ظهور بحيرة بشكل غامض في صحراء تونس!


ظهرت في تونس بحيرة غامضة ولا أحد يستطيع أن يفسر من أين جاءت. لكن كلما علم الجيولوجيون عنها أكثر، كلما زاد اعتقادهم أنها يمكن أن تكون مشعة.

عمق البحيرة يتراوح بين 10 و18 مترا وتغطي مساحة حوالي هكتارا واحدا (نحو 10 آلاف متر مربع). اكتشفها بعض الرعاة المحليين في الشهر الماضي على مسافة حوالي 25 كيلو متر من مدينة قفصة في جنوب غرب تونس في شمال أفريقيا. ولعل ما يجعل ظهورها المفاجئ أكثر غرابة هو أن تونس تعاني حاليا من جفاف شديد. سبَّب ظهور البحيرة صدمة كبيرة للسكان المحليين ووصفها بعضهم بالمعجزة.

gafsa-beach

يقول مهدي بلال للصحفيين المحليين وهو أحد أول الذين رأوها: “بعد ساعات طويلة على الطريق بغير استراحة اعتقدت حقا أني أهلوس. أنا لا أعرف الكثير عن العلم واعتقدت أن هذا سحر. إنه شيء خارق للطبيعة.”

منذ ذلك الحين، قام المئات بالسباحة في البحيرة ودعوها بحيرة قفصة أو شاطئ قفصة. وبحسب موقع news.com.au اقترح الجيولوجيون أن نشاطا زلزاليا ربما يكون قد غير منسوب المياه الجوفية وكان سببا في خروج بعضها للسطح.

أول علامة على أن شيئا ما ليس على ما يرام في بحيرة قفصة ظهر بعد أيام قليلة من ظهورها. لقد تغير لون المياه من اللون الفيروزي الصافي إلى لون أخضر قاتم. يقول الصحفي الأخضر سويد بحسب موقع news.com.au أن المكان بالتأكيد مذهل. يوجد العديد من الصخور الكبيرة الملائمة جدا للغوص. لكنها مغطاة بالطحالب الخضراء وهو ما يعني أنا المياه راكدة وقد تكون سببا للإصابة بالأمراض.

ليس هذا فحسب، بل إن المنطقة غنية بالفوسفات وهو صورة تتكون طبيعيا من عنصر الفوسفور. بحسب كيم ويلشر (Kim Willsher) من الجارديان، تونس هي خامس مصدِّر للفوسفات على مستوى العالم. ويتم التنجيم عن الفوسفات في الصخور في المنطقة للحصول على مركبات الفوسفور لتستخدم في أي شيء بداية من الأسمدة والمنظفات والمبيدات وصولا إلى الأسلحة الكيمائية التي تستهدف الأعصاب وأعواد الثقاب. الأخبار السيئة للسكان المحليين الذين سبحوا في بحيرة قفصة هي أن الفوسفات عادة ما يترك خلفه بقايا مشعة.

بعد أسبوعين من ظهورها، قام مكتب الأمان العام بقفصة بتحذير السكان المحليين أن السباحة في بحيرتهم المتكونة حديثا كان خطرا ولكن القليلون فقط أصغوا للتحذير.

وبحسب موقع news.com.au يقول سويد: “لأن السباحة في البحيرة لم يتم حظرها رسميا، التونسيون مستمرون في السباحة فيها. وبينما يبقى أصل البحيرة لغزا، فإن أكثر ما يهمنا الآن هو جودة المياه. هذه المنطقة تفيض بتراكمات ضخمة من الفوسفات وقد يخلف بقايا مشعة. لذا، هناك خطر حقيقي أن تكون المياه ملوثة ومسرطنة ولكن لا يوجد تأمين من أي نوع.”


 

اعداد: مينا شكري

المصدر