الجراثيم الخارقة


(العنقودية الذهبيَّة المقاومة للميثيسللين_MRSA) هي نوع خاص وخطير من الجراثيم تتسبب بأمراض تتفاوت شدَّتها بين البسيطة والخطيرة، تصيب بشكل خاص الجلد والرئتين وتتميَّز بقدرتها على تطوير مقاومة ضد المضادات الحيوية التي تُستخدم لعلاجها، ممَّا يجعلها بحق جراثيم خارقة superbug وتهديدًا كبيرًا للبشريَّة.

 

تنتقل هذه الجراثيم من إنسان لآخر بالإلتماس الجلدي، القُطيرات التنفسيَّة والعدوى الفموية البرازية، يمكن للحيونات أن تحمل هذه الجراثيم وتنقلها للبشر أيضًا. تُشير الإحصائيات إلى أنَّ 2% من البشر يحملون هذه الجراثيم، لكنّها لا تُسبِّب المرض عند كل من يحملونها.

ُشير إحصائيَّات (مركز الوقاية من الأمراض والتحكم بها CDC) إلى تسجيل 72 ألف إصابة خطيرة بهذه الجراثيم العام الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. تتميَّز الأخماج الجلديَّة التي تُسبِّبها هذه الجراثيم بأنَّها أعمق، أكبر، تحتاج لفترة استشفاء أفضل ولا تستجيب عادةً لطرق العلاج التقليديَّة.

 

 

تشيع الإصابة بهذه الجراثيم في المراكز الصحيَّة وعند أصحاب الأمراض المزمنة المُضعِفة للمناعة كالإيدز، السكري، السل والسرطان. تعدُّ المشافي المصدر الأساسي للعنقودية الذهبيَّة المقاومة للميثيسللين MRSA؛ حيث يُقدَّر أنَّ 50% من العدوى بهذه الجرثومة الخطيرة تحدث هناك لشيوع الإنتانات فيها من جهة، وتوفر البيئة الملائمة لتطوير المقاومة على المضادات الحيويَّة من جهة أخرى.

بعض الأخماج البسيطة يمكن شفاؤها بالضمادات، لكن أغلبيَّة الحالات تحتاج لمضادات حيويَّة خاصَّة مثل (الفانكوميسين) و(اللينزوليد)؛ فالمضادات الحيويَّة التقليديَّة وعلى رأسها البنسلينات غير فعَّالة إطلاقًا في علاجه.

حتى المضادات الحيويَّة التي كانت تُفيد في علاج هذه الجراثيم الخطيرة لم تعد فعّالة حاليًا، ممَّا دفع الباحثون لتطوير أدوية جديدة، حيث رخّصت الهيئة الأمريكيَّة للغذاء والدواء مؤخراً استخدام بعض الأدوية الجديدة لعلاج العنقوديَّة الذهبيَّة المقاومة للميثيسللين مثل (Oritavancin) و(Dalbavancin).

 

يجب أن تُؤخذ الجرعة كاملة بالطريقة التي يُحددها الطبيب؛ لأنَّ عدم إكمال الجرعة أو أخذها بطريقة غير صحيحة يُساعد الجراثيم على تطوير مُقاومة حتى على أحدث الأدوية وأقواها.

أمَّا أفضل طرق الوقاية، فتتمثَّل بالغسل المتكرِّر للأيدي بالماء والصابون، تجنُّب أماكن العدوى، العلاج المناسب للأخماج وعدم إهمالها، وضرورة أخذ المضادات الحيويَّة تحت إشراف طبي.

إعداد : د . محمد الأبرص

تدقيق: آلاء أبو شحّوت
المصدر