كانت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة للدفاع (داربا DARPA) دائمًا في طليعة التقدم التكنولوجي، وكان هدفها، هو: الاستثمار في تقنيات الأمن القومي، التي كان من المُرجح أن تُؤدي إلى تحقيق اختراقات أمنية، وكما أن ليس كل مشروع يرى النور اليوم، كانت هناك الكثير من المشاريع التي أعادت تعريف العالم الذي نعيشه، فعلى سبيل المثال، هناك احتمال بأنك قد استخدمت جهاز GPS في حياتك من قبل، – ومن دون تمويل DARPA- ، لم تكن لتُطلق أبدًا الأقمار الصناعية الخمسة الأولى، التي تشكل كوكبة السلائف لما نعرفه الآن بنظام تحديد المواقع العالمي .GPS

وهناك عددٌ لا يحصى من المشاريع الأخرى لداربا، وإدراج كلٍ من هذه المشاريع سيكون أمرًا مثمرًا، ومن ذلك دعونا نلقي نظرةً على بعض أكثر الطموحات منها:

 

1- سفن اللا قُبطان، المُضادة للغواصات الحربية، والمُتعقبة باستمرار ACTUV

إن الهدف من مشروع السفن دون قُبطان، المُضادة للغواصات الحربية، والمُتعقبة باستمرار- ACTUV- ( The ASW Continuous Trail Unmanned Vessel)، هو تطوير طائرةٍ دون طيارٍ(anti-submarine drone) ، مضادة لغواصات المياه، التي لا تتطلب أي عضوٍ من الطاقم على متنها، وستتولى أجهزة الاستشعار ذات التكنولوجيا العالية ،التأطير والسيطرة من الشاطئ.

2- محارب الويب (Warrior Web)

 

يتعين على الجندي العادي أن يعاني الكثير من الوزن في التجهيزات والمعدات، ولإزالة بعض هذا الوزن، تحاول مبادرة واريور ويب (Warrior Web Initiative) لداربا، التقليل من الإصابات، من خلال تطوير الهيكل الخارجي الناعم والخفيف الوزن، الذي يحمي الكاحليْن، والركبتين، والوركين، والظهر، وأكتاف مرتديها.

3- الطائرة الفضائية (The XS-1 Spaceplane) XS-1

في حين أن SpaceX كانت ناجحةً جدًا في تطوير التقنيات التي تسمح بإعادة استخدام مكوكات الفضاء، فإن داربا تقوم بتطوير تكنولوجيا التعزيز الخاصة بها، التي لديها بعض الأهداف النبيلة: كنقل 3000 رطلٍ من البضائع، وإطلاق كل عشرة أيام، دون تكلفةٍ تتجاوز الـ 5 ملايين دولارٍ لكل إطلاق، ومن المقرر أن تكون هناك من 12 إلى 15 رحلة اختبار لعام 2020م، مع سرعاتٍ مخطط لها تصل إلىMach 5 ، وحلَّقت عشر مرات أكثر من عشرة أيام متتالية.

4- تنين الحلم (Dragon Dream)

عملت شركة المنطاد في جميع أنحاء العالم إيروس كورب (Airship company Worldwide Aeros Corp) مع داربا؛ لإنشاء هيكلٍ يشبه المنطاد؛ لجلب مفهوم نقل البضائع ذات السعة الكبيرة إلى الواقع، وقد تم بناء (دراجون دريم)، وهو منطادُ اختبارٍ أوَّلي، نصف حجم المنطاد الهدف، وأخذ الرحلة الأولى عام 2013م، وسيكون المنطاد كامل الحجم، قادرًا نظريا على حمل ما يصل إلى 500 طن – أكثر من ثلاثة أضعاف وزن أفضل وسائل النقل القادمة من الطائرات في العالم(the Lockheed C-5M Super Galaxy)-.

5- مشروع فالكون (Project FALCON)

القيود التكنولوجية للرحلة الفوق صوتية لا تعد ولا تحصى، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على سرعاتٍ أسرع من الصوت على مدى فترات طويلة من الزمن، وقد وضعت داربا فالكون (DRAPA FALCON)، مركبةً ذات تكنولوجيا فوق صوتية (HTV-2)؛ للتغلب على هذه العقبة الكبيرة، ووفقًا لموقع داربا الإلكتروني، فإن الهدف النهائي هو: (القدرة التي يمكن أن تصل إلى أي مكانٍ في العالم، في أقل من ساعة)، وكانت هناك رحلتين تجريبيتين في عامي 2010م، و 2011م، ولكن كان يتعين إلغاء كلا الرحلتين قبل فترةٍ طويلةٍ من رحلة فوق صوتية، يمكن أن تحدث، والهدف من التكرار النهائي لـFALCON HTV-2) )، هو أن يطير من خلال الغلاف الجوي للأرض بسرعة (Mach 20)، أي: أكثر من 20،000 كم / ساعة.

 

6- مركبات- X الأرضية (Ground X-Vehicles)

عادةً ما يؤدي المزيد من الدروع على المركبات الأرضية إلى تقليل حركتها، وارتفاع التكلفة، والحاجة إلى طاقمٍ أكبر، ومحدودية التنقل، وما يهدف إليه مشروع داربا(مركبات- X الأرضية)، هو تطوير المركبات على التضاريس، والطرق الوعرة، وجعلها قادرةً على معالجة أي نوع من التضاريس تقريبًا – المُنحَدر، أو الارتفاع- مع تعزيز خفة الحركة، وأيضًا على المرجعية، مثل: تحسين أجهزة الاستشعار على متن المركبة؛ للقضاء على الحاجة إلى النوافذ؛ كي لا يمكن كشفها تقريبًا عن طريق الأشعة تحت الحمراء، وإصدار الحد الأدنى من الضوضاء، وإعطاء قبالة بالقرب من أي إشعاعٍ كهرومغناطيسي.

7- مبادرة الدماغ (The BRAIN Intiative)

أُعلنت مبادرة برين الضخمة في عام 2013م، من قبل عددٍ من الوكالات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الجامعات وشركات التكنولوجيا وعلماء الأعصاب، وتتألف المبادرة من عددٍ من البرامج المصممة لخفض الحواجز بين الدماغ البشري والعالم الرقمي، والهدف من ذلك، هو الفهم الكامل للطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات، ويطور تكنولوجياتٍ جديدة تمكن من إنهاء وتجنب الاضطرابات.

8- معدات الهبوط الروبوتية (Robotic Landing Gear)

بُدء هذا المشروع منذ عام 2015م، وهو يهدف لجعل الهبوط والإقلاع على الأسطح غير المستوية والتحرك عليها ممكنًا، غير أن معدات الهبوط التقليدية لطائرة هليكوبتر، تتطلب سطحًا مستقرًا ومسطَّحًا، وقد جرت رحلة اختبارٍ بالقرب من أتلانتا في عام 2015م، ممَّا برهنَ القدرة على الهبوط على نصف منصةٍ مرتفعة، والنصف الآخر على الأرض، من خلال استخدام نموذج طائرة هليكوبتر مصغرة.

 

9- المنازل التي تصلح نفسها بنفسها (Homes That Repair Themselves)

أطلقت داربا برنامجًا يسمى: (هندسة المواد الحية Engineering Living Materials )، وذلك في صيف 2016م، مع رؤيةٍ لإنشاء مواد بناءٍ تنمو، والهدف من هذا، هو أن تكون قادرةً على بناء المباني، التي تُصلح نفسها ذاتيًا، وتتكيف مع أي نوعٍ من البيئة المُعاشة.


  • ترجمة: إبراهيم تعبان.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: ياسمين عمر.
  • المصدر