اكتشف العلماء نوعًا جديدًا من الجزيئات في المخ، تعمل على مزامنة الاتصال من خليةٍ لأخرى عند حدوث استجابةٍ للنشاط المناعي ضد التهاب الأعصاب الناتج عن مرضٍ أو إصابةٍ، وقد وجد الباحثون فئةً من الجزيئات تسمى: (الإيلوفانويدات – Elovanoids) تعمل على حماية الخلايا العصبية و تعزز بقائهم، وتساعدها أيضًا على الحفاظ على سلامتها واستقرارها، و(الإيلوفانويدات – Elovanoids ) – ((ELVs، عبارة عن موصلاتٍ نشطةٍ كيميائيًا، مكونة من (Omega-3)، يتم إطلاقها عند حاجة الخلايا المصابة لها.

 

يقود البحث الدكتور الأستاذ (نيكولاس بازان) الحائز على شرف التدريس (Boyd Professor)، ومدير مركز الامتياز لعلم الأعصاب بجامعة لويزيانا بنيو أورلينز، يقول: “بالرغم من علمنا من قبل بموصلات (Omega-3) المكونة من الأحماض الدهنية، مثل(Neuroprotectin D1) ، و(22 Carbon)s، روعة الاكتشاف الحالي، أن الإيلوفانويدات تتكون من سلسلةٍ كربونيةٍ طولها من 32 إلى 34 ذرة كربون”، و”من خلال هذه المركبات نتوقع زيادة عمق فهمنا؛ للتواصل بين الخلايا التي تحافظ على الدائرة العصبية، تحديدًا التي تسترجع اتزان الخلية بعد أي خللٍ باثولوجي يلحق بها”.

تمثل النتائج تقدمًا مذهلًا في كيفية تعقيد ومرونة العقل عندما يتعرض للصدمات، مثل: السكتة الدماغية، والزهايمر، ومرض الشلل والرعاش، و كيف يقوم بالإشارة بتفعيل الحماية العصبية، والمفتاح هو فهم كيفية اتصال الأعصاب ببعضها، وتشارك تلك الجزيئات الرائعة بإيصال الرسائل العصبية لكل التشابكات العصبية؛ للتأكد من دقة تدفق المعلومات خلال الدوائر العصبية.

 

“نحن نعلم كيف تقوم الأعصاب بالتشابك فيما بينها، ومع ذلك فلابد أن تكون هذه التشابكات مناسبة للتغير في شدة القوة طوعيًا، وتلعب الإيلوفانويدات دورًا رئيسًا كونها منظمات عصبية، خاصة في حالة اختلال وظائف التشابكات العصبية، مثل: التوحد، والتصلب الجانبي الضموري، والتي لا نجد لها أجوبة علاجية”.

ومن خلال توثيق العديد من الأحماض الدهنية ذات السلسلة الطويلة، كان يغيب عنا احتمالية تحويلها إلى أداةٍ كيميائيةٍ لعلاج الإصابات، والالتهابات، وتهديدات أخرى، للاتصال العصبي وبقاء الخلايا.

وقد اكتشف الباحثون بنية وخاصيات نوعين من الإيلوفانويدات في المخ، وهما: (ELV-N32)، و(ELV-N34)، ووجدوا أنها تنشط عندما تمر الخلايا بحالة حرمانٍ من الأكسجين/ الجلوكوز، أو عند توفيرهما بغزارة، فيحدث: السكتة الدماغية في مراحلها الأولى، أو الصرع، أو الشلل الرعاش، أو تعرض الدماغ لصدمةٍ، أو أمراض ضمور الأعصاب.

 

لقد تم تحديد التركيزات العلاجية المناسبة لاستقرار الحماية للأعصاب، ووجد الفريق أن الإيلوفانويدات تتغلب على أعراض التلف وسُمَيتِها في مراحلها الأولى، وفي حال السكتة الدماغية، قامت الإيلوفانويدات بتقليل المساحة المصابة في الدماغ، و بدأت في عمليات الإصلاح، والتعافي بالنسبة للأعصاب، وسلوك الدماغ.


  • ترجمة : علي المغربي
  • تدقيق: رجاء العطاونة
  • تحرير: ياسمين عمر
  • المصدر