نعم، رعشات الجماع أثناء الولادة حقيقية، دراسة تشير

عندما وضعت إيلينا سكوكو ابنتها قبل ثلاث سنوات، شعرت بألم، وشعرت أيضاً بشيء آخر: موجات من المتعة المفرحة جداً تماثل هزة الجماع.

“شعرت بموجات من السعادة تمر خلالي” قالت سكوكو، مغنية ومؤلفة كتاب “مذكرات ولادة موسيقية”.

بالرغم من أن الولادة فى كثير من الأحيان يتم التحدث عنها من حيث الألم والعقاب، بعض النساء يختبرن ما يعرف بـ الولادة مع النشوة أو الولادة الإرجازية.

وجد مسح جديد متاح عبر الإنترنت في الخامس من مايو في مجلة علم الجنس، أن القابلات أوردن مشاهدة هزات جماع عند 0.3 في المئة من حالات الولادة تقريباً.

تشريحياً، الولادة الإرجازية ليست بمفاجأة، كما يقول باري كوميسارك، أستاذ علم النفس فى جامعة ريتغرز بولاية نيوجيرسي الأمريكية، الذى بدوره يدرس هزات الجماع.

في الحقيقة، التحفيزات الشديدة للقناة المهبلية أثناء الولاة ربما تعمل على منع الألم – سواءً تم الاحساس بها كتحفيزات جنسية أم غير ذلك.

الولادة الإرجازية: نعم، حقيقة

انتشرت قصص هزات الجماع لفترة طويلة من الزمن فى مجتمع الولادة الطبيعية.

هذه التقارير ربما وصلت إلى أكبر مستمعيها حتى الآن فى مايو 2009 بسبب الفيلم الوثائقي “ولادة إرجازية: أفضل سر محفوظ”، الذي أخرجته المُثقفة الصحية للولادة ديبرا باسكالي بونارو.

كثيراً ما يشكك الناس في مفهوم المتعة أثناء الولادة، بهذا أخبرت باسكالي بونارو مجلة لايف ساينس.

باسكالي تضيف أن البعض يرى فكرة المشاعر الجنسية أثناء الولادة غير مقبولة.

“الناس يرون كلمة ولادة وهزة جماع مع بعضهما على ورقة، فتثير أعصابهم فيما يتعلق بالنشاط الجنسي”، تقول باسكالي بونارو.

بالإضافة إلى ذلك، تقول: كثير من النساء فى أمريكا أنجبن فى وضع حيث لا يستطعن الحركة بحرية بسبب أجهزة مراقبة الجنين، حيث يحصلن على القليل من الدعم أثناء الولادة كما لا يمكنهن شرب الماء فى حالة العملية القيصرية (الطعام والشراب غير مسموح بهما قبل الجراحة).

وتضيف أيضاً، كل هذه القيود تجعل اختبار ولادة ممتعة أقل احتمالاً وتصوراً للنساء اللاتي أنجبن أطفالاً.

الدراسة الجديدة، التي قام بها عالم النفس تيرى بوستيل فى بلدية بلنفيل سور مير الواقعة في فرنسا، تعد من أول الدراسات التي تحاول وضع الكثير من الأرقام عن عدد النساء اللاتي اختبرن لحظات من النشوة أثناء الولادة.

بوستيل تواصل مع 956 قابلة فرنسية، يطلب منهن إكمال استبيان على الانترنت عن الولادة الإرجازية.

لقد حصل على 109 استجابة كاملة من القابلات اللاتي قمن مجتمعات بـ 206,000 ولادة في حياتهم المهنية.

بوستيل ركز على القابلات عوضاً عن الممرضات والأطباء، لأن القابلات يشهدن ولادات عديدة مباشرة ولأنهن مراقبات موثوق بهن.

بوستيل أيضاً سأل القابلات أن يقدمن المسح إلى الأمهات الحديثات إذا رأينهن مناسبات.

كتب بوستيل، النتائج تقر” حقيقة أن المتعة أثناء الولادة موجودة”، القابلات أبلغن عن 688 حالة حيث قلن أن النساء أخبرنهن بالشعور بأحاسيس نشوة أثناء الولادة.

وفي 868 حالة، القابلات ذكرن رؤيتهن لأمهات يُظهرن علامات متعة أثناء الولادة. وأخيراً، 9 أمهات أكملن الاستبيان يؤكدن اختبارهن لهزات جماع أثناء الولادة.

تقول باسكالي بونارو أن المسح فى الغالب يقلل من عدد النساء اللاتي شعرن بالمتعة أثناء الولادة عن طريق سؤال القابلات فى المقام الأول عوضاً عن الأمهات بخصوص تجربتهن.

في أحد مشاهد فيلمها تقول باسكالي بونارو أن أخصائي توليد واجه ليقول أنه لم يشهد أبداً أي شئ يدل ولو من على بُعد حدوث هزات الجماع في سنواته في توليد الأطفال.

تضيف باسكالي بوناروز، “خلفه بثلاثة صفوف قفزت امرأة قائلة أيها الطبيب، قمت بتوليدي قبل ثلاثة سنوات، وكانت ولادة إرجازية قوية، مع هزة جماع، ولكن ما الذي يجعلك تظن أنني قد أخبرك”.

تشريح الولادة الإرجازية:

المشككين في الولادة الإرجازية – “لقد سمعت أن الرجال يمكن أن يستمتعوا بتجربة مشابهة عن طريق لقاء حميمي مع 20 طناً من الضغط”.

يقول “مشكك” معلقاً على مقال نُشر عام 2009 في صحيفة نيويورك تايمز عن باسكالي بونارو.

لكن البحوث تشير إلى أن رعشة الجماع أثناء الولادة ترجع ببساطة إلى علم التشريح.

يقول كوميساروك لمجلة لايف ساينس “إنه تحفيز قناة الولادة، تحفيز عنق الرحم، المهبل والبظر وتقلصات الرحم”.

ويضيف: ” كثير من النساء يذكرن شعورهن بتقلصات ممتعة أثناء هزة الجماع”.

“تشريح جسم كل إمراة مختلف” يقول كوميساروك، لذا بعض النساء يشعرن بالمتعة أثناء الولادة والبعض الآخر يشعرن بالألم فقط.

“هنالك العديد من العوامل التي تجعل الفرق بين الاستجابة الممتعة والتجربة المقلقة والصعبة أمراً لا يمكن تعميمه”، يضيف كوميساروك.

“لا يوجد سبب لمحاولة تعميمه.

الناس تختلف لديها درجة الاحساس بالألم. الناس يختلفون بتصرفاتهم.

إذا كانت المراة تخاف من الجنس، بالتالي إذا بدأت تشعر بأنها تحصل على استجابة ممتعة ربما تحس أن هذا الشعور غير مقبول نفسياً، وهذا فى حد ذاته لديه تأثير مُنفر”.

بعبارة أخرى: لا حرج.

“إن رسالتنا أن هذا الأمر لا يجب أن يكون معيار تقييم”، تقول باسكالي بونارو. بالأحرى تضيف، أن هدفها رؤية النساء يحصلن على كامل الخيارات عند الولادة والدعم الذي يحتجنه ليختبرن لحظات ممتعة وسعيدة أثناء الولادة.

علم الألم والولادة:

سواءٌ كانت الولادة الإرجازية ضمن الأوراق المطروحة أم لا، فإن التشريح المتعلق بالولادة يجلب الكثير من الأخبار الجيدة للنساء فى طور الولادة.

كوميسارك وزملائه وجدوا أن التحفيز الجنسي ورعشات الجماع تقلل من الحساسية تجاه الألم. (الجنس يمكنه أن يعالج حتى الشقيقة، حسب دراسة في مارس 2013).

فى عام 1998، كوميساكرك، وزملائة الباحثين قاموا بنشر دراسة فى مجلة بحوث الجنس ووجدت الدراسة أنه عند تحفيز النساء لمهبلهن أو بظرهن يصبحن أقل تأثيراً وحساسية تجاه التحفيزات المؤلمة – ولكن تبقى لديهن نفس الحساسية تجاه التحفيزات اللمسية.

وفي عام 1990، تابع الباحثون دراسة وجدت أن النساء في الولادة لديهن حساسية منخفضة تجاه الألم أثناء الولادة مقارنةً بقبلها وبعدها. (قام النساء فى الدراسة باستخدام طريقة لاميز التنفسية لتقليل الألم عوضاً عن الأدوية).

وفي الفئران وجد كوميسارك أن التحفيز المهبلى يعيق إفراز ناقلة الألم المسماة (المادة بي) ( (substance P في النخاع الشوكي. بعبارة أخرى، يتم إعاقة الخلايا العصبية المسؤلة من نقل رسالة الألم للجهاز العصبي المركزي.

“إنه طبيعي حقاً، نظام بدائي للجهاز التناسلي يعوق مدخلات الألم” يعقب كوميسارك.

بالإضافة إلى ذلك، توجد منطقتان فى المخ تنشطان أثناء هزة الجماع، أيضاً القشرة الحزامية الأمامية والفص الجزيري ينشطان أثناء التجارب المؤلمة.

“يوجد شيء مثير للاهتمام يحدث بين الألم والمتعة” يقول كوميسارك.

كوميسارك يمتلك براءة اختراع لمادة تعيق الألم فى الفئران، تسمى (البيبتيد المعوي الفعال في الأوعية).

قلة من شركات الأدوية أبدت اهتمامها، يقول كوميسارك، ولكن لم تبدي أي شركة استعداها لدفع الأموال المطلوبة لاختبار هذه المادة لاستخدامها كمضاد للألم.

تقول باسكالي بونارو، بعيداً عن المختبر، في غرفة الولادة، تحفيز البظر وحلمة الثدي يزيل ألم بعض النساء أثناء الولادة. البعض أيضاً يستخدمن الجهاز الهزاز لتقليل الألم.

تضيف باسكالي بونارو “إنها ثقافة حيث تشعر بعض النساء بالخجل لحصولهن على متعة، لأن التوقعات تكون شعور بالألم. يجب أن نغير ذلك”.

بالنسبة لسكوكو، التي غنت لتعبر تقلصات الرحم، تقبُل فكرة الشهوة فى غرفة الولادة كان المفتاح.

“في اللحظة التي شعرت أن جسدى يتصرف بشهوة عفوية ولا يحاول أن يعيق هذا الشعور، وفقط تماشياً مع هذا الشعور من جسدي الشهواني، مضت ولادتي بسرعة إلى الأمام”، تضيف سكوكو التي أنجبت فى مركز ياياسان بومي سيهات للولادة الطبيعية، في بالي، إندونسيا، حيث تعيش جزئياً.

“شعرت بألم، ولكن لم أكن خائفةً منه، كنت أتعامل معه”، تقول سكوكو. “كان ممتعاً، لأنني استطعت أن أضحك خلاله”.


  • ترجمة : محمد عبد الرحيم محمد بابكر
  • تدقيق : محمد عبدالحميد ابوقصيصة
  • تحرير : ندى ياغي
  • المصدر