المشي خلال كاشف المعادن:

يتم توجيه جميع الواصلين إلى المطار للعبور عبر ممر أو محطة معينة حيث يتوجب على كل شخص المشي خلال كاشف المعادن وتمرر جميع حقائبه عبر جهاز الأشعة السينية.

وتعتمد كل كاشفات المعادن في المطارات على الاستشعار بــــــ«نبض الحث – Pulse Induction» ويرمز له بالرمز «PI».

تَستخدِم أنظمة «PI» عادةً لفائف من الأسلاك النحاسية على الجانب وتوظفهم كمرسل ومستقبل.

ترسل هذه التقنية دفعات نارية قصيرة (نبضات قوية) عبر لفائف الأسلاك.

كل نبضة تولد مجالًا مغناطيسيًا قصير المدى.

وعند انتهاء النبضات تنعكس قطبية المجال المغناطيسي وينهار بشكل مفاجئ مؤديًا إلى تموج كهربائي حاد.

هذا التموج يستمر بضع أجزاء من الثانية.

ويسبب التموج تيارًا جديدًا يمر عبر لفائف السلك.

ويسمى التيار الجديد «النبض العكسي» ويستمر هذا التيار حوالي 30 جزءًا من الثانية ومن ثم ترسل نبضة أخرى وتكرر العملية السابقة.

يرسل كاشف المعادن النموذجي «PI» حوالي 100 نبضة بالثانية، ولكن الرقم قد يختلف اختلافًا ملحوظًا حسب الشركة المصنعة ورقم الإصدار، وبشكل عام يتراوح مدى النبضات بين 25 نبضة إلى 1000 نبضة بالثانية.

إذا مر جسم معدني عبر جهاز كشف المعادن، فإن النبضات تخلق مجالًا مغناطيسيًا معاكسًا للجسم المعدني، وعند انتهاء المجال المغناطيسي وبدء النبض العكسي تستغرق النبضات العكسية وقتًا أطول للاختفاء تمامًا وذلك بسبب المجال المغناطيسي للجسم المعدني.

تشبه هذه العملية صدى الصوت.

فإذا صرخت في غرفة قليلة الأسطح الصلبة فإنك تسمع صدىً صغيرًا جدًا أو قد لا تسمع شيئًا، أما إذا كنت في غرفة مع الكثير من الأسطح الصلبة فإنك تسمع صدىً يدوم لفترة أطول.

في كاشف المعادن، المجالات المغناطيسية للأجسام المستهدف كشفها تضيف صداها الخاص إلى النبض العكسي وهو ما يجعل النبض العكسي يدوم فترة أطول نسبيًا من تلك التي يدومها بدون تأثير من مجالاتهم المغناطيسية.

يتم ضبط جهاز كشف المعادن بطول محدد للنبض العكسي (افتراضي) وعن طريق مراقبة طول النبض العكسي ومقارنتها بالطول المتوقع يمكن لنا تحديد ما إذا كان هناك مجال مغناطيسي آخر تسبب في اطال مدة النبضة العكسية.

إذا تأخر اختفاء النبضة العكسية عدة أجزاءٍ من الثانية إذًا فهناك في الغالب جسمٌ معدني يتداخل معها.

البيان العلمي لتقنية كاشف المعادن «PI»:

ترسل الأجسام المعاينة من طرف الجهاز إشارات ضعيفة وصغيرة يتم مراقبتها عن طريق جهاز يسمى «جهاز التكامل» (أو وحدة المعالجة).

تقرأ وحدة المعالجة الإشارات القادمة من الأجسام التي تم فحصها ثم تضخمها ومن ثم تحولها إلى تيار مستمر. جهد التيار المستمر متصل بدائرة كهربائية صوتية.

وبهذه الطريقة تتحول النبضات إلى نغمات صوتية تختلف حسب المعدن الذي يتم فحصه.

إذا تم العثور على عنصر معدني، يُطلب منك إزالة كل الأشياء المعدنية التي بحوزتك وأن تخطو مرة أخرى عبر الجهاز.

وإذا استمر كاشف المعادن في الإشارة إلى وجود معادن يستخدم الضابط المسؤول جهاز كاشف المعادن اليدوي لحجز واقصاء السبب، علمًا أن كاشف المعادن اليدوي لا يختلف تقنيًا عن بوابة كشف المعادن.

