ما هو هذا الشيء؟

إذا كنّا تعلمنا شيئًا واحدًا من وسائل التواصل الاجتماعيّة، فهو أنّها لا تترك لنا خيارًا في تسمية الأشياء الجديدة.

نقل عن (باتي مبواتفاس – Boaty McBoatface) من مجموعة محبي الشفق، أنّها أطلقت اسم “ستيف” على ظاهرة جديدة، ولكن أيّ اسم يمكننا أن نطلق على أضواء متوهجة غامضة في السماء؟

قبل أن تفترض أنّ ستيف هو أسم مستوحى من بروفيسور (هوكينج-Hawking) أو عالم الفيزياء النظري (ستيفين واينبرج- Steven Weinberg)، إنّ مجموعة الفيسبوك (ألبرتا أورورا تشاسرس- Alberta Aurora Chasers) حصلت على اسمها من فيلم رسوم متحركة يسمى (على الحافة – Over the Hedge) والذي كان أطلقه أحد شخصيات الفيلم على الحافة لجعلها تبدو أقلّ رعبًا.

ليس هناك أيّ شيء مرعب حول ستيف – فقد تم نشر عدد من الصور المذهلة لشرائط الضوء المتوهج في نصف الكرة الشمالي على مجموعة الفيسبوك العام الماضي، التي يعتبرها بعض الأعضاء تكونًا الشفق البروتوني.

فقط تحقق من تلك الصورة كم هو رائع ستيف..

 

 

قد تكون ظاهرة الشفق الطبيعية المعتادة، تلك الستائر المتوهجة في السماء فوق أقطاب كوكبنا، والناجمة عن تيارات من الجسيمات المشحونة التي يوجهها المجال المغناطيسي للأرض، حين يسحق في الغلاف الجوي الأرضي.

كما أنّ تصادم الإلكترونات مع الغازات المختلفة، يمكننا من أن نرى الأوان المختلفة من الضوء الناتجة عن هذه العملية، والتي تنتج ما يطلق بالعامية الأضواء الجنوبية والشمالية.

يمكن للبروتونات أن تصدم الغازات أيضًا، ولكن في حين أنّ الإلكترونات التي تصطدم بطلاقة تتسبب في انكسار الضوء إلى أسفل، فإنّ الأطوال الموجية المنبعثة من اصطدامات البروتون نفسها ليست مرئية.

بما انّ الفيزيائي (اريك دونوفان- (Eric Donovan من جامعة (كالجاري-Calgary) في كندا، يفهم هذا الاختلاف الدقيق، لم يكن مقتنعًا إن كانت الصور من الشفق البروتوني، أو من شيء اخر، لذا ممكن أن يكون ستيف شيئًا آخر.

وقال دونوفان: «عندما سافر القمر الصناعي مباشرة داخل ستيف، أظهرت البيانات المختصة بالمجال الكهربائي تغييرات واضحة جدًا».

وأضاف: «ان درجة الحرارة التي تبعد 300 كلم فوق سطح الارض قفزت ب 3000 درجة مئوية (5،400 درجة فهرنهايت) وكشفت البيانات عن انبوب غاز يبلغ طوله 25 كيلومترا (15،5 ميل) غربا عند حوالي 6 كم / ثانية (3،7 ميل في الثانية) مقارنةً بسرعة حوالي 10 م / ث (32.8 قدم في الثانية) على جانبي الشريط».

وقال دونوفان (لجورج دفورسكي جيزمودو-(Gizmodo’s George Dvorsky أنّه قد يكون لديهم بعض الأفكار حول ما قد يسبب ارتفاع كبير في درجة الحرارة داخل ستيف، وقال ايضًا أنّه وزملائه يتكتمون على التفاصيل السرية حتى نشرها.

منذ نشر الصور الأولى، نشر ما يعادل 50 تقريرًا وأكثر حول ستيف.

ويمكن لأبن عم ظاهرة الشفق ” ستيف” أن تكون ظاهرة جديدة للعلماء لندرتها، لكن يقول دونوفان: «يبدو أنّ ستيف شائع بالفعل، ولكننا لم نلاحظ ذلك من قبل، وذلك بفضل الراصدات الأرضية، والأقمار الصناعية، وانفجار اليوم من الوصول إلى البيانات وجيش من العلماء والمواطنين قرروا الانضمام إلى توثيق ذلك».

وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات الحديثة أصبح هناك جيش من الهواة الذين يشاركون العلماء برصد ظواهر جديدة حول العالم ولا يقتصر ذلك على كوكبنا فقط إنّما يتسع ليضم ظواهر الفضاء ايضًا.

“ستيف” – ذلك الاسم الغريب-يبدو أسمًا مقترحًا من مجموعة ألبرتا أورورا تشاسرس ليكون اختصارًا للانبعاثاتٍ الضوئية المصاحب لها ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

شاهد “ستيف” واحكم بنفسك على روعته:


  • ترجمة: عمرو حسن
  • تدقيق: خليل حسن
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر