ميزات الويب التفاعلية وتأثيرها على ذاكرة المستخدم


وفقًا للباحثين فإنه يمكن لأدوات الويب الفعالة والميزات الأنيقة المنسقة أن تعزز من ذاكرة المستخدم ولكن يمكن أن تسبب لمحتويات أخرى موجودة على الموقع بأن تصبح أقل قابلية للتذكر.

يقول الأستاذ الجامعي في الاتصالات والمدير المشارك في مختبر تأثيرات وسائل الإعلام (شيام ساندر-S. Shyam Sundar): «يستطيع التفاعل أن يحسن من قدرتك المعرفية بالنسبة للمعلومات المطروحة بشكل تفاعلي، ولكن تحسين قدرتك المعرفية لا يُترجم بترميز كل شيء موجود على الموقع».

وأضاف: «في الحقيقة إن وجود محتوى غير تفاعلي قد يحرمك من الموارد المعرفية التي كنت ستحصل عليها بطريقة أخرى».

في دراسة أجريت على تأثير التفاعل على ذاكرة المستخدم في موقع ما، كان لدى أولئك الذين تصفحوا موقع تجارة إلكتروني استرجاعًا أفضل لمعلوماتهم عن المحتوى بسبب الأدوات التفاعلية، ولكنهم تذكروا أقل الأقسام الأخرى التي لا تحوي أدوات تفاعلية.

وتتضمن أدوات الويب التفاعلية عمليات التمرير والنقر والسحب والتدوير والتكبير.

حيث أخذ الباحثون 186 متطوعًا ليتصفحوا موقعًا لأحد المنتجات كما لو كانوا يستخدمون هذا الموقع من أجل شراء كاميرا كهدية عيد ميلاد.

تم تعيين المشاركين إلى واحد من بين ثلاثة مواقع احتوت أعدادًا مختلفة من الأدوات التفاعلية وذلك بما يتطابق مع مستويات تفاعل (مرتفعة-متوسطة-منخفضة).

عرض الموقع ذو المستوى المنخفض من التفاعل صورة أمامية وصورة خلفية فقط للكاميرا المُراد شراؤها، أما في المستوى المتوسط فكان بإمكان المستخدمين أن ينقروا على الصورة لعرض المزيد من صور الكاميرا، وفي المستوى المرتفع استطاع المستخدمون أن يديروا الصورة 360 درجة وأن يقوموا بتكبيرها لرؤية أوضح.

لقياس ذاكرة الإدراك طلب الباحثون من المشتركين أن يجروا اختبارًا مؤلفًا من 14 سؤال اختيار من متعدد، ومن أجل تقييم القدرة على التذكّر طلبوا منهم أن يكتبوا قائمة بكل مواصفات المنتج التي يتذكرون رؤيتها على الموقع.

من خلال البحث، وجد الباحثون أنه يجب على مصممي مواقع التجارة الإلكترونية أن ينظروا بعناية إلى تصاميمهم ليتأكدوا من أن المحتوى المهم لايتم تجاهله فقط بسبب بعده عن الأدوات التفاعلية، كما أنه على مطوري مواقع الأخبار والمواقع الإعلامية أن يهتموا جيدًا بكيفية وضع المحتوى قرب الأدوات التفاعلية.

قال ساندر: «تستطيع أن تعتبر هذا (تأثير العنونة)، فكما يؤثر الصحفيون على انتباه المستخدم من خلال تعيين حجوم العناوين وفقًا لما يريدون التركيز عليه»، فإنَّ تمييز بعض المحتويات بوضع الكثير من الأدوات التفاعلية يجعلك كأنك تقول للمستخدم (انتبه هنا!، انتبه هنا!)، ولكن في نفس الوقت هذا يعني أنك تقول لهم ألا يعيروا انتباههم إلى المحتوى الآخر.

اقترحت النتائج أيضًا أن المصممين يمكنهم أن يرتبوا الأدوات التفاعلية بطريقة تساعد المستخدم على التنقل في الصفحة.

وقال الأستاذ الجامعي المساعد (تشيان شو- (Qian Xu: «تستطيع الأدوات التفاعلية إذا تم استخدامها بطريقة منظمة أن تخلق تسلسل هرمي بصري يؤثر على الترتيب الذي يحدده المستخدم لأهمية محتوى الموقع».

ولاحظ الباحثون أن هذه الأدوات يمكنها أن تزيد كلًا من إدراك واستعادة المحتوى التفاعلي ولكن قد تقلل من إدراك واستعادة المحتوى غير التفاعلي.

حيث يستخدم الناس الإدراك ليكتشفوا الإجابة الصحيحة من بين عدة إجابات خاطئة، بينما في الاستعادة فهم يتذكرون تفاصيل محددة بدون دفع أو مساعدة.

ووفقًا للباحثين الذين عرضوا نتائجهم بما يخص «تأثير الحاسوب في سلوك الإنسان» فإنه عند نقطة ما؛ قد لا ترفع عملية إضافة المزيد من الأدوات التفاعلية من قدرة تذكّر المستخدم.

وقال ساندر: «تشير هذه النتيجة إلى أن المستوى المعتدل من الفاعلية قد يكون كافيًا ليوسع الإدراك الحسي للأفراد لمعالجة المحتوى مع الميزات التفاعلية»، وأضاف: «إن زيادة عدد الميزات التفاعلية لوحده ممكن أن يؤذي الذاكرة بالنسبة للمحتوى غير التفاعلي من دون أن يؤدي إلى معالجة أفضل للتفاعلي منه».

كما وجد الباحثون أن الناس المجرى عليهم البحث مالوا إلى قضاء وقت أكبر على الأقسام التفاعلية من الصفحة ولكن كان لهذا ثمنًا.

حيث قال شو: «عندما نظرنا إلى الوقت الكلي الذي تم قضاؤه على الصفحة، اكتشفنا أن الناس أمضوا وقتًا أكبر على الموقع عندما كان هناك قلّة من الأدوات التفاعلية، وهذا يعني أن الإكثار من الأدوات التفاعلية يمكنه أن يستهلك الكثير من الموارد العقلية وحتى يمكنه أن يحرم المستخدمين متعة استكشاف بقية الصفحة. يحتاج مصممو المواقع والتطبيقات إلى أن يكونوا حريصين بالفعل على تحديد قيمة الأدوات التفاعلية».


ترجمة: سارة عمّار
تدقيق: منار نعيم
المصدر