العديد من أجهزة الكشف عن المعادن في السوق متعددة المرافق.

وهذا يعني تعدد نقاط الارسال والاستقبال في الجهاز الواحد، كل نقطة بارتفاع مختلف عن الأخرى.

ببساطة هو تجميعة لعدة أجهزة كشف معادن في جهاز واحد.

 

عبور الأمتعة من خلال جهاز الأشعة السينية:

بينما أنت تمر عبر جهاز الكشف عن المعادن الخاص بنا كبشر، تمر حقائبك عبر جهاز الأشعة السينية.

وهو عبارة عن حزام متحرك ينقل كل امتعتك عبر الأشعة السينية.

الأشعة السينية تشبه الضوء فهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية ولكن أكثر نشاطًا لكي تتمكن من اختراق المواد الصلبة وفحص ما تحتها.

الآلات المستخدمة في المطارات غالبًا ما تكون أنظمة أشعة سينية مزدوجة الطاقة.

هذا النوع من الأنظمة يرسل الاشعة السينية من مصدر واحد وترسل الأشعة عادًة على مدى 140 الى 160 كيلو فولت.

الكيلو فولت يشير إلى مدى اختراق الاشعة السينية للأمتعة، فكلما ارتفع كلما كان الاختراق أقوى.

بعد أن تفحص الأشعة السينية الجسم، يتم انتقاءها عبر كاشف.

يمر هذا الكاشف خلال مُرشح للأشعة السينية، يحجب المرشح العناصر منخفضة الإشعاع، وتفحص الأشعة المتبقية -مرتفعة الطاقة- العناصر الأخرى ويسمى هذا بالكاشف الثاني.

يقارن الحاسوب بين المواد الملتقطة من كلى الكاشفين لتفرق بشكل أفضل بين العناصر العضوية -منخفضة الاشعاع- وغيرها من العناصر.

وبناء على اختلاف امتصاص المواد للأشعة السينية، تتيح شاشة العرض بالحاسوب المرتبط بالجهاز رؤية العناصر المميزة داخل حقيبتك.

وبشكل عام تكون ألوان العناصر معتمدة على مدى الطاقة التي تمر عبر العنصر لتصنف الى الفئات الرئيسة الثلاث:

• عضوي؛
• غير عضوي؛
• معادن.

في حين أن الألوان المستخدمة للدلالة على المواد «غير العضوية» و «المعادن» قد تختلف بين الشركات المصنعة، إلا أن جميع أنظمة الأشعة السينية تستخدم تدرجات من البرتقالي لتمثيل المواد «العضوية».

وذلك لأن معظم المتفجرات تصنع من مواد عضوية.

يخضع موظفو الأمن لتدريب يركز على البحث عن العناصر المشبوهة وليس فقط العناصر الواضحة مثل البنادق أو السكاكين، ولكن لأي شيء يمكن أن يكون أحد مكونات المتفجرات أو مادة من مواده.

يلجأ الإرهابيون، لعدم توفر متفجرات كالقنابل للبيع تجاريًا، إلى العبوات الناسفة لترهيب الناس.

يمكن صنع عبوة ناسفة بطرق مختلفة وعديدة جدًا، بدءًا من القنابل الأنبوبية السهلة إلى القنابل المتطورة التي يتحكم بها الكترونيًا.

ومن المفاهيم الشائعة الخاطئة، أن الأشعة السينية المستخدمة لفحص الأمتعة قد تضر بالأفلام والوسائط الإلكترونية.

ولكن الحقيقة غير ذلك، فالأشعة السينية تعتبر آمنة نسبيا لأفلام التصوير، مما يعني أن كمية الأشعة السينية ليست عاليةً بما يكفي لإتلاف فيلم التصوير.

ولأن كمية الأشعة الكافية لإتلاف وسائط التصوير الإلكتروني أكبر من تلك التي قد تتلف أفلام التصوير فإن الوسائط الالكترونية آمنة تمامًا من التلف.

وبالرغم من ذلك، فالعديد من أجهزة الأشعة السينية عالية الطاقة المستخدمة في فحص الأمتعة قد تتلف أفلام التصوير (ولكن تضل الوسائط الالكترونية آمنة)، ولذلك، إذا كنت ممن يمتلكون أفلام تصوير فالأفضل أن تحملها معك إلى الطائرة.

