الوظائف فى خطر:

ليس سرًّا أن عالم العمل سيتغير بشكلٍ لا رجعة فيه، حيث ستبدأ المزيد من الصناعات بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي وتحويل الاشياء من العمل اليدوى إلى الأوتوماتيكي.

دراسةٌ جديدة نشرت بواسطة منتدى الاقتصاد العالمي ( World Economic Forum) وجدت أن النساء هن أكثر من سيتضرر.

فى الولايات المتحدة 1,4 مليون وظيفة ستكون عرضةً للاضطراب بحلول عام 2026 بسبب التقدم التكنولوجى وعوامل أخرى.

وحلل التقرير نحو 1000 نوع من الوظائف في جميع أنحاء البلد، يغطي 96 في المئة من مجموع العمالة.

وأظهرت الدراسة أن 57 في المئة من أولئك الذين تتعرض وظائفهم للخطر هن من النساء.

الدراسات تخبرنا بأن 49% من الوظائف فى جميع أنحاء العالم يمكن استبدالها بآلاتٍ فى ظل التكنولوجيا الحالية.

و 6% من وظائف الولايات المتحدة يمكن استبدالها بآلاتٍ فى 2021.

يقول أوباما ان الموجة القادمة من الاضطرابات الاقتصادية لن تأتى من خارج البلاد بل ستكون بواسطة الأتمتة أي التشغيل الآلي مما سيجعل وظائف الطبقة المتوسطة في خطر.

تلقي الإحصائيات الضوء على الكيفية التي يمكن أن يؤدي بها التحول بعيدًا عن القوى العاملة التي يغلب عليها الطابع البشري.

فعلى سبيل المثال، نجد أن المرأة ممثلة تمثيلًا ناقًصا بالفعل في العديد من أشكال العمل التي يُتوقع أن تشهد نموًا على مدى السنوات المقبلة.

فمثلًا، نحن غالبًا ما نفكر في العاملين في خط التجميع باعتبارها واحدة من المجموعات الوظيفية التي سيتم استبدالها حيثيزدادالاعتماد على الروبوتات والنظم الآلية تميل إلى الازدهار في مثل هذه المهام.

وتشير التقديرات إلى أنه في أعقاب التشغيل الآلي، ستتعرض فرص عمل حوالي 90 ألف عامل من عمال خطوط التجميع الذكور للخطر – بالمقارنة مع 164 ألف امرأة يعملن كأمناء ومُساعِدات إداريات ستتعرض وظائفهن للخطر.

فرص العمل:

ومن بين العمال الذين ستكون وظائفهم عرضة للتشغيل الآلى، لن يكون لدى 16 في المئة منهم فرص الانتقال إلى وظيفة جديدة تستخدم مهاراتهم،و 25 في المئة لن يحصلوا إلا على ما بين واحد إلى ثلاثة أنواع من الوظائف.

ونتيجةً لذلك، يوصى باتباع برامج شاملة لتدريب الموظفين على مهارات جديدة -re-skilling program لتعويض صعوبة هذا الانتقال.

ومن شأن هذا التدريب أن يوفر للعمال الذين خسروا وظائفهم 48 عملية انتقال وظيفية في المتوسط أي ما يقرب من نسبة العاملين في 2% من أعلى المهارات القابلة للتحويل اليوم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نصف هذه الأدوار يشمل أيضًا زيادة في الأجور.

ومن شأن منح المرأة فرصًا أفضل للانتقال إلى مهنة أخرى أن يكون له أيضًا أثرٌ إيجابي على الفجوة في الأجور بين الجنسين.

ويشير التقرير إلى أن مثل هذه المبادرة يمكن أن تمنح 74 في المئة من النساء المعرضات للخطر أجورًا أعلى، مقابل 53 في المئة من الرجال المعرضين للخطر.

والنتيجة النهائية لبرنامجٍ واسع النطاق للتدريب على المهارات الجديدة ستكون المزيد من فرص العمل وتحسّن في الأجور، ولكن لن يكون تنفيذ هذا البرنامج أمرًا سهلًا.

فمن المتوقع أن يتم إعادة تدريب 70 في المئة من العمال المتضررين، الأمر الذي يتطلب منهم الحصول على دعمٍماديٍ والاشتراك في خدمات المساعدة في إيجاد وظائف.

وقال كلاوس شواب-Klaus Schwab المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي «العائق الوحيد الذي يقف بيننا وبين عالم مليء بالفرص للناس هو رغبة القادة في القيام باستثمارات في برامج التدريب التي من شأنها أن تربط العمال بوظائف جديدة، ويبين هذا التقرير أن هذا الاستثمار له عوائد عالية جدًا على الأعمال والاقتصادات – ويضمن أن يجد العمال أهداف حياتهم».

والسؤال الكبير الذي يجب الإجابة عليه هو كيفية تمويل جهود إعادة التأهيل وتأمينمستقبل العمال المتضررين. وبما أن النظم الآلية والروبوتات تلعب دورًا رئيسيًا في هذه التغييرات، فقد اقترح البعض أن تكون الضرائب على هذه التكنولوجيا أحد مصادر تمويل تلك البرامج.


  • ترجمة: محمد مبروك عيد.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر