لا ريب أن يوروبا (Europa)، قمر المشتري مكان غريب.

ومنذ أن اكتشفه غاليليو غاليلي في العام 1610، لم تُرَ تفاصيله عن قرب حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي (وتحديدا في منتصف سنة 1979) بعد أن زارت مركبة فوياجر2 كوكب المشتري.

يوروبا أصغر قليلًا من قمر الأرض ولا يختلف عنه كثيرًا، فكلاهما يتضمن في قلبه كثيرًا من المعادن والصخور، إلا أن يوروبا مغطى بمحيط مالح وقشرة لامعة من الجليد.

وتملأ الشقوق هذه القشرة فيخترق السائل الجليد فوقه.

وخمّن العلماء منذ عقود أن حجم محيطه يفوق جميع محيطات الأرض مجتمعة.

وتموّل وكالة ناسا مقياسًا للزلازل تطوره جامعة أريزونا، ومن المنتظر أن ترسله ليهبط على قشرة الجليد في يوروبا.

وسيستخدم مقياس الزلازل المد والجزر في يوروبا وغيرها من الحركات بهدف اكتشاف سمك القشرة، ومعرفة إذا كانت توجد بحيرات داخل الجليد (تحت السطح)، وتحديد مدى سهولة ارتفاع مياه المحيط وتكرار انتشارها على السطح.

وقال هونغيو يو من جامعة أريزونا لاستكشاف الأرض والفضاء «نريد أن نستمع إلى ما يريد يوروبا إخبارنا به، ولهذا يجب وضع الأذن الحساسة على سطحه.»

ويترأس يو فريقا من العلماء في جامعة أريزونا، من ضمنهم عالم الزلازل إدوارد غارنيرو، والجيوفيزيائية أليسا رودن والمهندس الكيميائي لينور داي.

وعلى الرغم من عدم وجود أي خطة حالية لإرسال مركبة فضائية إلى يوروبا، تلقى الفريق منحة من وكالة ناسا لتطوير مقياس زلازل مصغر واختباره، وهو ما سيساعد على اكتشاف يوروبا مستقبلًا.

وسمي المشروع «مقاييس الزلازل لاستكشاف سطح يوروبا.»

مقياس الزلازل الذي نستخدمه على سطح الأرض يعتمد على آلية النابض والكتلة، ويجب أن يبقى عموديًا ويوضع دون الكثير من الهزات.

لكن هذا ليس هو الحال عند إرسال مهمة فضائية مسافة 588 مليون كيلومتر.

وقال يو «يتجنب تصميمنا كل هذه المشاكل، فمقياس الزلازل الذي صممناه يستخدم نظام الميكروإلكتروميكانيك مع محلول كهربائي كمستشعر. لهذا التصميم حساسية عالية لمجموعة واسعة من الاهتزازات، ويعمل في أية زاوية على السطح.»

وأضاف «لا مشكلة إن اصطدم بالأرض بقوة عند الهبوط، لقد اختبرنا النموذج عبر ضربه بمطرقة ثقيلة، ونجح في الاختبار.»

وقالت رودن «في يوروبا، سنحاول استخدام مقياس الزلازل لتحديد مكان وجود الماء السائل داخل القشرة الجليدية ومعرفة مدى فاعليتها.»

وعلى الرغم من أن مقياس الزلازل هذا مطور ليلائم مهمته على يوروبا يعتقد العلماء أنه بتعديلات طفيفة يمكنهم استخدامه على سطح المريخ والزهرة وغيرها من الكواكب والأقمار.


  • ترجمة: محمد أمين أمكرود
  • تدقيق: أحمد شهم شريف
  • تحرير: جورج موسى
  • المصدر 1
  • المصدر 2