الأجهزة الالكترونية مثل الحواسيب الشخصية تحوي الكثير من القطع المُكدسة في مساحة صغيرة جدًا، مما قد يخلق صعوبة في فحص العناصر المكونة لها وتحديد ما إذا كانت تحمل مواد متفجرة أما لا.

لهذا السبب قد يُطلب منك تشغيل حاسبك الشخصي أو مساعدك الرقمي.

وعلى الرغم من تشغيلك للجهاز فهذا لا يعتبر دليلًا دامغًا على عدم وجود قنبلة، فالمجرمون المحترفون يستطيعون إخفاء قنبلة في حاسب شخصي يعمل بشكل طبيعي تمامًا.

ولهذا السبب تحديدًا، فالعديد من المطارات الدولية توفر كاشفات المواد الكيميائية (تعمل بالرائحة). وهذا هو أساس وجود المختبرات الكيميائية الآلية في الصناديق.

على فترات عشوائية، يتم الفحص بالكاشفات الكيميائية أو عند وجود سبب للاشتباه في شخص ما أو في جهاز إلكتروني.

يقوم موظف الأمن بسرعة بأخذ قطعة من قماش ومسح الجهاز الإلكتروني بها ثم وضعها على الكاشف فيقوم هذا الأخير بتحليل الروائح والتأكد من عدم وجود بقايا مواد كيميائية ستخدم في صنع المتفجرات.

في حالة تواجد بقايا كيميائية يصدر تحذيرٌ بوجود متفجرات.

وبالإضافة إلى الكاشف الكيميائي المكتبي، هناك أنواع محمولة يدويًا يمكن استخدمها للتحقق من الخزائن والمساحات المغلقة الأخرى والأمتعة غير المملوكة لأحد.

وعلى سبيل الذكر، يوجد أحد الإصدارات يدعى « GE’s Entry Scan 3» ويمكن استخدامه للكشف عن المتفجرات والمخدرات أيضًا.

والآن بعد أن تخطيت الفحص الأمني وتنتظر وقت صعود الطائرة، لنرى ماذا يحدث لحقائبك التي اجتازت الفحص الأمني.

أنظمة الأشعة السينية:

بالإضافة إلى أمتعة الركاب، تحمل معظم الطائرات كميات هائلة من البضائع.

كل هذه البضائع يجب أن تُفحَص قبل تحميلها.

تستخدم معظم المطارات أحد الأنظمة الثلاثة التالية للقيام بذلك:

• أنظمة الأشعة السينية المتوسطة: وهي أنظمة ثابتة يمكنها فحص حاوية شحن كاملة والتحقق من وجود أية بضائع مشبوهة.

• أنظمة الأشعة السينية المتنقلة: وهي عبارة عن شاحنة كبيرة تحمل كامل نظام المسح بالأشعة السينية.

تتحرك الشاحنة ببطء شديد مقارنة بالشاحنات العادية، تتوقف الشاحنة لفحص محتويات تلك الشاحنة المراد فحصها والتحقق من أي عناصر مشبوهة.

• أنظمة الأشعة ثابتة الموقع: وهذا مبنىً كامل بداخله وحدة أشعة سينية ماسحة ضخمة، تدخل المقطورة بالكامل إلى المبنى ويتم فحصها بالكامل في وقت واحد.

وهناك طريقة قديمة الطراز لاكتشاف القنابل لا تزال تعمل بنفس كفاءة أو ربما أفضل من معظم أنظمة التكنولوجيا الفائقة وهي استخدام الكلاب المدربة.

وقد تم تدريب هذه الكلاب الخاصة، التي تدعى وحداتK-9، لاستخلاص الروائح المحددة المنبعثة من المواد الكيميائية التي تستخدم في صنع القنابل، وكذلك الروائح من العناصر الأخرى مثل المخدرات.

وبسرعة لا تصدق وبدقة عالية، ينبح K-9 أمام أية حقيبة مشبوهة أو أمتعة أخرى، مُنبهًا رفيقه البشري عن العنصر المحتاج للتدقيق والفحص.


  • ترجمة: عصام النائب
  • تدقيق: المهدي الماكي
  • المصدر