تشير دراسة علمية إلى أن بعض المضادات الحيوية تبدو أكثر أماناً من بعضها الآخر، إلا أن الخطر الكلي منخفض، كما يقول الباحثون.

تناول أنماط محددة من المضادات الحيوية خلال فترة الحمل، ربما يزيد من خطر الإجهاض.

حيث ارتبطت كل من الماكروليدات، الكينولونات، التتراسكلينات، السلفوناميدات، والميترونيدازول، بزيادة خطر الإجهاض التلقائي، والذي يعني خسارة الحمل قبل بلوغ الأسبوع العشرين منه.

قال الباحثون: لم تثبت الدراسة السبب والتأثير، إلا أنها ربطت استعمال بعض الأدوية بالخطورة المرتفعة للإجهاض، وقد تصل بعض الأصناف من المضادات الحيوية إلى مضاعفته.

تقول (أنيك بيرارد-Anick Bérard) مؤلفة الدراسة، والبروفيسورة في كلية الصيدلة في جامعة مونتريال: «بعضها يبدو أكثر أماناً عندما نأتي إلى خطر الإجهاض التلقائي، وبعضها لا»
على أية حال، لايقترح الدليل توقف النساء الحوامل عن استعمال المضادات الحيوية لعلاج الإنتانات الجرثومية.

أضافت بيرارد: «لايزال حدوث الإجهاض نتيجة نادرة، السبب وراء أن بعض المضادات الحيوية أكثر خطورة من بعضها الآخر، ربما يرتبط بالآلية التي يعمل بها كل دواء في الجسم.»

تقول أيضاً: بالنسبة للتتراسكلينات، فلا يوصى باستعمالها خلال الحمل، حيث تسبب تبدل لوني دائم لأسنان الجنين، وربما تؤثر في النمو العظمي له.. كما تشير لوجود معطيات على الحيوانات تظهر تأثير الكينولونات على الـDNA.

لاحظت مؤلفة الدراسة أن النتروفورانتوئين خيار أكثر أماناً، حيث لم يرتبط بخطورة متزايدة للإجهاض، ويمكن اعتباره بديل جيد لعلاج إنتانات المجاري البولية.

تقول بيرارد أن إنتانات المجاري البولية، هي أكثر الإنتانات شيوعاً خلال فترة الحمل.

أضاف الدكتور(إيرول نورويز-Dr. Errol Norwitz) الغير مشارك بالدراسة: «يعتبر البنسلين أيضاً خيار جيد»..
كما فسر نورويز رئيس قسم النساء والتوليد في جامعة تافتس Tufts في بوسطن أنّ ارتباط المضادات الحيوية بالآثار الجانبية خلال الحمل ليس بالجديد، ولم يكن الدليل على ارتباطها بالإجهاض التلقائي بمتانته.

وأضاف: «أعتقد أن هناك إجماع على أنه من غير المحتمل وجود ارتباط، لكن الدراسة تقترح أنه ربما يكون هناك ارتباط قوي».

لاختبار تأثير المضادات الحيوية، قامت بيرارد وفريقها في جامعة مونتريال، بربط 8700 من حالات الإجهاض التلقائي، بأكثر من 87000 من الحالات الخاضعة لحساب العمر الحملي وسن المرأة الحامل.

استخدم الباحثون معطيات من نساء ذوات أعمار من 15 إلى 45، والخاضعات لخطة كوبيك للتأمين الدوائي.

للأسف 16% من النساء اللواتي أجهضن، كنّ قد تناولنَ المضادات الحيوية خلال الفترة الأولى من الحمل، بالمقارنة مع أقل من 13% من النساء اللواتي يراقبن حملهن.

دهش نورويز بأن العديد من النساء قد تناولن المضادات الحيوية قبل الأسبوع الـ 20 من الحمل.

وقال: «لم أعتقد أنه سيكون بذلك الارتفاع»

ارتبطت الأزيترومايسين والكلاريثرومايسين والتي تنتمي إلى الماكروليدات بـ 65%، و قد ضاعفت زيادة خطر الإجهاض.

أظهرت الدراسة بأن النورفلوكساسين، وهو من الكينولونات، قد زاد أربعة مرات خطر الإجهاض.

ماينقص هذه الدراسة من وجهة نظر نورويز، هو أنها لم تأخذ بالحسبان الخضوع لمشاكل جينية، والتي برأيه المسؤول الرئيسي لحدوث الإجهاض.

ليس هناك طريقة لمعرفة مَن خضع لتشخيص قبل الولادة، والذي قد يساعد على تفسير الإجهاض التلقائي.

لم يتمكن الباحثون من استبعاد أن شدة الإنتانات النسائية قد أثرت على النتائج.

إلا أنهم لا يعتقدون بأن مثل هذه الاختلافات تفسر نتائجهم بشكل كامل.

إذاً، ماذا تفعل المرأة إذا كانت حامل ومصابة بإنتان ما؟
يجيب نورويز: « أفضل حل برأيي، تناول جرعة قليلة فعّالة من المضاد الحيوي الملائم»
ستنشر الدراسة في أيار في العدد الأول من صحيفة المؤسسة الطبية الكندية.


ترجمة: رنيم جنيدي
تدقيق: أسمى شعبان
تحرير: رغدة عاصي

المصدر