شكرًا للعِلم، هكذا بإمكانكَ صُنع ألماس مِثالي بواسطة المايكروييف!


كمُقدّمةٍ سريعة، يُعدُّ حجر الألماس من الأحجار الكريمة النادرة والتي تكوّنت من عنصر الكربون فقط تحت ظروفٍ وعوامل مؤثّرة من ضغطٍ وحرارةٍ عاليتين في أعماق الأرض، وتعدّدت استعمالاته بدءًا من صناعة الحُلي، مرورًا باستخدامه في روؤس حفّارات الآبار العميقة، وانتهاءً باستعمالاته للأجهزة الالكترونيّة والمُعدّات الطبيّة.

ولكن، في الوقت الحالي فإن الاحتمالات تُشير إلى أنَّ واحدًا من كل أربع قطع ألماسٍ قد استُخرجت من مناطق حروب وبيعت لصالح تمويل النزاعات المُسلّحة والحروب الأهلية، أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون بالابتعاد عن مثل هذه السلع، فقد أصبح من الصعب جدًا التفّريق بين الألماس النظيف والألماس الدمويّ.

وبسبب هذا ترى بأن سوق الألماس المُصنّع في المخابر ينمو بشكلٍ بطيء وخطوات ثابتة، موفّرًا بذلك خيارًا أرخص وصديقًا للبيئة ويبدو أكثر أخلاقيّةً وبنفس جمال نظيره الطبيعي.

حيث يشير (Chaim Eve-Zohar)، من شركة “Tacy” الاستشاريّة والتي تعمل في مجال الألماس: «إن كان منشأ الألماس من تحت الأرض أم من فوقها، فهل هذا مُهم فعلًا بالنسبة للمُستهلك الشاب المتحضّر؟».

إن هذا الألماس الصناعي ليس كتلك الماسات المُقلّدة الرخيصة، فمُكعّبات الزركونيا (Zircona cubic) على سبيل المثال لها نفس البُنية الفيزيائية والتركيبة الكيميائية التي يمتلكها الألماس المُستخرج من أعماق الأرض.

وتتم هذه العمليّة بوضع جزءٍ صغيرٍ من الألماس – والذي يُسمّى بِذرَةَ الكربون – داخل المايكروييف مع كميّات متفاوتة من غازٍ كربونيّ ثقيل، وغالبًا ما يكون الميثان هو المُستخدم في هذه العملية، حيث يُسخّن الخليط الغازي إلى درجة حرارةٍ عاليةٍ جدًا في المايكروييف لتتشكّل كرةٌ من البلازما حيث يتحطّم الغاز بداخلها وتتبلّور ذرّات الكربون لتتراكم على بذرة الألماس مما يؤدي إلى نموّها.

قد تستغرق هذه العمليّة وقتًا يصل حتّى عشرة أسابيعٍ للحصول على قطعة ألماسٍ قابلةٍ للتسويق، ويُشير الخبراء إلى أنهم بحاجةٍ لآلةٍ تفرّق بين الماس المُصنّع في المخبر وبين الطبيعي المُستخرج من مجاري الأنهار.

حتّى الآن، فإن الماس الصناعيّ المُركّب في المخبر يُشكّل جزءًا صغيرًا جدًا من سوق الماس العالمي والذي تبلغ قيمته 80 مليار دولار، حيث أنّه في عام 2014، في الوقت الذي تم تصنيع فيه ما يُقارب 360.000 قيراط من الماس المُصنّع مخبريًا، كان قد تم استخراج نحو 146مليون قيراط من الماس الطبيعي.

ولكن إذا ما كنّا سنعتمد نتائج الاستطلاع الأخير، والذي أظهر بأن أقل من نصف المُستهلكين في أمريكا الشمالية الذين تترواح أعمارهم بين (18-35) يُفضّلون الماس الطبيعي، فإن تلك النتائج ستتغيّر قريبًا، إذ تُشير التقديرات إلى إرتفاع عدد الألماس المُصنع مخبريًا بشكلٍ صاروخيّ ليصل إلى 20 مليون قيراط بحلول عام 2026، وذلك مع بدء كل من شركة Wall-Mart و Helzberg Diamonds بشراء أسهمٍ من إصدارات الماس الصناعي لأن شركات التعدين لا ترغب في ترك هذه الشريحة تذهب من السوق دون قِتال.

وقد أُفيد بأنها قد حققت نصرًا كبيرًا ضد المُختبرات في يوليو/تموز الماضي حيث أقرّت المنُظمة الدولية للمعايير أن يتم تصنيف هذه الأحجار إما (مُركّبة) أو (تم تحضيرها من عمليّة الانتاج المخبريّة)، أم تم تشكيلها في المخبر أو ليست حقيقيّة.

وتأمل شركات الماس الطبيعي أن تستمر في بيع زبائنها رومانسيّة الماس المُستخرج طبيعيًّا، وأنه سيتم تسويق التاريخ المُميّز لكل قطعة، أكثر من إحساس الماس المُصنّع مخبريًّا “ذو الجودة الأقل”.

ولكن مع وجود سعر أقل يصل إلى نصف سعر الماس الطبيعي، أفادت “Bloomberg” بأن تكلفة الماس الصناعي من عيار (1 قيراط) في أحد متاجر المجوهرات في نيويورك يصل إلى 6000 دولار، مقارنة ب 10 آلاف دولار من نفس العيار.

ويقول فيشال ميهتا (Vishal Mehta) المدير التنفيذي لشركة IIA للتكنولوجيا والتي تُعدُّ المنتج الأول للماس الصناعي في العالم: «نقوم الآن بإنشاء صناعةٍ جديدة، إذ أصبح توجّه المُستهلكين اليوم نحو مُنتجٍ صديقٍ للبيئة وخالٍ من دمويّة النزاعات والتي كانت نقطة شائكة بالنسبة للماس».


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر