فحص بسيط للعين قد يكشف مرض باركنسون باكرا قبل ظهور أعراضه!


اكتشف العلماء مؤخرًا أن التغيرات المشاهدة في الشبكية عن الفئران قد تساعد في الكشف عن مرض باركنسون باكرًا، قبل ظهور الأعراض الحركية مثل الارتعاش العضلي والصلابة.

في حال نجحت هذه التقنية لدى الإنسان؛ سيوفر ذلك طريقة رخيصة وغير عدوانية في التحري عن المرض والبدء في علاجه قبل أن يسوء مع الزمن. وتتطلب استراتيجية الكشف أجهزة وأدوات تستخدم حاليًا من قبل أطباء العيون، وهذا يوفر طريقة أسهل أيضًا للتحري عن مدى نجاعة العلاج.

وتقول الباحثة الرئيسية فرانشيسكا كورديرو (Francesca Cordeiro) من جامعة لندن: «من المحتمل أن يكون هذا حلًا ثوريًا في سياق تشخيص وعلاج واحد من أشد الأمراض المنهكة في العالم». وأضافت: «هذه الاختبارات تعني أننا قد نكون قادرين على التدخل في وقت أبكر بكثير، وبطريقة أكثر فعالية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المدمرة». ومرض باركنسون هو حالة عصبية متقدمة تصيب واحد بين كل 500 شخص.

 في الوقت الراهن لا يمكن إلا أن يشخص من قبل طبيب أعصاب، وليس هناك اختبار أو مسح دماغي يمكن أن يشخص المرض بشكل نهائي، فالأطباء بحاجة إلى استخدام مزيج من التدابير والاختبارات المختلفة.

والسبب هو أن مرض باركنسون يبدأ عادة بأعراض صغيرة يمكن التغاضي عنها، مثل الارتعاشات العضلية الطفيفة أو فقدان التحكم في العضلات، لذلك كثير من الناس لا يشخص لديهم المرض حتى مراحل متقدمة جدًا، حيث تكون قد دمرت أكثر من 70% من الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ. لذلك فالاختبارات التي يمكن أن تتم جنبًا إلى جنب مع فحص العين المنتظم يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة لأولئك المعرضين للخطر.

وتعمل التقنية الجديدة من خلال تسليط الضوء على الجزء الخلفي من العين، والنظر في عدد الخلايا التي تمر بمرحلة الموت الخلوي في الشبكية، والمعروفة باسم الخلايا الشبكية العقدية (RGCs)، وكذلك الكشف عن علامات التورّم في المنطقة.

ولتحقيق ذلك، قام الفريق بأخذ الفئران التي صممت ليتطور لديها مرض باركنسون، ولاحظوا زيادة في عملية الموت الخلوي المبرمج لخلايا الـ(RGC) في الشبكية، ولاحظوا تورمًا في عيونها وذلك قبل ظهور الأعراض الحركية بأيام عدة، وسجّل الفريق قدرته على ملاحظة تغيرات المرض في أعين الفئران في اليوم العشرين، في حين ظهرت الأعراض الحركية في اليوم الستين.

ولأخذ الأمور خطوة أبعد من ذلك، تحقق الباحثون أيضًا ما إذا كان علاج المرض في هذه المرحلة المبكرة سيكون له أي فوائد. فقاموا بإعطاء الفئران نوعًا جديدًا من العقاقير المضادة للسكري يسمى روزيجليتازون (Rosiglitazone)، وأظهر ذلك أن العلاج في وقت مبكر كان  فعالًا في الحد من كمية  تلف الخلايا العصبية، بالمقارنة مع الحيوانات التي لم تتلق العلاج في وقت مبكر.

كما ذكرنا من قبل، تحتاج هذه النتائج أن تكرر عند البشر قبل أن نتحمس ونشعر بالسعادة، ولكن يقول الفريق أن النتائج كانت ناجحة بما يكفي حتى ندفع التجارب نحو الإنسان.

ويقول آرثر روتش (Arthur Roach) مدير الجمعية الخيرية لمرض باركنسون في المملكة المتحدة لقناة BBC: «على الرغم من أن الأبحاث ما زالت في بدايتها ولم يتم بعد اختبارها على الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون؛ إلا أن اختبارًا بسيطًا غير عدواني مثل اختبار العين يمكن أن يكون خطوة هامة إلى الأمام في البحث عن العلاجات التي يمكنها معالجة الأسباب الكامنة وراء هذه حالة، بدلًا من إخفاء أعراضها».


المترجم: كمال سلامي
تدقيق: دانه أبو فرحة

المصدر