إنَّ أغلب مشاكل سوء التغذية الحاصلة في وقتنا الحاضر تُعزى إلى أنظمتنا الغذائية الحالية الفقيرة بالتنوع الغذائي، هذا استنادًا إلى دراسة جديدة أجرتها مَدرسة براون في جامعة واشنطن.

تقول الأستاذة المساعدة والمؤلفة الأولى للورقة البحثيّة التي نُشِرت في مجلة نيوتيريشن رفيوز (Nutrition Reviews) الدكتورة لورا لانوتي (Lora Lannotti): «إنَّ غذائنا في الماضي كان شديد التنوع بالإضافة إلى أنه كان يحتوي على كميات كثيفة من العناصر الغذائية مقارنة بغذائنا الحالي المعتمد على الحبوب الأساسيّة والمكونات الفقيرة نسبيًا والذي تكون معلبة وجاهزة بشكل زائد».

إنَّ الورقة البحثية المنشورة تصف التباين بين الجينوم والتغذية كإطار مبني على النظرية الخلافية لميلفين كونر (Melvin Konner) وس.بويد ايتون (S. Boyd Eaton) والتي تنصُّ على أنه هناك خلاف ما بين النمط الغذائي الحالي وتاريخنا الجيني الغذائي، ومن الواضح في هذا الاختلاف عوامل الخطر المشتركة بين سوء التغذية والتغذية الزائدة.

وأضافت لورا: «يجب علينا محاولة الرجوع ومحاولة تقليد أسلافنا في نمطهم الغذائي لكي نحظى بصحة أفضل».

وفي حين أنه هناك دلائل واضحة تشير إلى أَّن الإنسان قادر على التكيف مع أنماط غذائية مختلفة إلّا أنَّ أنماط الغذاء لدى الكثير من سكان الأرض لا تتماشى مع المتطلبات التطورية لدى الانسان.

كما أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنَّ سوء وزيادة التغذيّة تُعزى إلى اختلافنا الآن عن النمط الغذائي الذي تطور فيه أسلافنا وإلى الكميات الكبيرة المستهلكة حاليًا من الحبوب والعناصر الغذائية مشيرة إلى أنَّ القليل فقط من هذه الحبوب والعناصر كفيل بأن يكسبنا صحة جيدة.

تُركِّز الورقة البحثيّة المنشورة على زيادة الجودة في النظام الغذائي الحالي والتي تتطلب الحد من استهلاك بعض المواد -مثل تقليل نسبة الكربوهيدرات على وجه الخصوص- وزيادة معدل البعض الآخر من المواد الغذائية الدقيقة.

إنَّ هذه الدراسة تُظهر أن الطعام المُعالج وخصوصًا المستخلص من مواد أخرى مثل الزيوت والدقيق والسكر لم تكن مدرجة ضمن النظام الغذائي لأسلافنا وأنَّ هذه المواد هي المسبب الأساسي لسوء التغذية الحاصل في أغلب أنماطنا الغذائية الحالية.


  • ترجمة: حسن كوسا
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • المصدر