (Tetrahydrocannabinol)، وهو أهم مكون نفسي المفعول بالنبات.

لقد تمّ توثيق استعمال الحشيش لأهداف طبية جيدًا عبر التاريخ. بعض أقدم الأدوية المعروفة من الألفية الثالثة قبل الميلاد من خلال الوثائق الصينية كانت تصف أهمية الحشيش في تخفيف الآلام. في السنين القليلة السابقة تزايد اهتمامنا بالخصائص الطبية للحشيش بسبب زيادة فهمنا للمركبات الداخلية التي تكون الجهاز القنبي الهرموني الداخلي (Endocannabinoid system).

هذا الجهاز هو مجموعة من الجزيئات والمستقبلات المسؤولة عن نطاق واسع من العمليات الفسيولوجية مثل الشهية والألم. كما يقوم هذا الجهاز بتنظيم الآثار النفسية للماريجوانا. ومن المعروف أن THC، أحد المركبات الموجودة بالحشيش، يمتلك تأثيرات عديدة عن طريق مستقبلات قنبية محددة موجودة عبر الجسم، ولكن لم يكن العلماء متأكدون من هوية المستقبل المحدد الذي يقوم بإظهار خاصية منع الأورام.

لاكتشاف المزيد، قام العلماء بتكوين أورام في الفئران باستخدام خلايا سرطانية بشرية، ثم قاموا بإعطاء الفئران جرعات مختلفة من الـ THC. لاحظ العلماء زيادة ظهور (زيادة تعبير) نوعين من المستقبلات في خلايا الورم، ألا وهما CB2 و GPR55. وقد وجد العلماء أن تلك المستقبلات مهمة جدًا لاستقبال الـ THC في خلايا الورم سواءًا أكانت تلك التجربة يتم إجراءها داخل أنسجة حيوية أو لا. يقترح العلماء أن الاستهداف المحدد لهذين المستقبلين بالتحديد مهم جدًا لتقليص الورم.

رغم النتائج المبشرة فقد حذر القائمون على التجربة من ضرورة اختيار الجرعة المناسبة حيث قد بينت التجارب المعملية أن الجرعات الخاطئة سيكون لها التأثير العكسي، وستساهم في نمو الورم. كما يجب أخذ الحذر من أنه حتى الآن لم يتم إجراء تجارب على بشر لذا لا يمكن الجزم حتى بأن مركبات مثل THC أو CBD أو مركبات صناعية منهما ستكون لها نفس التأثير المأمول. ولكن علينا ألا نتخلى عن الأمل بسهولة.


اعداد: عمرو خالد


مصدر1 | مصدر 2