أظهرت دراسة حديثة أن إضافة الأسبرين إلى بعض الأدوية المضادة للسرطان تحسن من فعاليتها ضد مجموعة من الأورام المستعصية على العلاج.

ويأمل علماء جامعة كوينزلاند (The University of Queensland) أن تجرى قريبًا تجارب سريرية للأشخاص الذين يعانون من سرطان الرئة، والبنكرياس، وسرطان القولون، والمستقيم، غير المستجيبين للعلاجات الأخرى.

وقال الباحث في معهد ديامانتينا البروفيسور هلموت شيدر: إنه كان للسرطان الناتج عن الطفرات في مجموعة من الجينات المعروفة باسم (RAS) استجابة منخفضة للعلاجات، إذ لا يوجد حاليًّا أي دواء يستهدفها مباشرة.

وتشمل مجموعة الأورام بعض سرطان البنكرياس، والرئة، وسرطان القولون، والمستقيم ذات معدلات حياة منخفضة جدًا، بالإضافة إلى نسبة قليلة من الأورام الميلانينية (أورام جلدية).

يقول د.هلموت شيدر: “وجدنا أن إضافة الأسبرين إلى دواء مثبط للسرطان، سورافينيب (Sorafenib) حسّن بشكلٍ كبير من فعاليته على نماذج فئران لأورام في الرئة وأورام جلدية ذات الطفرات في مجموعة (RAS)، وأظهرت ثلاثة فحوص للسورافينيب في مرحلة متعددة المراكز لسرطان الرئة غير صغير الخلية، تحسّنًا هامشيًا عند المرضى.

وتشير أبحاثنا إلى أنه يمكن لمشاركته مع الأسبرين أن يفيد المرضى الذين يعانون من طفرات الـ (RAS) الذين لا يستجيبون لأنواع العلاج الأخرى”.

وقال الدكتور شيدر: إن هذه المشاركة الدوائية يمكن أن تقلل من جرعة سورافينيب المطلوبة، وتحسن نوعية الحياة للمرضى عن طريق الحد من الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤدي ببعض المرضى لإيقاف العلاج.

ويتم من خلال مشاركته مع جرعة عالية نسبيًا من الأسبرين، تفعيل آليتين جزيئيتين تعملان معًا على قتل الخلايا السرطانية ذات طفرات الـ (RAS).

وقد يمنع هذا التفعيل المزدوج أيضا الأورام من تطوير مقاومة للعلاج، التي يمكن أن تحدث عند إعطاء الدواء المثبط للسرطان وحده.

وأشار الدكتور شيدر إلى الحاجة لأخذ الآثار السلبية للأسبرين بعين الاعتبار، ولكن من المرجح أن تكون الجرعات المطلوبة أكثر مطاوعةً سريريًا للمرضى الذين ليس لديهم خيارات علاج متبقية، يقول: “يمكن للفحوص السريرية على هذه المشاركة أن تبدأ بسرعة كبيرة نسبيًا، تلحقها اختبارات أخرى سبق وأن بدأ إجراؤها”.

وأضاف الدكتور شيدر التابع لمعهد البحوث الانتقالية، أن نهج العلاج المزدوج يمكن أن يزيد من زمن تثبيط تطور السرطان عند المرضى، إذ يقول: “نعتقد أن إضافة الأسبرين يمكن أيضًا أن يحول دون انتكاس الأورام في المرضى”.

لقد قامت هذه البحوث باشتراك جهود طبيبة الأورام في مستشفى الأميرة ألكساندرا، الدكتورة فيكتوريا أتكينسون مع علماء من جامعة كاليفورنيا للأبحاث الأمراض الجلدية، في معهد بحوث ماتر، ومعهد ويستار في فيلادلفيا.

وتجرى حاليًا دراسات حول مشاركة الأسبرين والأدوية الأخرى المثبطة للسرطان.

نشرت هذه الدراسة في دورية ( دراسات سريرية للسرطان- Clinical Cancer Research)


  • ترجمة: مريم عيسى.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: رؤى درخباني

المصدر
مواضيع ذات صلة: