كم عدد صور السلفي التي نشرتها اليوم؟

قارن الباحثون بين سمات شخصية معينة تجعلنا نقضي الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعية، مما يشير إلى أن بعضنا يكون أكثر عرضة لإغراءات الفيسبوك وتويتر أكثر من غيرهم.

تم تحديد ثلاث سمات شخصية على وجه الخصوص: العصابية، الوعي والقبول وتشير الدراسة إلى إمكانية مجموعات مختلفة من هذه السمات الثلاث أن تزيد أو تقلّل من خطر الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعية.

يريد الباحثان القائمان على البحث رؤية نهج أكثر دقة لمعالجة مسألة قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعية – الفكرة تتلّخص فيما أننا لو أردنا التعامل بشكل أفضل مع الآثار السلبية التي يمكن التعرّض لها عند قضاء الوقت على الإنترنت، فنحن بحاجة إلى فهم أفضل لما يسبّب ذلك.

يقول أحد الباحثين، إسحاق فاغيفي من جامعة بينغهامتون في نيويورك: “لقد كان هنالك الكثير من الأبحاث حول كيفية تأثير تفاعل بعض السمات الشخصية على الإدمان على أمور كالكحول والمخدرات”.

“أردنا تطبيق إطار مماثل على إدمان الشبكات الاجتماعية”.

ولإتمام ذلك، طلب فاغفي وقاهري ساريمي من جامعة ديبول في ولاية إيلينوي 275 طالبًا للعمل من خلال نموذج شخصية ذو خمسة عوامل، وإطارِ معترف به لتقييم سمات الشخصية.

بالإضافة إلى العصابية والوعي والقبول، الذين ذكرناهم من قبل، يقيّم النموذج مدى انفتاحك وانبساطك النفسي أيضًا.

ما وجدته الدراسة هو أن الانفتاح والانبساط النفسي لم يكن لهما الكثير من الارتباط مع إدمان الشبكات الاجتماعية، ولكن الثلاثة الآخرين كانوا كذلك.

من تلقاء نفسها، زادت العصابية – مدى اختبارنا للمشاعر السلبية كالتوتر والقلق – من احتمال قضاء الكثير من الوقت مع آخر الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعية.

ومن ناحية أخرى، عندما ظهر الوعي كَسِمة – معرّفةً على أنها ذاتية السيطرة ومنساقة نحو تحقيق أهداف معيَّنة- وُجِدَ أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعية قد كان أقل احتمالًا.

لكن الباحثين أرادوا اختبار علاقة هذه الصفات ببعضها فوجدوا أن العصابية بدت على ما يبدو معتدلة فيما يتعلق بالإدمان على شبكات التواصل الاجتماعية.

لذلك، إذا كان أحدهم قد سجل درجات عالية بالنسبة لكل منهما، فإنّ مشاعر التوتر والقلق يمكن أن تتغلّب على التحكم بالذات.

بالنسبة إلى القبول – أي كون المرء ودودًا ومتعاطفًا – لم يكن له صلة باحتمال الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعية.

ولكن عند دمجه مع الوعي على الرغم من ذلك، تغيّر ذلك.

ويرجح الباحثون أن الأشخاص الذين يسجلون درجة عالية من القبول والوعي هم أكثر عرضة لملازمة آخر أخبار وتحديثات فيسبوك أو تويتر.

لربما يعود السبب في ذلك إلى أن هؤلاء الناس يقدّرون صداقاتهم ويرغبون في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية للحفاظ عليها.

وفي الوقت نفسه، يكون الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعية أكثر احتمالًا بين أولئك الذين تنخفض درجات قبولهم ووعيهم.

تجدر الإشارة إلى أن هذه العينة صغيرة نسبيًا، أقل من 300، لذلك لا تنطبق بالضرورة هذه التعميمات الواسعة على بقية السكان.

الباحثون أيضا لم يتعمّقوا في الأسباب المحتملة لسمات هذه الشخصية بالتحديد التي تجعلها تتوافق مع الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعية.

وعلى الرغم من أن بعض الدقائق الإضافية هنا وعلى فيسبوك أو تويتر قد لا تبدو بالأمر الخطير، إلا أن الباحثين يولون اهتمامًا متزايدًا بالآثار المحتملة التي قد ينطوي عليها قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعية.

الجيد والسيء.

خذ بعين الاعتبار، أن الفيسبوك لم يكن موجودًا منذ 15 عامًا.

والآن هناك أسئلة رئيسية تتمحور حول كيفية عبث وسائل التواصل الاجتماعية بأدمغتنا، مما يؤثّر على تقديرنا لذاتنا، ويضعف من حكمنا، ويؤذي صِحتنا.

سوف يستغرق الأمر سنوات طويلة من البحث قبل أن نعرف مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعية على حياتنا، سواء كنا نستخدمها من حين لآخر أو أكثر بكثير.

يقول فاغفي: “إنه موضوع مُعقَد ومُعِقد”.

“فلا يمكنك اتباع نهج بسيط.”

قد تم تقديم هذا البحث في مؤتمر هاواي الدولي الحادي والخمسين حول علوم الأنظمة وهو متاح للعرض على الإنترنت.


  • ترجمة: محمد حميدة
  • تدقيق بدر الفراك
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر